طالب مختصون بيئيون باستغلال مناطق غابات المانجروف، في تفعيل السياحة البيئية بالمملكة، لإبراز دورها في الحفاظ على البيئة، وتنمية الأحياء الطبيعية، حيث تنتشر في نحو 104 مواقع على ساحلي الخليج العربي والبحر الأحمر.

وحدد مختصون 7 آليات لحماية ما تبقى من غابات المانجروف في المناطق الساحلية.

وتتقاطع مسؤولية حماية أشجار المانجروف، بين عدد من الجهات، تتمثل في وزارة البيئة والمياه والزراعة، وحرس الحدود، والثروة السمكية، ووزارة المالية، ووزارة الشؤون البلدية والقروية.

أدوار متعددة للمانجروف

يرى أستاذ بيئة الأحياء الدقيقة في جامعة الملك سعود، الدكتور إبراهيم عارف أن «أشجار وشجيرات نبات الشورى أو المانجروف، تنتشر عادة في المناطق التي تغمرها مياه المد والجزر في البيئة البحرية، وتشكل بيئة هامة للمجتمعات الساحلية بشكل خاص والعالم بشكل عام»، مشيراً إلى أنها «تحتضن أنواعا عدة من الكائنات الحية، مثل الأسماك والسلاحف والطيور، والقشريات والطحالب والبكتيريا المثبتة للنيتروجين الجوي، كما تحمي الشواطئ من التآكل نتيجة لتأثير الأمواج، وتثبت تربة السواحل وتحميها من العواصف والرياح الشديدة، إلى جانب أهميتها الاقتصادية والصناعية والسياحية، كمصدر للأخشاب والأعلاف وبعض الصناعات الطبية والتجميلية». وأضاف «من أهم أدوارها في البيئة امتصاصها غاز ثاني أكسيد الكربون، ما يقلل من آثار انبعاثاته، ويحد من التغير المناخي والاحتباس الحراري، مع زيادة نسبة أكسجين الهواء، لذا فالمحافظة عليها وتنميتها من الأولويات في البيئة البحرية للجهات المختصة بالبيئة، ومن العوامل التي تهدد انتشار هذه الأشجار، وتؤدي إلى تدميرها أحيانا، التعمير وإقامة المشروعات السياحية، والتلوث البيئي خاصة التلوث بالأكياس البلاستيكية، إضافة إلى الصيد وقطع الأخشاب، وبعض العوامل الطبيعية الأخرى مثل زيادة الملوحة، أو نقص تدفق الماء أو ارتفاع مستوى سطح البحر».

آليات حمايتها

يشير عارف إلى أن أهم الآليات، التي يمكن اتباعها للحفاظ على ما تبقى من هذه الأشجار، يتمثل في الحد من قطعها وإزالتها، وفرض غرامات مالية على المخالفين، مع إعادة تأهيل المناطق التي بدأت تزول منها لتستعيد سالف عهدها، وتخصيص محميات طبيعية لها، وإنشاء مشاتل لزراعتها وإكثارها، والحفاظ على نظافة بيئاتها من التلوث، ويمكن في هذا المجال الاستفادة من طلاب وطالبات المدارس كجهود تطوعية. وأضاف «مع أن وزارة البيئة والمياه والزراعة، قامت بجهود كبيرة في هذا المجال، من خلال إقامة ورش عمل مختلفة للتعريف بأهمية المحافظة على أشجار المانجروف، إلا أن التواصل والتعاون مع الجمعيات العلمية والتطوعية، بهذا الخصوص سيؤدي إلى رفع مستوى الوعي البيئي لدى المجتمع، وإلى نشر التوعية البيئية بين فئات المجتمع المختلفة». وتابع «على القطاع الخاص أن يقوم بدوره في دعم صندوق البيئة، الذي تشرف عليه وزارة البيئة والمياه والزراعة ماليا، ليتمكن من دعم المحافظة على هذه الأشجار حرصا على بيئة ومستقبل الأجيال القادمة».

يقترح عضو اللجنة الزراعية بغرفة المنطقة الشرقية، رئيس جمعية الصيادين جعفر الصفواني، أن يتم استغلال غابات المانجروف في تفعيل السياحة البيئية، وهي سياحة منسية على المستوى العربي، فمناطق غابات المانجروف من أهم مناطق السياحة البيئية في كثير من دول العالم، ويقول «لدينا مساحات كبيرة ينبغي الاهتمام بها، بحيث يتم تجهيز الموقع للسياحة البيئية، بتخصيص أماكن للزيارة وأماكن للمشي، والاطلاع على الأنواع الأحيائية الموجودة في تلك الغابات» مضيفا أنه في «شمال تاروت وغرب الزور هناك آثار لمدافن فينيقية، فلو تتم إقامة متحف فيها وعمل منطقة للسياحة البيئية، فسوف تخلق سياحة تاريخية وبيئية ممتازة». وأشار إلى أن «أشجار المانجروف تعد مساعدا بيئيا يقلّص إثارة الغبار والأتربة، ويجعل المنطقة مفلترة للجو من الأتربة والتلوث، على عكس المناطق المتصحرة» متمنيا أن تقوم وزارة السياحة والآثار، والبلديات، والزراعة بإنشاء هذه المناطق بحيث يتم الابتعاد بالمشاريع عن المناطق التي بها أشجار المانجروف حتى 400 متر، مع إنشاء جسور معلقة أو جسور بركائز في حال مرور الطرق فيها، بحيث لا تتضرر البيئة البحرية وأشجار المانجروف». وأكمل «لم يتبق في المنطقة الشرقية مثلا سوى 7 % من غابات المانجروف، ويجب العمل على المحافظة على هذا المتبقي، فبعد أن كانت تمتد من الدمام إلى صفوى، لم تتبق إلا أجزاء صغيرة بين سيهات وعنك، ومن حدود الخبر إلى سيهات والقطيف رُدم بالكامل، وموجود جزء من ساحل الرامس تبقى منه من شمال الرامس إلى منطقة الخريص بصفوى، ومن شمال صفوى إلى رحيمة، وفي جنوب رأس تنورة». وختم «تقدم غابات المانجروف أدوارا مهمة في تنظيف طبقة الأوزون، وعدم تآكل التربة، وتشكل مركز حضانة ومبايض للأسماك، التي تمتاز بطعمها الخاص، كما تلجأ إليها الطيور المهاجرة، وتنتشر فيها أحياء بحرية دقيقة، لا ترى بالعين، تعتمد عليها الأسماك والروبيان بعد تفقيس بيضها».

آليات لحماية أشجار المانجروف

الحد من قطعها وإزالتها

فرض غرامات مالية على ذلك

إعادة تأهيل المناطق التي بدأت تزول منها لتعود لسابق عهدها

تخصيص محميات طبيعية لها

إنشاء مشاتل لزراعتها والإكثار منها

الحفاظ على نظافة بيئاتها من التلوث

الاستفادة منها في تفعيل السياحة البيئية

التنوع النباتي في المملكة

عدد المجموعات النباتية بالمملكة = 2247 نوعا

عدد الفصائل = 142

عدد الأجناس = 837 جنسا

الأجناس المتوطنة = 246

الأنواع المهددة بالانقراض = 656

عدد المنقرضة = 21 نوعا منقرضا

تعيش في المناطق الرملية = 105

المناطق الملحية = 90 نوعا

البيئات المائية = 12 نوعا