رغم ما تزخر به «القرن» من معالم أثرية وتراثية ضاربة في أعماق التاريخ، إلا أن القرية التي تعد من أصغر قرى منطقة نجران تشتكي هجر أهلها لها، بعد مغادرة معظمهم إلى المراكز المجاورة والمحافظات، كبدر الجنوب وحبونا والخانق وظهران الجنوب ومدينة نجران، نتيجة توقف بعض الجهات الحكومية المتاحة عن أداء دورها في خدمتهم وتخفيف معاناتهم وتمكينهم من البقاء، ووحدهم كبار السن تمسكوا بالبقاء فيها.

الموقع والتسمية

تقع قرية القرن على بعد 130 كم شمال غرب المنطقة، تتبع إداريا مركز الخانق في محافظة بدر الجنوب، وتتميز جغرافيا بتشكيلها مفترق وادي مطارة وكهالة، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى أول شخص عاش بها وقام بإحيائها وزراعتها يدعى قرن بن محمد بن مطر آل زايد، ومن أهم معالمها المتشي «الوضر» الذي يعتمد الناس فيه على سقاية مزارعهم من مياه السيول، وكذلك القصبة والتي استخدمت في الماضي كأحد أبراج المراقبة العسكرية، وتتوسط القرية عدة سلاسل من الجبال، لتكون واحة خضراء غناء جميلة تسحر الزائر والسائح بجمالها وروعة طبيعتها ومناظرها الخلابة وبمعالمها التاريخية وآثارها القديمة والنقوشات، على صخور جبالها، وكذلك بيوتها الطينية التي تجاوزت أعمارها لأكثر من 350 سنة وتشتهر بخصوبة تربتها وتمتاز قرية القرن بالزراعة ومنها البر والذرة والرمان والتين والتفاح والنخيل وتحدها سلسلة من الجبال وتحتفظ بالبيوت القديمة والحديثة.


أهم المعالم

من أهم بيوتها الطينية الأثرية درب حسين بن حيدر، ودرب آل عوير وهو مركز الإمارة سابقا، وكان حسين بن حيدر بن علي بن قناص بن دمنان آل معيوف أول أمير عليها، كما تضم درب الفقهاء والمصلى القديم، ودرب آل علي بن منصور، ودرب آل سهلان، ودرب ابن تامان، وبرج المراقبة الذي يقع على مدخل القرية باتجاه وادي مطارة في قمة الجبل المنيع «قصبة زعر» كما توجد بها بلاد العجمان وآبارهم وبيوتهم القديمة، وكذلك بئر عجين، التي ردمتها السيول في الجهة المقابلة لأسفل الشعبة.

مغادرة الأهالي

يقول أحد ساكني قرية القرن محمد مصلح نظرا للظروف المعيشية الصعبة، وقلة الإمكانيات الخدمية المتوفرة فقد اضطر أهالي القرية إلى النزوح منها، ونقل عائلاتهم إلى مراكز ومحافظات أخرى أكثر جاهزية للحياة، فحتى مدارس البنين والبنات المجهزة بمرافق حكومية حديثة، سحبتها الإدارة العامة للتعليم في منطقة نجران من القرية، بحجة نقص عدد الطلاب والطالبات الملتحقين بتلك المدارس، كما لم يتبق من الجهات الحكومية الخدمية رسميا، سوى المركز الصحي فقط، ولا يوجد بالقرية حتى محل للتموينات الغذائية، لابد من الذهاب إلى مركز الخانق كأقرب مكان للقرية لشراء الاحتياجات الغذائية، وعدد السكان سابقا، ما بين 500 و 600 شخص تقريبا، والآن لا يوجد بالقرية إلا ما يقارب 100 شخص معظمهم من كبار السن الذين رفضوا مغادرة القرية، وتمسكوا بالبقاء فيها، ولكن جميع أهالي القرية ما زالوا متصلين ومتواصلين بها، وما زالت منازلهم ومزارعهم متواجدة، يزورونها خلال العطل الأسبوعية، والإجازات الصيفية ورغم مساحة القرية الصغيرة وافتقادها لأهم الخدمات إلا أن نسبة التعليم بها وبين أهاليها بلغت بنسبة 100% حيث بلغ عدد الخريجين الجامعيين 70 جامعيا، منهم 3 أطباء و37 معلما، فيما بلغ عدد الذين التحقوا بالقطاع العسكري 80 عسكريا.

الأمطار تعزل

تعاني قرية القرن، في كل موسم لسقوط الأمطار من عزلها نهائيا نتيجة غياب مشاريع تصريف مياه الأمطار ودرء أخطار السيول، حيث تشهد القرية سنويا، محاصرة السيول والأمطار للأهالي وجعلهم معزولين لعدة أيام، وشهدت في حوادث سابقة قيام طائرات الدفاع المدني العمودية، بتقديم المساعدات الغذائية وكذلك الطبية، إضافة إلى توصيل المؤن للقاطنين بالأودية المحاذية لها ومباشرة بعض الحالات المرضية داخل المنازل، لتقديم الأدوية اللازمة لهم.

محاصرة بالسيول

طالب عبدالرحمن قناص آل معيوف ومسفر بن كندان، بضرورة الإسراع في تمهيد وسفلتة الطرق المؤدية، من وإلى القرية، ففي موسم الأمطار وعند جريان السيول تنقطع كل سبل الوصول إليها ضاربين مثالا مأساويا عندما حاصرت السيول الجارفة القرية، وقضى سكانها أكثر من 20 يوما محبوسين بداخلها، لم يستطيعوا الدخول أو الخروج من القرية، حيث كانت جميع الطرق مغلقة، وعجزوا عن تأمين مستلزماتهم من مأكل ومشرب ودواء، حتى سارع طيران الأمن لإغاثتهم.

طرق ترابية

قال محمد مهدي آل معيوف، من أهم الخدمات التي تنقص قرية القرن بمحافظة بدر الجنوب الطرق وأهميتها الكبيرة؛ فالطرق للأسف ما زالت ترابية ونعاني في أوقات الأمطار والسيول من إغلاقها لفترة طويلة وعدة طرق لم يتم مسحها على الإطلاق ونعاني كثيرا من سلكها، كما أحب أن أنوه بأن البلدية قامت بتنفيذ إسفلت داخل القرية ولكن للأسف الشديد التنفيذ سيئ جدا وكثير من المنازل لم يصل إليها الإسفلت والعديد من الشوارع عقب السيول لم يتم صيانتها وما زالت تعاني من تكسير معظمها وتعاني من تراكم الأتربة التي جرفتها السيول والإنارة ضعيفة جدا ومعظمها لا تعمل وتحتاج إلى صيانة إنارتها.

من جهتها أنهت وزارة النقل قبل 3 سنوات تعثر مشروع عقبة الشعبة المؤدي لقرية القرن، وأنجزته بعد 18 عاما، وسط تحفظ السكان على عدم وصول الطريق المنجز إلى القرية، بعد توقفه على بعد 3 كم منها لتستمر معاناتهم مع الأمطار والسيول.

سوء تنفيذ

طالب سعيد بن حمد آل قناص، الجهات المختصة بأن تقف على الخط الرئيسي الموصل للقرية، فتصميمه من البداية كان غير موفق، وهذه مسؤولية كبيرة يتحملها المقاول ومن قام بتسليمه للمشروع، ولابد من إعادة تدويره بشكل عاجل فهو يشكل خطرا كبيرا على الأهالي وعلى سالكيه من بدايته حتى نهايته التي توقفت قبل القرية بمسافة 2 كم و200 متر تقريبا، وهذا يجعلنا نقطع تلك المسافة على أقدامنا مشيا، وهذا ما نعانيه هذه الأيام بعد هطول الأمطار، حيث تحتجز سياراتنا السيول التي لا نستطيع عبورها، ونتمنى محاسبة كل المقصرين في تنفيذ مثل هذه المشاريع الضعيفة التنفيذ.

أبرز مطالب أهالي القرية

عودة عمل الإدارات الخدمية

تمهيد وسفلتة الطرق المؤدية من وإلى القرية

توفير محلات متكاملة للتموينات الغذائية

تواجد عمال النظافة وسيارات البلدية

إيجاد الحلول لمشكلة ضعف شبكة الإنترنت

إصلاح وصيانة الإنارة