(1)

هي أمة قد خلت من قبلها الأمم، لن يهلكها سوى تعطل الابتكار، وشلل الاختراع، وقتل الإبداع، وتردد المبادرة، والخوف من التغيير، والرعب من التجديد، وإهمال الموهبة.

(2)

أمة مقلِّدة، تخاف التفكير، وتخشى «التبكير»، ولا تنتقي من «الغرب» إلا ماخف حمله، ورخصت قيمته، وما «فاميلي فيود» البرنامج التاريخي، الذي يتأبط جديده أبو شنب الأصلع ستيف هارفي، مهندس البرامج المصنوعة و«المرسومة» من التتر إلى التتر، إلا عمل عادي ممل، ولأنه كذلك فقد تسابقت «العرب» لتقليده.

(3)

في لبنان «كل عيلة ميلة»، و«فاملتنا» في الجزائر، و«أحلى عيلة» في الإمارات، و«إحنا هكا» في تونس، و«العيلة القوية» في الأردن، و«عائلتي تربح» في العراق، هي برامج مستنسخة ومقلِّدة لبرنامج «فاميلي فيود»، وحين تشبّع الناس وشبعوا وغسلوا وخرجوا وناموا، أقبل داوود الشريان يسعى ببرنامج «تحدي العائلات».

وش نزين حنا الحين؟!

(4)

وراك أنت أويلاه ما تشوفن أحط أسئلة من فصيلة «البطيخ»: ما هو أفضل شيء تجده زوجة داوود الشريان فيه؟ تجيب المتسابقة: عمله! يظهر على الشاشة خيار: النجاح!، فتعتبر الإجابة صحيحة، وتمنح النقاط.

فيزداد عقال ابن عنيزة ميلانا، ويقدّم لنا ردة فعل مشابهة لردود فعل «ستيف» ولكن الفرق أن الأخير يتمتع بلياقة عالية ومرونة وجسم لم ترهقه كشتات «السبلة»، والقدر المضغوط!

(5)

ما الذي يقف حائلا أمام فكرة جديدة، بِكر، تبهر العالم فيقلدها؟

لا شيء!