أكد وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف ٱل الشيخ، أنه لا يفتخر بفصل أحد من منسوبي الوزارة، وقال: اضطررنا لذلك لكي نبعده ولا يتورط في أي عمل أكبر فنحن لا نفرح بطي قيد أي شخص، وإنما يؤلمنا ذلك ولا بد أن نتصرف وهم الذين رضوا لأنفسهم هذا العمل. وأضاف: يعلم الله أنني إذا فصلت أحدا من منسوبي الوزارة أبكي في بعض الأحيان، ولا أتمنى أن نصل لدرجة فصل أي أحد.

جاء ذلك في رده لسؤال لـ«الوطن» حول الأئمة الذين جرى طي قيدهم لتعاطفهم مع جماعة الإخوان الإرهابية، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده عقب اجتماعه بمنسوبي فرع الوزارة بمنطقة مكة المكرمة.

وأوضح أن خادم الحرمين الشريفين وولي عهده يعملون الليل والنهار من أجل إعطاء المواطن العمل اللائق به والذي يستحقه وإيجاد وظائف تكفل رزقه.

وأضاف أننا نتمنى ألا نوقف أحداً من وظيفته، لكن هذه وظائف بالمكافآت إذا أخطأ واحد ووجدنا أنه يضر الناس أو يضر نفسه نستغني عنه ونأتي ببديل له آخر يستحق ونجربه، فلا تتوقعوا أننا نفرح إذا قمنا بطي قيد أحد، ولكن في الحقيقة يؤلمنا، ولا بد أن نتصرف بهذا لأنهم أجبرونا على ذلك.

وأكد وزير الشؤون الإسلامية بذل الجهود في المجالات الدعوية، خاصة في محاربة الجماعات المتطرفة والتصدي لفكر الإخوان، وحول عدد الأئمة الذين جرى طي قيدهم مؤخرًا، قال الوزير: لا يعنينا كم العدد بقدر ما يعنينا أننا نستغني عمن لا يقوم بالواجب تجاه ما أؤتمن عليه، من خلال تقصيره في أداء الخطبة التي تصب في مصلحة المسلم أولًا ثم المواطن. وأضاف: لا نزال تصلنا معلومات من خلال المراقبين حول الأئمة المقصرين والمتعاطفين مع الإخوان، معربًا عن شكره للمواطنين الذين تعاونوا مع الوزارة، وبادروا بالإبلاغ عن أي تقصير يحدث من أي منسوب من منسوبي الوزارة، من خلال رقم الوزارة الخاص (1933) أو معه شخصيًا عبر الواتس، وأكد الوزير أن أي بلاغ يتم التأكد منه نقوم بعمل اللازم، ولذلك تم الوصول للأعداد الحالية للأئمة المخالفين، وهنالك أعداد تحت الدراسة.

وأوضح أن الوزارة تستغني عن كل من لم يحقق ما أؤتمن عليه وما يصب في مصلحة المسلم أولاً والمواطن، مضيفًا: ولا شك أن على الوزارة واجب أن تستغني عمن لم ينفذ توجيهاتها التي تصب في مصلحة الوطن والمواطن، وتخدم الإسلام النقي الصحيح.

معالجة النقص

عن آلية الوزارة في معالجة نقص الأئمة والخطباء، قال آل الشيخ لـ«الوطن»: إن المواطن السعودي والكفاءات الشرعية متوفرة جدًا في المملكة، وإذا تم الاستغناء عن واحد نجد البديل عنه بـ5 أو 6، ولذلك إذا تم الاستغناء عن أي إمام إو خطيب نجد في نفس اليوم من يحل ويعين مكانه، فالوظائف والكفاءات متوافرة جدًا، وجميعهم شرعيون وبمستوى رفيع وبشهادات عليا، ومن لا يتجاوب ويحقق مصلحة دينه ووطنه لا محل له بالوزارة.

وحول خطوات الوزارة في حفظ المال العام؛ أوضح أنها تعمل على جميع الاتجاهات، ومنها الاتجاه الدعوي والاتجاه المالي والاتجاه الإداري وحققت نجاحات كبيرة جدًا في هذه المجالات، «ولا نزال مقصرين». تسييس الدين أكد آل الشيخ، أن الوزارة تحرص من خلال منبر الجمعة والأنشطة الدعوية التي تقيمها بعشرات الآلاف على أن تصب في مصلحة توعية المسلم في أمور دينه ودنياه، ومنها أمور توعيتهم بالأخطار التي تنتج عن عدم الاهتمام ببعض الأمور التي حرمها الشرع الحكيم في محكم كتابه وسنة نبيه، صلى الله عليه وسلم، مثل التحزبات ورواد ومشعلي الفتن الذين دمروا الأوطان من خلال تسييس الدين وجعله خادمًا للسياسة.

وبين الوزير أنه خلال العقود الماضية استغلت بعض المنابر الدعوية في تنفيذ أهداف لا تخدم الدعوة والمجتمع، حيث مارس هذا الدور جماعة الإخوان المسلمين والمخدوعون بهم. مقدرات الوطن لفت الوزير إلى أن الوزارة من خلال أنشطتها استطاعت أن تحد من هذه الأعمال التي تخالف أوامر الله، سبحانه وتعالى، وسنة نبيه، عليه الصلاة والسلام، من الوحدة والاتحاد والسمع والطاعة لولاة الأمر والحرص على مقدرات الوطن والعناية بالأفراد والجماعات، والعودة إلى المنبع الصحيح للقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وفق فهم منهج السلف الصالح.