فتح تزايد الرسائل الاحتيالية مؤخرا للإيقاع بعملاء المصارف التساؤلات حول آلية حصول هؤلاء المحتالين على البيانات الخاصة بالعملاء التي يوقعون بها ضحاياهم في شراكهم، لإيهامهم بحقيقتهم المزورة وإتمام عمليات الاحتيال، وعلمت «الوطن» أن كثيرا من عمليات الاحتيالات تكون عبر أرقام أو اتصالات من خارج المملكة وتستهدف العميل أولا برسائل مزورة تتقمص هوية البنك، ليحصل ذلك المتقمص على معلومات الحساب المصرفي من خلال البيانات التي يحصل عليها من قبل العميل أو من خلال سرقة البيانات من جهازه، عبر روابط خاصة يتم إرسالها له مسبقا، ويفتحها دون أن يدرك حقيقتها. أو عن طريق فتح نصوص أو نوافذ تظهر أمامه أو رسائل إلكترونية مشبوهة.

الرسائل الاحتيالية

رفعت الرسائل الاحتيالية مستوى الحذر لدى عملاء البنوك فتحولت جميع الرسائل البنكية لمحل ريبة لدى العملاء قبل أن يتم التأكد منها من خلال الأرقام العامة للبنوك، أو التواصل مع موظفين، أو التواصل مع البنك عبر حسابته على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعد تكرار رسائل الاحتيال التي تتقمص صفة البنوك ومؤسسة النقد العربي السعودي، حيث أصبحت البنوك تتلقى يوميا مئات الرسائل من قبل عملائهم للتأكد من محتوى ومصداقية الرسائل التي تصل لهم من قبل البنك، بعد استهدافهم من قبل رسائل احتيالية من داخل وخارج المملكة.

موجة من الأسئلة

وتشهد حسابات البنوك بمواقع التواصل الاجتماعي مئات الأسئلة يوميا والتي يجيب البنك على بعضها مباشرة، في حين يحول السائل للتواصل عبر وسيلة أخرى، أو التواصل مع حساب البنك عبر الرسائل الخاصة، وتتركز أغلب الأسئلة الواردة لحسابات البنوك حول سبب إرسال رسالة معينة، أو شرح المقصود والمطلوب من رسالة وردت له من البنك، كما تحتوي أسئلة أخرى على استفسارات حول عمليات سحب خاصة ظهرت بحسابه وتفاصيلها، ولا تقل ولا تختلف الأسئلة التي تصل لموظفي خدمة العملاء بالبنوك عبر أرقام التواصل الخاصة، أو حتى عبر الأرقام الخاصة لبعض الموظفين من قبل معارفهم والذين يسألون عن حقيقة ومعنى كل رسالة تصلهم من البنك، بما فيها الرسائل الرسائل الاعتيادية، وذكر موظف أحد البنوك لـ«الوطن» بأن رسائل العملاء تزايدت في الفترة الأخيرة بالتزامن مع الرسائل الاحتيالية التي وصلت لكثير منهم، والتي كشفت بعد تواصلهم مع البنك فأصبح لدى الكثير حالة من الحرص الزائد، بحيث أصبحت جميع الرسائل التي تصل له من البنك عبر قنوات البنك الخاصة يسأل عنها وعن حقيقتها وموثوقيتها، مضيفا بأن طرق الرسائل الاحتيالية معروفة، وهي عادة تحاول تقمص هوية البنك ولكن ليس عبر قنواته الخاصة التي اعتاد العميل على التواصل معها، وإنما من خلال قنوات مزورة تحاول تقمص هوية البنك من خلال محاولة تقليد الاسم عبر الرسائل أو التواصل من أرقام شخصية باسم البنك.

احتيال من الخارج

يشير المصدر المصرفي إلى أن كثيرا من عمليات الاحتيالات تكون عبر أرقام أو اتصالات من خارج المملكة، وتستهدف العميل برسائل مزورة تتقمص هوية البنك ليحصل ذلك المتقمص على معلومات الحساب المصرفي من خلال البيانات التي يحصل عليها من قبل العميل أو من خلال سرقة البيانات من جهازه عبر روابط خاصة يتم إرسالها له، ولكن بسبب تعدد طرق الحماية الخاصة التي توفرها البنوك السعودية لعملائها يصعب على المتقمص استكمال عملية السرقة بدون التواصل مع العميل المستهدف واستكمال المعلومات والبيانات منه ليتمكن من الدخول لحسابه وسرقته، مشيرا إلى أن الأرقام السعودية التي تم ضبطها في عمليات التواصل كانت مسجلة بهويات مزورة، حيث يتم إيقاف تلك الأرقام بعد وصول بلاغات عليها، مشيرا إلى أنه أصبح لدى عملاء البنوك حالة وعي بطرق الاحتيال، خصوصا أن أغلبها يستخدم الطريقة ذاتها للوصول للبيانات، وهو ما يفسر الأعداد الكبيرة من الاستفسارات والاتصالات التي تستقبلها البنوك.

مؤسسة النقد تحذر

أكد الأمين العام للجنة الإعلام والتوعية المصرفية بالبنوك السعودية الدكتور طلعت حافظ لـ«الوطن» أن تحذير مؤسسة النقد العربي السعودي «ساما»، لعموم المواطنين والمقيمين بتوخي الحذر من التعامل أو التجاوب مع رسائل مشبوهة، تستخدم صفتها (اسمها)، أو التي يدعي مرسلها أنه من منسوبي المؤسسة، وذلك باستخدام وسائل التواصل المختلفة، يأتي حرصا منها بعدم وقوعهم ضحية لإحدى ممارسات الاحتيال المالي، مضيفا أن تحذيرها جاء بعد أن رصدت خلال الفترة الماضية عددا من المكالمات والرسائل النصية الاحتيالية لجهات وأشخاص مجهولين تهدف إلى الوصول للبيانات البنكية والمعلومات الشخصية للضحية، لإيهامه بوجود مبالغ مالية خاضعة لإشراف المؤسسة ورقابتها، وذلك من خلال التواصل معه عبر أرقام هواتف أو الدخول عبر روابط إلكترونية لا تعود للمؤسسة ولا للمؤسسات المالية.

وحرصا من المؤسسة على سلامة التعاملات المالية وحماية عملاء المؤسسات المالية والمساهمة في مكافحة الجرائم المالية والمعلوماتية، أكدت بأنها لا تحتفظ بأي ودائع أو أموال تخص الأفراد ولا بإجراء عمليات مالية لهم أو نيابة عنهم، كما وشددت على أهمية الالتزام بالمحافظة على سرية البيانات البنكية والمعلومات الشخصية، وعدم إفشائها لأي جهات أو أشخاص مجهولين، كما وأكدت على خطورة الاستجابة لتلك الرسائل المشبوهة.

الإعلانات المضللة

أضاف حافظ أن البنوك السعودية كل على حدة ومن خلال لجنة الإعلام والتوعية المصرفية قد حذرت سابقا بعدم التجاوب أو حتى التفاعل مع أي نوع من أنواع الرسائل مجهولة المصدر والهوية، التي تطلب من عملاء البنوك الإدلاء بمعلوماتهم الشخصية وبياناتهم البنكية. كما وحذرت من الانسياق والانجراف وراء الإعلانات المضللة لشركات استثمارية وهمية وغير مرخصة، والتي تعد ضحاياها بتحقيق أرباح طائلة خلال فترة بسيطة. كما وشددت على أهمية تحديث البيانات البنكية والمعلومات الشخصية من خلال القنوات الرسمية للبنك، مؤكدة على أن البنوك لا تتواصل مع عملائها هاتفيا لطلب تحديث البيانات البنكية، وتنذر عملاءها بتجميد حساباتهم في حال عدم التحديث، باعتبار أن التحديث لا يتم سوى عبر القنوات الرسمية للبنك. كما وناشدت اللجنة عملاء البنوك بعدم الاستجابة للرسائل مجهولة المصدر التي تدعي الفوز بجائزة نقدية أو عينية، موضحة أنه في حال استلام أي من عملاء البنوك رسالة احتيالية، نسخها وإرسالها للرمز الموحد لكافة شركات الاتصالات 330330.

طرق سرقة البيانات المصرفية

- من خلال التواصل مع العميل وخداعه

- من خلال روابط مزورة تسرق البيانات من جهاز العميل

طرق الاحتيال:

- رسائل تتقمص صفة مؤسسة النقد

- رسائل تتقمص صفة البنوك

- رسائل تحمل روابط مجهولة لتحديث المعلومات

- رسائل تحمل روابط توهم العميل بالفوز بجائزة

- رسائل تطلب من العميل التواصل مع أرقام خاصة لتحديث البيانات البنكية

- اتصالات تتقمص شخصية موظف بنكي

- اتصالات تقدم عروضا باسم البنك لفتح حسابات استثمار

- اتصالات توهم العميل بحصول مشكلة طارئة بحسابه البنكي

- اتصالات توهم العميل بوجود أعطال بموقع البنك وإعطائه روابط وقنوات أخرى للتواصل

- عروض للتداول بشركات استثمارية غير مصرح لها

- عروض للتداول في العملات الإلكترونية

- عروض للتداول في الذهب والأحجار الكريمة

أبرز الأسئلة والاستفسارات التي ترد للبنوك

- طلب التأكد من رسالة وصلت من البنك

- طلب التأكد من رسالة احتيالية ومعرفة طريقة التعامل معها

- طلب معرفة معنى الرسالة التي وصلت من البنك

- التأكد من رسائل العمليات البنكية التي تصل للعميل

- اعتراض على رسوم إدارية تم خصمها من حسابه

طرق التواصل

- عبر حسابات التواصل الاجتماعي

- عبر أرقام التواصل مع العملاء

- عبر الأرقام الخاصة لموظفي البنوك

بلاغات الاحتيال المالي

2017// 2046 بلاغا وشكوى

2613 بلاغا في 2018 بقيمة 170 مليون ريال

1063 شكوى في النصف الأول من 2019 بمبالغ 49 مليون ريال

60 % انخفاض بلاغات وشكاوى التعرض لرسائل الاحتيال المالية الواردة من عملاء البنوك