أن يُحكَم على شخص ارتكب جناية كُبرى بالسجن المؤبد أو الإعدام، فهذه واقعة طبيعية لا تسترعي الانتباه أو الوقوف عندها كثيراً، أما أن يُحكَم على سيارة فاخرة «لاند روفر» بالتحفظ عليها واحتجازها مدى الحياة، فهي حادثة فريدة، لكنها حقيقة شهدتها منطقة حائل، إذ تورط قائد السيارة في عملية تهريب للتبغ من دولة مجاورة عام 1375، وتمت محاصرته والقبض عليه ومصادرة الحمولة، وحينها ضُبطت السيارة بـ«الجُرم المشهود»، وبقيت في مكانها بمدخل قصر القشلة الأثري وسط مدينة حائل حتى الوقت الحالي، بل أصبحت مزاراً سياحياً لمحبي التراث الذين يجوبون القصر الأثري.

قصر تاريخي

تستوقف السيارة القديمة في مدخل قصر القشلة الأثري، الزوار الذين يجهل معظمهم خلفيات احتجازها، ولكنهم يحرصون على التقاط الصور بجانبها لقدم تاريخ تصنيعها كونها من أقدم السيارات.

وأكد مدير المواقع الأثرية بمنطقة حائل عبد الرحمن دهيم الرشيدي أن «السيارة الخضراء»، كما أطلق عليها الأهالي هذا الاسم تم احتجازها مع قائدها منذ أكثر من 60 عاماً، بسبب مخالفته للأنظمة، وبين أن تاريخ تصنيعها يعود لعام 1948 من طراز «لاند روفر»، وهي موجود أمام القصر منذ ذلك التاريخ.

وأشار إلى أن السيارة تحمل لوحة رقم (5 المحايدة)، وهي مُستخرجة من المنطقة المحايدة الفاصلة بين المملكة ودولة الكويت، وتلك المنطقة تسمى الآن الوفرة، منوهاً بأن السيارة تم المحافظة على جميع أجزائها.

أقدم السيارات

قال مدير المواقع الأثرية في حائل إن قصر القشلة أحد أكبر الأبنية الأثرية المبنية من الطين في الجزيرة العربية، وأمر ببنائه الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود - طيب الله ثراه - في عام 1360 (1940)، مع توحيد البلاد، وخصصه كثكنة عسكرية لتدريب الجند وحفظ الأمن والاستقرار لأهل حائل، وبُني من اللبن والحجر على الطراز المعماري النجدي، وانتقلت ملكية القصر لعدة جهات حكومية منذ عام 1375، بدءاً من الجيش، ثم أصبح مقراً لشرطة المنطقة حتى عام 1395، ومن ثم إلى وكالة الآثار والمتاحف بوزارة المعارف ليصبح مبنى تاريخياً، وأخيراً انتقل إلى الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني.

السيارة «الخضراء»

سيارة فاخرة «لاند روفر»

تورط قائدها في عملية تهريب للتبغ

احتجزت عام 1375

أصبحت مزاراً سياحياً لمحبي التراث

تاريخ تصنيعها يعود لعام 1948

تحمل لوحة رقم (5 المحايدة)

خصصت لها منصة مع المحافظة على جميع أجزائها