فيما يستعد الناس للعودة للحياة بعد وجود لقاح كورونا تظهر الأنباء وجود تحور للفيروس وظهور سلالات أخرى، وأكد استشاري علم الأمراض الإكلينيكية الدكتور عبدالعزيز الحازمي أن الفيروسات تتحوّر بإحداث تغيرات أو طفرات في المادة الجينية المركبة للفيروس. وتعرف الفيروسات بنوعين من التركيبات الجينية سواء الـDNA أو RNA، وتكتسب بهذا التحور خصائص جديدة.

مميزات التحور

تتميز فيروسات RNA بقدرتها على إحداث التحورات أو الطفرات الدائمة بشكل مستمر ويعود العامل الرئيس لذلك إلى غياب عملية التصحيح التي تتمتع بها فيروسات DNA وتغيب في فيروسات RNA، تابع الحازمي أن هذه التحورات الدائمة التي تحصل بشكل مستمر من الممكن أن تؤدي في نهاية الأمر إلى سلالة جديدة كما سمعنا عنها حاليا مع فيروسات كورونا في بريطانيا، ومنذ بداية الجائحة إلى الآن توصل العلماء إلى أكثر من 10 سلالات من فيروس كورونا، ومن الممكن أن تؤدي هذه التحورات الدائمة إلى نوع جديد تماما يختلف عن الفيروس الأم، خصوصا إذا ما كان لها أكثر من عائل، كما يحصل مع فيروسات الإنفلونزا الموسمية.

الخصائص

بيّن الحازمي أنه من المعتاد أن يتم تعريف الفيروس المتحور أساسا بخصائصه الجينية المتحورة والمختلفة نوعا ما عن الفيروس الأم الذي من الممكن أن ينتج عنه تغير سلوكه، ويمكن القول إنهم يشتركون في الخصائص الفيروسية الأساسية مثل الالتصاق بالمستقبل الخلوي وعملية التضاعف والخروج من الخلية، غير أن الفيروس المحور يكتسب خصائص فيروسية جديدة مختلفة عن الفيروس الأم كالارتباط بمستقبل خلوي جديد أو القدرة على التضاعف بشكل أكثر فعالية في الخلية أو العكس تماما.

أشرس أم أضعف

قال الحازمي، يمكن للفيروس أن يتحور ليصبح أكثر شراسة أو أضعف مقارنة بالفيروس الأم، نحن لا نعرف كثيرا عن ملايين الطفرات الطفيفة المستمرة التي تحدث في المركب الجيني للفيروس طالما أنها لا تؤثر على سلوكه النهائي في انتشار العدوى أو في الأعراض الإكلينيكية أو حتى في إحداث الوفيات في المقابل لو أن طفرة واحدة من هذه الطفرات أدت إلى زيادة فعالية ارتباطه بالمستقبل الخلوي مثلا أو قدرته على إصابة عضو آخر في الجسم لم يكن قادرا على إصابته من قبل، من الممكن أن ينتج عنها فيروس أخطر، وقد يكون مميتا بشكل أكبر، في المجمل يمكن القول إن كثيرا من الطفرات لا تؤثر على سلوك الفيروس، وإن مراقبة الطفرات باستمرار مهمة للغاية، لأن ذلك قد يساعد في التنبؤ بسلوك الفيروس والاستعداد له مبكرا، وهذه المراقبة المستمرة للطفرات من قبل العلماء هي التي أدت إلى اكتشاف السلالة الجديدة من فيروس كورونا في بريطانيا.

فعالية اللقاح

أضاف الحازمي، بشكل عام نسبة الفعالية تعتمد على نوع اللقاح المستخدم، ولكن يمكن القول، إن تحور الفيروس لن يؤثر على اللقاح بنسبة كبيرة. وبصيغة أخرى، ما زال اللقاح الحالي يملك فاعلية ضد الفيروس المتحور.