في إحدى حلقات مسلسل «سيلفي»، ظهر ناصر القصبي، وهو يطير فرحًا ليزف لزوجته في المسلسل «ريماس منصور» خبر إصابته بالتهاب كبدي، وكادت تطير من الفرح بسبب أن هذا المرض الذي قد يكون مميتًا، وسيزيد من نقاط استحقاقهما لمنزل عن طريق وزارة الإسكان، وبعد أن جمع قدرًا كبيرًا من النقاط ذهب إلى موظف وزارة الإسكان، والذي قال له إن كل شيء تغير و«النظام تغير والدنيا تغيرت»، وكأن هذه النقاط قد ذهبت هباءً منثورًا.

هذه الحلقة رغم أنه مضى على عرضها ما يقارب 3 أعوام إلا أن المسلسل ما زال يحدث حتى يومنا هذا على أرض الواقع، ففي إحدى الحالات هناك عجوز أرملة تعول بناتها والمستفيدات من الضمان الاجتماعي، وكانت تأتي إلى صاحب مكتبة «خدمات طلابية» ليزودها بعدد نقاطها، والتي تفرح فرحة أشبه بفرحة «ريماس منصور» كلما زادت تلك النقاط ولو نقطة واحدة، حتى اتصل بها أحد وبشرها أنه وبعد هذا الانتظار تحقق لها أرض مجانية، وعليها أن تنتظر فترة بسيطة حتى تستلمها، وانتظرت بدلًا عن الأشهر سنوات، لتكتشف أنه في حال استلامها لتلك الأرض، فعليها أن تعمرها خلال سنتين وإلا ستسحب منها، وكأنه يظهر أمام الوزارة أنها سيدة أعمال، وليست مستفيدة ضمان لا يتجاوز دخلها الشهري مع بناتها الـ2000 ريال.

المهم أن تلك السيدة وصلت إلى مكتب الوزير عام 2017، وتقدمت بشكوى وتم تعديل المنتج إلى أولوية الحصول على فيلا سكنية، ودخلت في دوامة التغييرات المستمرة و«المزاجية» لوزارة الإسكان، وكلما ذهبت إلى فرع الوزارة بمنطقتها أبلغوها بمشاكل المقاول ومشاكل التعطيل للمشروع، وكيف أن الأرض كانت بركانية وتحولت إلى جيرية، وأن أدمة الأرض وتكويناتها الصخرية، و«الناس اللي ماتوا عليها» قبل آلاف السنين هم سبب تعطيل هذا المشروع الذي كان يفترض به أن يكون 4000 فيلا سكنية مخصص جزء كبير منها للإسكان التنموي، ولكن الناس «هذولا اللي ماتوا» والبركان الثائر قبل آلاف السنين هم من عطلوا تلك الشركة المنفذة، وأصبح عدد الوحدات المستلمة من قبلها 1000 وحدة، والحقيقة أن تلك الشركة كانت مجهزة بمعدات للبناء في أراض الصين وتفاجأت أنها في صحراء لا تعرف «المزاح». وعلى «طارئ الشركات»، هناك شركات متعاقدة مع وزارة الإسكان للتنفيذ، وتكون طرفًا ثالثًا في العقد الذي بين المستفيد وبين وزارة الإسكان، وهذه الخطوة قد تسرع من حصول المستفيدين على وحداتهم في أقصر وقت، ولكن هل تم الأخذ بعين الاعتبار لهذه السيدة العجوز ومن في حكمها من مستفيدي الضمان الاجتماعي، والذين سعوا لسنوات وسنوات لجمع نقاط الاستحقاق، وبعد أن جمعوا وضربوا وقسموا وحتى طرحوا، تم طرحهم خارج معادلة السكن، وكي تبقى داخل المعادلة فعليك أن تكون رجلا «ذا شكوى يومية» لتكون لك الأولوية في حصولك على منتج من «الإسكان التنموي»، فالسؤال هنا أين ذهبت «نقاط الاستحقاق يا وزارة الإسكان»؟!.