رغم انتشار بيع شقق التمليك في مختلف المناطق، وما يتميز به هذا النوع من العقارمن تحقيق الشعور بالاستقرار للأسر، ويخفف عنها الأعباء المادية التي تنتج عن دفع الإيجارات، إلا أن ثقافة المجتمع في بعض المدن، خاصة مناطق الأطراف، تحول دون تحقيق رب الأسرة لذلك، الذي لا تمكنه ظروفه المالية إلا من اللجوء لشراء شقة تمليك، لحلم العمر، والاجتماع مع عائلته تحت سقف واحد، ضمن أملاكه الخاصة، وذلك بسبب العادات والتقاليد، التي تفضل استقلالية المساكن، دون مشاركة أي غريب في مكان حياتهم.

ظروف الأسرة

قال يحيي مسفر الحلة - أحد أصحاب مكاتب العقار - لـ«الوطن» إن سبب انتشار بيع شقق التمليك يعود لظروف بعض الأسر المالية، وهو ما يدفعهم لشراء الشقق بدلا من الأدوار والفلل السكنية الغالية التكاليف، التي لم تسمح ظروفهم بشرائها حيث تعتبر الشقق لهم أفضل من الإيجارات التي تستنزف مدخراتهم المالية.

وحول تقبل المجتمع للفكرة قال الحلة: إن المجتمع فيه شريحة بدأت تتقبل التملك في الشقق السكنية، لأنها بصك مستقل ولها مداخل مستقلة وجميع الخدمات مثل الماء والكهرباء مستقلة، والمجتمع فيه الرافض للفكرة وفيه المتقبل لها حسب الظروف، والجيل الحديث من الشباب هم من يتقبل عكس كبار السن الرافضين لها.

آلية البناء

حول آلية البناء قال الحلة: هي حديثة طبعا وتخضع لشروط السلامة. والآلية في البيع ميسرة حيث يقدم المشتري على البنك، والبنك يدرس المبلغ الذي يسمح نظام البنك بمنحه إياه، وبعدها يطلع المقيم على العقار ويتم الكشف والتقييم وتحديد السعر، وبعدها تأتي الموافقه خلال شهر تقريبا. وأضاف أن الأسعار تعتمد على المساحة لكل شقة في حدود 370 ألفا الشقة الكبيرة و 320 ألف ريال للشقة المتوسطة و 250 ألف ريال للشقة الصغيرة والتخصيص يتم من كتابة العدل ويقوم بها المالك قبل عرض العمارة للبيع، حيث يخصص كل شقة بصك مستقل، ويذكر المساحة الإجمالية لكل شقة. وعن دور القرض العقاري فقال هي ميسرة بشرط يكون البناء حديثا من خلال الاطلاع على رخصة البناء، وقد تم بيع عدد قليل وليس كثيرا في منطقه نجران بعكس أبها وجدة مثلا، حيث الإقبال على أبها وجدة يأخذها البعض للسياحة والنزهة.

آلية البيع والشراء

أما بالنسبة لآلية البيع والشراء فقال آل بلابل: تكون مابين صندوق التنمية العقاري والبنك والعميل، فالعميل يقوم بالبحث عن العقار لدى الوسطاء العقاريين، وعندما يجده يتوجه الى البنك للتعرف على العملية الحسابية للشراء بالتنسيق مع صندوق التنمية العقاري، وعندما يتم الاتفاق يقوم البنك بإرسال شركة التثمين العقاري للوقوف على العقار ومعرفة قيمته السوقية، ومن ثم يتم الرفع بها عن طريق البنك وتجري المعاملة، الى أن تتم عملية الشراء أو الإفراغ، وواصل آل بلابل حديثه.

القرض الممنوح

قال عضو اللجنة العقارية بالغرفة التجارية بمنطقة نجران أحمد جارالله آل بلابل: قد يكون السبب الرئيسي لانتشار بيع شقق التمليك بمنطقة نجران، لأنها تتوافق مع القرض الممنوح من صندوق التنمية العقاري للمواطن، من حيث سعر الشقة والذي يتراوح مابين 350 ألفا إلى 450 ألف ريال حسب مساحة الشقة وموقعها.

وأضاف بلابل قائلا ورغم كل هذا إلا أنه لا زالت ثقافة شقق التمليك بمنطقة نجران ضعيفة، وذلك كون المجتمع النجراني يبحث عن الخصوصية المطلقة والاستقلالية في السكن، وكذلك بسبب ندرة المعروض في السوق العقاري فالمطور العقاري بنجران يقوم بإنشاء عمارة كاملة مثلا، ويفضل بيعها كاملة تلبية لطلب المشتري.

دور صندوق التنمية

ويمثل صندوق التنمية العقاري دورا كبيرا في تسهيل تملك المواطن شقة تمليك وعقار، وذلك عن طريق منح المواطن القرض المدعوم مع تحمل صندوق التنمية العقاري أي أرباح يفرضها البنك، وذلك مكن المواطن من تملك سكن وساعد ذلك في إنتعاش السوق العقاري.

عادات المجتمع

كان للمواطن سعيد آل صياح رأي آخر فقال: بالنسبة لموضوع بيع الشقق التمليك في منطقة نجران، يكاد يكون معدوما نوعا حيث إن المجتمع النجراني بشكل عام لا يحبذ مثل ذلك، وذلك نظرا لطبيعة وعادات المجتمع الذي يحبذ التملك بمنزل كامل وخاص به سواء كان مبنيا مسبقا أو يقوم ببناء منزل جديد، ولم يتقبل موضوع شراء شقق تمليك

القرار الصائب

أم صالح إحدى المواطنات، والتي استطاعت أن تتملك إحدى الشقق فقالت: قررت بعد تفكير طويل ولحاجتي الملحة لامتلاك منزل في نجران ومع وجود القبول في برنامج سكني شراء شقة تمليك في المنطقة، وكان قراراً ليس سهلاً في ظل اضافة عبء والتزام مادي على كاهلي وعلى المدى الطويل، كنت أطمح لشراء دور وليس شقة، ولكن لأن قيمة القرض تحدد سقف طموحي توكلت على الله وقمت بشراء الشقة، وقد سهل صندوق التنمية العقاري عملية البيع والشراء وسداد فوائد القرض.

تقبل المجتمع للفكرة

وحول مدى تقبل الفكرة من قبل المجتمع قالت أم صالح:لاحظت انتشار بيع شقق التمليك وتقبل المجتمع النجراني لهذه الظاهرة، والتي كانت شبه مرفوضة في سنوات سابقة للمجتمع وثقافته وحب أفراده للاستقلالية والخصوصية، ولكن دعنا نقول بأن الظروف الراهنة والغلاء وعدم توفر مسكن خاص في محيط العائلة ساهم في تقبل الفكرة. وتواصل أم صالح حديثها فقالت: لا أخفيك عن تجاوزات بعض المقاولين وأصحاب العمارات وليس الكل، في البحث السريع عن الربح فكان هناك سرعة تشطيب وإنجاز في وقت سريع مع جودة رديئة في البناء والمواد المستخدمة.

مميزات شقق التمليك

الشعور بالاستقرارلبداية حياة أسرية جديدة

راحة الأسرة بشكل عام لتكوين علاقات ثابتة مع الجيران

تخفيف الأعباء المادية التي تنتج عن دفع الإيجارات

يمكن استثمارها مستقبلا لزيادة الطلب على العقارات

الاستفادة من دعم الصندق العقاري وتسهيلات البنوك لشراء الوحدات السكنية