شهد موسم «الخريف» أو حصاد الذرة في جازان تطورا كبيرا أحاله مما يشبه الفلكلور الشعبي سابقا إلى موسم إنتاج تغطي منتجاته من الذرة الرفيعة والدخن والسمسم أسواق المنطقة، وتصل صادراته لأسواق المناطق والدول المجاورة، وذلك بفضل دعم مزارعي الحبوب، إضافة للعوامل المناخية المناسبة للزراعة التي تعتمد على مياه الأمطار والسيول.

طرق بدائية

يختلف المزارعون قديما في التعرف على بداية الموسم ويعتمدون عدة طرق لمعرفة بداية الموسم منها منازل النجوم، وهي وسيلة قديمة أو بموسم هبوب الغبار التي تتبعها الأمطار والسيول، والبعض يعتمد على الحسبة بالأشهر الميلادية، ويتفق الجميع على أن موسم الخريف يأتي في الأشهر الأخيرة من السنة الميلادية.

فلكلور شعبي

يقول المواطن قالب الدلح: عايشت الزراعة قديما وحديثا في قريتنا «بيش العليا» والاستعداد لموسم الخريف الذي يعد من أهم المواسم الزراعية بالمنطقة، ويكون فيه المحصول وفيرا، ويبدأ مع شهر أكتوبر من السنة الميلادية، ويستمر لمدة 3 أشهر، وكان المزارعون يستعدون له مع بداية الغبرة، فإذا هبت رياح الغبرة استبشر المزارعون خيرا، لأنها كما يقال عنها (مناويش الخريف)، وناوش الشيء أي حركه، ويقصد بها الحركة التي تبشر ببداية الموسم، وهناك أقوال قديمة متعددة عن اشتداد الغبار وكثرة مطره وسيله.

مراحل الزراعة

يضيف الدلح: يبدأ المزارعون مع بداية الموسم الاتجاه نحو مزارعهم حاملين معهم المسحات استعدادا لملاقاة السيل في العقوم، وإذا تأكدوا من وصول الماء يتوجه كل مزارع إلى مزرعته منتظرا الماء يصل إليه لسقاية مزرعته، ومن ثم يتيح وصول الماء إلى جاره ليسقي مزرعته في تنظيم متفق عليه بين المزارعين، وبعد سقيا المزارع يفجر العقم وينتظرون أسبوعا تقريبا لتجف الأرض، وبعد الجفاف يقوم المزارعون بتنظيف الأرض من الحشائش والدوم وحرقهما، ثم يبدأون بالحرثة الأولى، ويقال له «جسد» وهو شق الأرض وتنظيفها، ويتبعها عملية الكمامة التي تغطي الجسد لحفظ ري الأرض وتترك مدة في انتظار «التليم»، وهو وضع حبوب الذرة، وتستمر لأسبوعين أو أكثر.

الحصاد

يتأهب أصحاب المزارع للحصاد، وتبدأ مراحل الحصاد بقطع الشجرة (القصب) على شكل سطور مستقيمة ومتوازية، وسابقا كان الأهالي هم من يعملون في الأرض، ويتعاون أهالي القرية في موسم الحصاد، ولا وجود لأزمة العمالة قديما كما هي الآن، فكان يتولاها أصحاب الأرض من المزارعين، إضافة للمواطنين الذين يأتون لطلب الرزق على ضفاف وادي بيش، ويبدأون حش القصب أو قطعه في ثلاثة إلى أربعة أيام، وتكون جميع المزارع جاهزة لقطف سنابل الذرة، وقديما كانت هذه المهمة تسند لنساء القرية، ومن جاء لطب الرزق، وبعد أربعة أيام يذهب النساء لـ«الصريب»، وهو قطف سنابل الذرة، ثم وضعها في مكان خاص في المزرعة معد سلفا، وفي اليوم الثاني تبدأ عملية خبيط السنابل لفصل حبوب الذرة عن السنبلة بأداة تسمى «الحنية»، ويقوم بها اثنان أو ثلاثة رجال، كما يقوم الرجال بحزم القصب الذي تم قطف سنابله من قبل النساء، ويتم رص الزرع على شكل مخروطي يسمى «المزوام» وحمله إلى الأماكن المخصصة للحفظ، وبعد الخبيط وفصل حبوب الذرة تصبح جاهزة لوضعها في أكياس تستوعب 20 صاعا تعد للبيع.

ويزرع أيضا في فصل الخريف الدخن والسمسم والبطيخ لكن بكميات قليلة، حيث يكون التركيز غالبا على الذرة ويعتمد الدخن على الأمطار والأراضي الرملية والجبلية وأشهر الدخن الجبلي، أما السمسم، فبعض المزارعين يزرع حيزا بسيطا لاستخدامه في الأكلات الشعبية كـ«المسبوك» و«الممسوع»، ويباع ويُحول إلى زيت السمسم في معاصر خاصة بها.

أسعار غير مستقرة

يقول البائع علي هتان، إن أسعار الذرة في السوق غير مستقرة وتتأثر بعوامل المناخ، وعندما تكون الأجواء ملائمة للزراعة والحصاد يباع كيس الذرة الأبيض بـ400 ريال، والأحمر بـ350 ريالا، وكذلك كيس الذرة المخلوط أبيض وأحمر بـ350، بينما يباع ثمن الصاع بـ30 ريالا للذرة البيضاء، و25 ريالا للذرة الحمراء والمخلوط، وعند هطول الأمطار بكميات كبيرة تتلف حبوب الذرة بعد حصادها في المزارع وبالتالي ترتفع أسعار الحبوب في المطاحن وأكثر ما تباع في جازان حبوب الذرة بعد طحنها في الطاحون، ويفضل المواطنون حبوب الذرة البيضاء والحمراء التي يطلق عليها بالعامية «الحب»، بينما يفضل الأفارقة حبوب الذرة الصفراء أو ما يطلق عليه «حب الروم».

من الفلكلور للتصدير

شهدت زراعة الحبوب والذرة الرفيعة في جازان حاليا تطورا كبيرا انتقل بالمحصول من اعتماد أصحاب الأراضي على أنفسهم أو أهالي القرية والأقارب كما كان في السابق إلى موسم حصاد تغطي منتجاته الأسواق المحلية بالمنطقة وتصل صادراته لأسواق المناطق المجاورة.

وبحسب دراسة أجرتها وزارة البيئة والمياه والزراعة لمحاصيل الزراعة المطرية بالجزء الجنوبي الغربي بالمملكة، فإن أهم محافظات منطقة جازان لزراعة الذرة الرفيعة محافظة بيش وصبيا، وأبوعريش، وأحد المسارحة، والداير والعارضة، ومركز الشقيق ومركز بالغازي، ويبلغ إجمالي المساحات المزروعة بالذرة الرفيعة والدخن والسمم في المنطقة 80 هكتارا، وعدد المزارعين في مزارع محافظات جازان لهذا النوع من الزراعة 95 مزارعا، وتبلغ كمية مياه الري 102250 مترا مربعا، ويبلغ إجمالي الإنتاج من الأعلاف 741.25 طنا، فيما يبلغ إجمالي الإنتاج من الحبوب 10225 طنا، وتبلغ قيمة العائدات 1035000 ريال.

الأنواع

الذرة الرفيعة

الدخن

السمسم

العائدات 1035000

ريال

محافظات زراعة وإنتاج الذرة الرفيعة

بيش

صبيا

أبوعريش

أحد المسارحة

الداير

العارضة

مركز الشقيق

مركز بالغازي

المساحات المزروعة

80 هكتارا

عدد المزارعين

95

كمية مياه الري

102250

مترا مربعا

الإنتاج من الأعلاف

741.25 طنا

الإنتاج من الحبوب

10225 طنا