عندما يكون المرء متزمتا برأيهِ، ويعتقد أنّ مقياس الخطأ والصواب يكمن في منظوره وحده، دون الأخذ بالأسس والمعايير الموضوعة، ولو من باب الاستئناس، فعندها تقع الكارثة، وتكون النتيجة مبتعدة كلّ البعد عن الصواب.

والأدهى من ذلك عندما يكابر «بعد معرفة النتيجة»، ويضع اللوم على من لا لوم عليه، وأفضل مثال يتّسع ذكره هنا:

الأستاذ عندما يضع أسئلة للامتحان تحتمل إجابتين، وعندما يأتي الطالب المجيب لمراجعة ورقة الامتحان، ويتوقّف عند تلك الأسئلة «ذات الإجابتين» ويبدأ بمناقشة الأستاذ، الذي لم يكلف نفسه باتباع المعايير التي تمنع الالتباس على الطالب.

يقول له بكل برود: أنا أقصد تلك الإجابة وليست هذه، وينتهي النقاش بينهما بالجملة، التي تعتبر زورق النجاة لكلّ أستاذ مهمل: أنا الأستاذ هنا،

وإن أردتَ الاعتراض اذهب للمدير، ممّا يجعل الطالب يتردد في الذهاب للمدير، لأنّ المدير ببساطة «هو الأستاذ». ‫