تلقَّى حزب الله اللبناني ضربات متواصلة أثَّرت فيه بشكل قوي، وأكدت تراجعه الملحوظ حتى في أوساط حاضنته الشعبية، وهي الطائفة الشيعية التي تشكل ثلث عدد سكان لبنان.

وكشف استطلاع موثوق للرأي العام في لبنان أجري في الأسبوع الأول من نوفمبر الماضي عن أن الدعم الذي كان الحزب يتلقاه بدأ يتضاءل ويضمحل على نحو جلي، وأن الرؤية الإيجابية بسبب صرف الرواتب لأتباعه، التي يحملها شيعة لبنان للحزب قد تراجعت - بشكل ملحوظ - وأن هذا التراجع يمضي بشكل مطرد ومتواصل خلال السنوات الـ3 الماضية، حيث وصل اليوم إلى أقل بنحو 20 نقطة عنه في أواخر عام 2017.

نتيجة منطقية

جاء الاستطلاع ليؤكد الغضب من الأدوار السلبية التي يلعبها الحزب، حيث يسهم في تفشي الفساد والترهيب والأزمة الاقتصادية التي أوصلت البلاد حافة الانهيار، ورفعت الدعم عن أهم بعض السلع الأساسية، حيث أيَّد 79% من الشيعة الاحتجاجات المناهضة للفساد التي عمت الشوارع، دون أن ينفي ذلك أن 66% من الشيعة ما زالوا ينظرون للحزب بنظرة إيجابية، في حين ينظر إليه 23% نظرة إيجابية بعض الشيء.

ولم يقتصر تراجع الدعم للحزب على حاضنته الشيعية، فقد تراجع كذلك حتى بين المسيحيين والمسلمين السنة والدروز، حيث لا تزيد نسبة المسيحيين الذي ينظرون إليه بشكل إيجابي بعض الشي على 16%، في حين تقل هذه النسبة لدى السنة إلى 8% فقط، وتصل إلى 14% لدى الدروز.

تطور إيجابي

على خلاف الصيحات والشعارات الطنانة التي يعلنها الحزب، وعلى الأخص أمينه العام حسن نصر الله، والتي تتمحور حول ادعاء المقاومة وعدم المهادنة والمصالحة والاعتراف بإسرائيل واعتبارها العدو المطلق، فإن إنطلاق المحادثات بين لبنان وإسرائيل لترسيم الحدود في البحر المتوسط وجد تأييداً لافتاً، يعكس عدم إيمان اللبنانيين جميعاً بما يدعيه الحزب، ويحيل كل شعاراته إلى مجرد تلاعب، حيث اعتبر 70 % من السنة، و67 % من المسيحيين و51 % من الشيعة هذه المحادثات بمثابة تطور إيجابي، مقابل 19 % فقط من كل اللبنانيين الذين يرفضونها.

انقسامات أمام المحاور

ينقسم اللبنانيون في نظرتهم إلى العلاقات الخارجية لبلدهم مع القوى الإقليمية مثل إيران أو تركيا، ويرى 94% من الشيعة أنه من المهم إقامة علاقات طيبة مع إيران، مقابل موافقة 33% من المسيحيين و17% من السنة.

وليس غريبا أن يتوافق شيعة لبنان في هذا الجانب كذلك مع نظرتهم للحوثيين الذين يعدون عملاء لإيران، حيث يؤيد 79% من شيعة لبنان هذه الجماعة، مقابل تأييد مسيحي نسبته 18% وسني نسبته 9%.

ورأى 85% من شيعة لبنان أن رفع الحظر الأممي عن الأسلحة الإيرانية في نوفمبر الماضي تطور إيجابي مقابل رؤية مماثلة للأمر لم تتعدَ الـ21% من المسيحيين و21% من السنة.

في المقابل، يرى 65% من سنة لبنان أن العلاقات مع تركيا ذات الأغلبية السنية مهمة، مقابل 27% من المسيحيين و7% فقط من الشيعة.

توافق

بعيداً عن المحاور الإقليمية تحظى فرنسا بتوافق طائفي في لبنان، حيث يرى 94 % من السنة و69 % من الشيعة و87 % من المسيحيين أهمية العلاقات معها، مقابل 90 % من الدروز.

وربما لعبت العلاقات التاريخية الوثيقة بين البلدين، والمساعدات التي قداتها فرنسا أخيراً للبنان بعد تفجير مرفأ بيروت في دفع هذه النسبة للأمام.

بيانات الاستطلاع

أجري الاستطلاع الذي خرج بالنتائج السابقة في الفترة من 17 أكتوبر و9 نوفمبر 2020، وأجرته شركة أبحاث تجارية موثوقة ومستقلة وغير سياسية تماماً في المنطقة، وشاركت فيه عينة لبنانية شملت 1000 لبناني. وأجري الاستطلاع على طريقة المقابلات وجهاً لوجه مع عينة عشوائية من إجمالي السكان، وجاءت نتائجه بالتالي متماشية مع المعايير المهنية الدولية المعتمدة لإجراء استطلاعات الرأي، مع هامش خطأ إحصائي لا يتعدى الـ3 %. ومنح الاستطلاع كلاً من الفئات الطائفية الثلاثة (الشيعة والسنة والمسيحيين) نحو ثلث الأصوات، بما يؤكد مراعاته للقواعد المهنية.

الموقف من حزب الله

الشيعة

%79 أيدوا الاحتجاجات المناهضة للفساد في لبنان

%66 ينظرون إليه نظرة إيجابية

%23ينظرون إليه نظرة إيجابية بعض الشيء

المسيحيون

%16ينظرون إليه بشكل إيجابي بعض الشيء

السنة

%8 ينظرون إليه بشكل إيجابي بعض الشيء

الدروز

%14ينظرون إليه بشكل إيجابي بعض الشيء

على خلاف شعارات الحزب

%70 من السنة يؤيدون محادثات ترسيم الحدود مع إسرائيل

%67 من المسيحيين يؤيدون المحادثات

%51 من الشيعة يرون المحادثات تطوراً إيجابياً

%19 من مجمل اللبنانيين يرفضون المحادثات

علاقات لبنان مع إيران

%94 من الشيعة يرونها مهمة

%33 من المسيحيين يوافقون عليها

%17 من السنة يؤيدونها

علاقات لبنان مع تركيا ذات الأغلبية السنية

%65 من سنة لبنان يرونها مهمة

%27 من المسيحيين يجدونها مهمة

%7 من الشيعة يؤيدونها