حين تذكر السنة الميلادية 2020 فإن أول ما يتبادر إلى ذهن الإنسان، طاعون العصر «كورونا»، الحدث الأبرز على الإطلاق في السنة.. الحدث الذي حجب عن منظور العالم أحداثًا آخرى عظيمة، لم تكن لتغيب عن أنظار الناس لولا تفشي هذا الوباء.

ففي السنة الميلادية التي أزف رحيلها من الأحداث ما هو جميل وأحق بالذكر، أحداث أكثر من أن تحصى في عجالة مقال، لكن جملة تلك الأحداث الجميلة تبعثر جُلها في عاصفة فيروس كورونا، فلم يسلط عليها الضوء، أو لم تدركها عدسة الرأي العام لسبب أو لآخر، بعد أن سحب الوباء البساط عليها.

ويا للمصادفة المحضة أن يظهر اللقاح المصنع ضد فيروس كورونا مع انقضاء السنة الميلادية، على ما اعتراه من لغط وجلبة، أهو ثمرة التعاون القائم بين منظمات الدول، أم هو نتيجة الخلاف القائم على خلفية فاعليته وجدواه من عدمها، سيما بعد أن طفت على السطح تصريحات مسؤولة، مفادها انحسار الوباء الذي شارف على الانتهاء والاندحار، وبالتالي لا فائدة ترجى من هذا اللقاح، وفق تصورات من يتحدث عن ذلك.

في كل الأحوال ما يهمنا نحن البسطاء، أن تكون السنة الميلادية القادمة أكثر أمنًا وأمانًا، بحيث تصبح الحياة فيها بعيدة عن كل ما يكدر صفوها. بقي أن أطرح سؤالًا، كيف ستبدو السنة الميلادية القادمة بعد أن تطوى آخر صفحة من كتاب المآسي والأحزان التي لحقت العالم بأسره، وبعد أن يسدل الستار على الفصل الأخير من أفلام الرعب والأكشن لعام 2020، العام الذي فقدنا خلاله الكثير من الأهل والأصدقاء والأحبة؟!

هل أحد يستطيع التنبؤ بالمآلات التي ستفضي إليها السنة القادمة؟.

نحن نستشرف ونتفاءل بحياة رغدة هانئة لسنة قادمة، بل لسنين قادمة، بإذن الله، بعيدة كل البعد عن الكوارث والأحزان.