لا يختلف اثنان على أهمية شبكة الطرق البرية بأنحاء العالم كافة، وقد أولتها قيادتنا الرشيدة أهمية بالغه منذ تأسيس مملكتنا الغالية على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه، سعيًا إلى راحة وسلامة وأمن وأمان المواطن والمقيم. ومن هذه الطرق طريق المجاردة - القنفذة، مرورًا بمركزي ثربان - أحد ثربان، ذلك الطريق الحيوي السياحي التجاري الاقتصادي، الذي يشكل شبكة رئيسية تربط منطقة عسير بمنطقة مكة المكرمة.. فعندما تم اعتماده والبدء في تنفيذه استبشر الأهالي خيرًا وفرحوًا فرحًا كبيرًا لأهميته وحاجة سكان المحافظات التهامية له، ولكنهم لم يتوقعوا أن يكون هذا الطريق سببًا في أسى الكثير، لكثرة الحوادث.

وهذا يثير كثيرًا من التساؤلات حول سوء رسمه وتنفيذه، فأصبح العبور من خلاله هاجسًا بعد أن تسبب في تيتم أبناء وترمل نساء، وحصد أرواح أبناء وبنات في سن الزهور أمام أعين أسرهم، وأتلف ممتلكات ومازال نزيف الدماء مستمرًا يومًا بعد يوم، في الوقت الذي مازال قاصدوه يرجون حلًا لوقف هدر الدماء دون جدوى، فإلى متى؟!

لذا تركيب كاميرات الرصد الآلي «ساهر» سيكون حلًا سريعًا «توضع بمسافات متقاربة»، لتخفيف العبء على جهات الإنقاذ، كالدفاع المدني والإسعاف والمرور، التي تأتي من مسافات طويلة مما يتعذر معه سرعة إنقاذ الحالات الحرجة في حال وقوع حوادث -لا قدر الله، فالمسافة تفوق ١٠٠ كيلو تقريبًا. أو دعم الطريق بدوريات مرور بالقرب من المنعطفات الخطرة، والتي بدورها تسهم -بعد الله- في خفض السرعة والحد من التجاوزات غير المبررة من بعض قائدي المركبات والشاحنات، فليس من المعقول طريق مهم وحيوي كطريق ثربان يظل كل هذه السنين مفردًا دون ازدواجية ونقاط إنقاذ وإسعاف وجهات أمنية تراقب الطريق.

«خرج ولم يعد»، عبارة اعتاد ترديدها وسماعها سكان المحافظات التهامية بعد دفن ضحايا طريق ثربان -أحد ثربان، وعودتهم لمنازلهم والألم والأسى والحزن يخيم عليهم، فما أصعب الفراق.. كفانا الله وإياكم وأهالينا وأحبابنا شر الحوادث والفواجع.