على نحو قد يبدو مفاجئاً لكثيرين، يكشف رئيس مجلس إدارة جمعية الأيدي الحرفية الأهلية، الدكتور مصطفى القرشي، عن أن الجمعية التي تأسست عام 1430، خرَّجت أكثر من 1700 متدرب ومتدربة على الحرف، لكن اللافت أن الإناث كن الأكثر استفادة من برامج ودورات الجمعية، وبنسبة تصل إلى 90%، مقابل 10% فقط للذكور.

وتُعد الحرف والصناعات اليدوية من المهارات التي يمكن للإنسان تعلمها وتنميتها وممارستها بحرفية وإتقان عاليين، وهي تحتل مكانة وأهمية كبيرتين، حيث تعد دخلاً رئيساً لكثير من الأشخاص والعائلات، كما تجمع أحياناً بين التسلية واستثمار الوقت وإظهار الكفاءة، ناهيك بمساهمتها في زيادة ثقة الحرفي بنفسه، ورفعها لمعنوياته وتقديره لذاته كمتخصص.

وعقب حقب كثيرة شهدت الحرف والصناعات اليدوية تطورات عدة، ولم تعد تقتصر في أحيان كثيرة على مجرد مهارة الحرفي، بل باتت تلك المهارة تتداخل كذلك مع تطور الآلات والمعدات، وهو ما استحدث حرفاً جديدة لم تكن موجودة في السابق، حيث تحولت من مجرد هواية إلى أعمال ومهن مختلفة.

التدريب على الحرف

يقول الدكتور القرشي «تأسست جمعية الأيدي الحرفية الأهلية عام 1430 بموافقة وزير الشؤون الاجتماعية بترخيص رقم 452، وهي أول جمعية حرفية خيرية في المملكة، هدفها الرئيس التدريب الحرفي المنتهي بمشروع أو توظيف، وفكرتها مبنية على تدريب وتأهيل الشباب والفتيات على المهن والحرف والصناعات اليدوية، وذلك بمنهجية التدريب الحرفي حد الإتقان».

دعم لتأسيس مشاريع

يضيف الدكتور القرشي «يستمر قياس أثر التدريب لمدة 6 أشهر، وينتهي هذا القياس بتأسيس مشاريع متناهية الصغر تكون انطلاقة للمتدربين في سوق العمل الحر، حيث تتم التوصية بهم من قبل الجمعية إلى بنك التنمية الاجتماعية لإعطائهم قروضاً ميسرة تساعدهم على تطوير مشاريعهم بعد مرورهم بتدريب على المهن والحرف اليدوية وإتقانهم لها، وهي تشمل كل الحرف التي يتطلبها السوق، ومنها الصناعات اليدوية المتطورة، ويتم استخدام بعض الأجهزة والإلكترونية التقنية في إنتاجها، لتسهم في تحقيق رؤية المملكة العربية السعودية 2030».

منافسة بمخرجات فاخرة

يشير القرشي إلى أن عدداً من خريجي دورات وبرامج الجمعية استطاعوا تأسيس مشاريعهم الخاصة، وافتتحوا محلات حرفية، وانطلقوا بها إلى نجاحات باهرة، وقال «هناك آخرون لم يستطيعوا تأسيس مشاريع تخصهم، لكنهم اتجهوا إلى العمل والتوظف في المصانع المتخصصة في الحرف التي تدربوا عليها، مثل مصانع الخياطة وغيرها، كما أن المخرجات بفضل الله في السوق فاخرة، وتنافس بقوة، وهي في إطار عملية اكتساب مزيد من الخبرات والمهارات، فالحرف اليدوية صناعة يدوية دقيقة، والقطعة المنتجة منها ربما لن تتكرر، وقد تكون القطع الأخرى المنتجة منها مختلفة تماماً عن بعضها بعضاً».

تأهيل لسوق العمل

تسهم برامج الجمعية ودوراتها في تأهيل المتدربين لسوق العمل وريادة الأعمال، وتقول المدربة بدور اليافعي «تقدم جمعية الأيدي الحرفية دعماً كبيراً لمتدرباتها، من دورات وبرامج تأهيل إلى سوق العمل وريادة اللأعمال في المملكة، وهي تنوع برامجها في مجالات شتى حسب متطلبات السوق، فهناك مثلاً برنامج تنسيق المناسبات والحفلات الذي تستغرق مدته 14 يوماً بواقع نحو 4 ساعات يومياً، تكتسب المتدربة خلالها المهارة في تنسيق الأزهار وفي تغليف الهدايا وترتيب الطاولات، وكل ما يتعلق بتنسيق الحفلات والمناسبات، وبعد 14 يوماً يوما من التدريب نستطيع أن نفتح سوق عمل خاصاً بكل متدربة، ونأهلها لتكون من ضمن رواد الأعمال في المملكة».

بدورها، تقول المتدربة آلاء السليماني «دخلت برنامج تنسيق المناسبات والحفلات والهدايا شغفاً بالتنسيق وتحقيقاً للتطور الذاتي وتطوير مهاراتي واكتساب خبرة أكثر، وبإذن الله أسعى إلى فتح مشروعي الخاص بعد إتمام البرنامج التدريبي».

تدريب حد الإتقان

تهدف الجمعية إلى تتحقق التدريب الحرفي حد الإتقان بخطوات منهجية مراعية طموحات وآمال المتدربين، وتساندهم في تحقيق أهدافهم، وخوض الاستثمار الحرفي، وتأهلهم لسوق العمل، وعلى ذلك عكفت إدارة الجمعية على وضع عدد من الخدمات المساندة، كما أنها تسعى إلى أن تكون المرجع في تقديم برامج التدريب والتأهيل المهني للحرف اليدوية بمنهجية التدريب حد الإتقان وبأساليب مواكبة للتطور المعرفي والتقني والتي تشبع رغبات وقدرات الفرد، وتنتهي برامجها بتأمين وظيفة أو تأسيس المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر من المنازل للمتدريبن الذين تستمر في دعمهم بتسويق وبيع منتجاتهم المطابقة لمواصفات الحرفة السعودية الأصيلة تحت ماركة خاصة بالجمعية (سندان) من خلال منافذ بيع متعددة.

برامج الحرف اليدوية

تقدم الجمعية عدداً من البرامج التدريبة الحرفية والدورات الإرشادية للتأهيل المهني والحرفي بالاستعانة بأفضل المدربين المتمكنين، وقد وضعت الجمعية برامج لأكثر 28 حرفة وصناعة يدوية، صمم منها 19 برنامجا تتفق مع قدرات الأشخاص ذوي الإعاقة، ومن الأمثلة على البرامج التدريبية المقدمة برنامج أساسيات خلط العطور، وتقنيات فن الطباعة، وبرامج للتصوير، ومونتاج وفنون الإخراج، وبرنامج لتشكيل المعادن والفخاريات، وبرامج لتنسيق الهدايا والمناسبات، وبرامج لتشكيل الخشب والجلد، وبرنامج لصناعة السبح، وبرامج الخياطة والتطريز، وبرامج للرسم والخط العربي، وبرامج للديكوباج المطور، وبرامج لفنون الطبخ، وعدد من البرامج والدورات للحرف الأخرى.

تطور عبر التاريخ

امتازت الحرف السعودية بعمقها التاريخي، وكذلك باستجابتها للتطورات التي توفرها التقنية والتقدم التكنولوجي، وقد شكلت عبر تاريخها القديم مقصداً مهماً حتى للسياح للتعرف عليها عن قرب، والاطلاع على طريقة إنتاجها وصناعتها.

وامتازت مناطق المملكة بحرف عدة، لا يزال كثير منها يجد القبول لأصالته وعراقته، في حين توارى بعضها الآخر لظروف ودواعٍ مختلفة.

منهجية جمعية الأيدي الحرفية

المرحلة الأولى: الإرشاد والتوجيه

المرحلة الثانية: التدريب المهني والحرفي

المرحلة الثالثة: التأهيل للسوق

المرحلة الرابعة: تأسيس المشاريع والتوظيف

28 برنامجاً تدريبياً

19برنامجاً تتفق مع قدرات الأشخاص ذوي الإعاقة

إحصاءات جمعية الأيدي الحرفية الأهلية 2019

298

ساعة تدريباً

108

متدربات

7

برامج تدريبية

المطبخ الحجازي

48

ساعة تدريباً

15

متدربة

الخط العربي

9

ساعات تدريباً

7

متدربات

دورة تدريب مدربين

30

ساعة تدريباً

17

متدربة

صناعة السبح

40

ساعة تدريباً

30

متدربة

الديكوباج المطور

115

ساعة تدريباً

15

متدربة

أهداف الجمعية

1- المساهمة في حل مشكلة البطالة والفقر في المجتمع

2- تدريب المواطنين والمواطنات على الحرف اليدوية المختلفة

3- إيجاد منافذ بيع لجذب المستهلك لشراء المنتجات الحرفية

4- إيصال أصحاب الحرف اليدوية ومن يتم تدريبهم إلى الاكتفاء الذاتي

5- تغيير الصورة السلبية السائدة عن الحرف اليدوية في المجتمع

المستفيدون من الدورات التدريبية

1700

متدرب ومتدربة

90%

إناث

10%

ذكور

حرف سعودية تراثية

1ـ صناعة النسيج

سادت في المملكة وأنتجت السجاد والملابس التراثية وغيرها

2ـ صناعة الفخار

من أكثر الحرف انتشاراً، وهي تنتج الجرات والمزهرية الفخارية

تحولت إلى معامل متكاملة تباع منتجاتها في الأسواق التراثية

3ـ صناعة الخوص

تنتشر بسبب انتشار أشجار النخيل

تصنع الحصائر والسلات والقبعات