استنفرت صحة جازان جهودها، في تحقيق استدامة وبيئة صحية خالية من الأمراض ونواقلها، والقضاء عليها، وذلك من خلال تطبيق الخطط والبرامج الوطنية لمكافحتها والحد من انتشارها، حيث أسهمت الخطط والمشاريع والحملات الصحية، في انخفاض معدل الأمراض، والقضاء التام عليها مثل: وبائية الملاريا المحلية، وحمى الضنك، واللشمانيا الحشوية، والبلهارسيا، والتي تهدف إلى إعلان المنطقة خالية من الأمراض، بفضل دعم القيادة، وجهود وزارة الصحة، ومتابعة وحرص أمير جازان ونائبه، وتوحيد الجهود الصحية بالمنطقة، وتكاتف وتعاون الجهات ذات العلاقة.

إنجازات عالمية

كانت الملاريا في الماضي القريب، من أهم المشاكل الصحية بجازان، حيث بلغت في بعض السنوات نسبة الإصابة 20 % من إجمالي عدد السكان، وأحدثت العديد من التفشيات الوبائية التي كان آخرها في عام 98، تسجيل أكثر من 19.600 ألف حالة، بدأ معها التحرك الصحي العاجل في تنفيذ البرنامج الوطني للقضاء على الملاريا في عام 2004 بواسطة 9 مراكز مكافحة متوزعة على المنطقة.

وأسهمت برامج المكافحة، وجهود العاملين في انخفاض وبائية الملاريا المحلية بشكل تدريجي عبر السنين لتصل الى معدل إصابة أقل من 0.01 %، من عدد السكان في السنوات الأخيرة، ويعد معدل منخفض جدًّا، وتسعى صحة جازان من القضاء التام على الملاريا في المنطقة حسب معايير منظمة الصحة العالمية.

استراتيجيات وخطط

وضعت صحة جازان ممثلة في إدارة مكافحة نواقل الأمراض، العديد من الاستراتيجيات والخطط، لمكافحة الأمراض، بدءًا من مكافحة طفيلي الملاريا، وتتمثل أبرز الإستراتيجيات في مكافحة طفيلي الملاريا في: التشخيص المبكر للمصابين بالملاريا، وحاملي الأطوار التزاوجية للطفيلي، وعلاجهم جذريا، والتي تعتبر من أهم أعمدة مكافحة الملاريا والقضاء عليها، وتستهدف الخطط والاستراتيجيات فحص العمالة الوافدة بالمزارع، والتجمعات السكنية، والقرى الحدودية بعدد 150 ألف مفحوص سنويًّا، ويتم ذلك بالبحث السلبي عن طريق المرافق الصحية المختلفة كالمستشفيات ومراكز الرعاية، والبحث النشط خلال فترة موسم نقل المرض، عن طريق 50 فرقة متحركة تابعة لمراكز نواقل المرض بالمنطقة.

مكافحة البعوض

عملت صحة جازان العديد من الطرق لمكافحة البعوض الناقل للأمراض، وتمثلت طرق مكافحة أماكن تكاثر يرقات البعوض في الأودية والشعاب والتجمعات المائية في المزارع، والتي يتم رشها بالمبيدات الحشرية أسبوعيًّا وعلى مدار العام، وبلغ جهود الصحة في رش 2760532 هكتار من المسطحات المائية بالمبيدات الحشرية، الموصي بها لمكافحة تكاثر يرقات البعوض، وتستهدف الأودية والشعاب بطول 3469 كيلومترًا، واستهداف البرك والمستنقعات والخزانات والأحواض الأسمنتية، من خلال رش 14500 موقع ورش 11000 مزرعة، ورش المنازل بمبيدات الأثر الباقي، وهو رش الأسطح الداخلية للغرف بالمبيدات، إذ يبقى المبيد فعال لمدة ثلاث أشهر، من خلال 3 دورات بالقرى المستهدفة، بكامل محافظات المنطقة، ودورة رابعة بالمناطق الجبلية بكل من محافظات عيبان، العارضة، بيش وهروب.

حملات منفذة

نفذت صحة جازان حملات صحية، لمكافحة البعوض عن طريق حملات الرش بالمبيدات ذات الأثر الباقي، نفذتها الفرق الحقلية التابعة لمراكز مكافحة نواقل المرض، واستهدفت الحملة تغطية 1376 قرية، بها 18617 منزل، وعدد 66672 غرفة، حيث بلغت نسبة التغطية 91 %.

الرش الفراغي

يهدف الرش الفراغي لمكافحة البعوض الطائر داخل وخارج المنازل واستهدفت 1808 قرية بها 22552 منزل، وعدد 96205 غرفة، وذلك عن طريق الرش الفراغي داخل وخارج المنازل بالمواطير المحمولة على الظهر والكتف، والسيارات، خلال فترة حملات دورية أسبوعية على كل القرى المستهدفة، والتي تنفذها فرق المكافحة بمراكز مكافحة نواقل المرض.

سبل وقائية

لم تنس صحة جازان ممثلة بمراكز نواقل الأمراض توزيع سبل الوقاية الشخصية من الكريمات الطاردة للبعوض، وتوزيع الناموسيات المشبعة بالمبيدات، والتشجيع على استعمالها وتستهدف المواطنين في المناطق الحدودية والوبائية، وكثفت من خلالها حملات دورية أسبوعية لكل القرى المستهدفة، عن طريق فرق المكافحة بمراكز نواقل الأمراض.

مسوحات يومية

نفذت الفرق الحشرية المركزية والطرفية المؤهلة، والتي بلغ عددها 27 فرقة بالمنطقة، مسوحات ودراسات حشرية يوميًّا، ويتم استكشاف ما لا يقل عن 25000 موقع ليرقات البعوض شهريًّا، خاصة الأنوفليس، واستكشاف ما لا يقل عن عدد 2000 غرفة للبعوض الطائر خاصة بعوض الأنوفليس، وتنسق صحة جازان مع الجهات ذات العلاقة على المستوى المركزي والطرفي، وذلك لتبادل المعلومات، وتحديد المسؤوليات، وعدم ازدواجية العمل، والاستفادة القصوى من الجهود المشتركة لفرق المكافحة، وقد تم خلال العام 2019 -2020 العديد من الاجتماعات للجنة المركزية بجازان، واللجان الفرعية بالمحافظات (الصحة – الزراعة – البلدية) خاصة المناطق الأعلى وبائية، مثل محافظة بيش، حيث تم تكوين فرق مكافحة وخطوط سير مشتركة، أسهمت كثيرًا في خفض الوبائية بالمنطقة.

‏القضاء على البلهارسيا

حدت خطط إدارة مكافحة نواقل الأمراض بجازان من انتشار البلهارسيا، والقضاء عليها، والتي كانت أحد أهم المشاكل الصحية في منطقة جازان، حيث كانت نسبة الإصابة بالمنطقة في عام 1976م حوالي 40 % من سكان المنطقة، واستمرت عمليات المكافحة المتواصلة خلال ثلاث مراحل ممثلة في: 1977 - 1982: مرحلة البدء في خفض معدل الانتشار، و1982-2003م: مرحلة السيطرة على المرض، ومرحلة تبنى مشروع القضاء على المرض منذ 2004، والتي هدفت إلى إعلان المنطقة خالية من الإصابة المحلية، ومن عام 2017 إلى نهاية عام 2020، أثمرت الجهود الصحية في عدم تسجيل المنطقة أي حالة محلية.

إستراتيجيات البلهارسيا

‏اشتملت إستراتيجيات برنامج القضاء على البلهارسيا في حملات الفحص النشط بالمدارس والقرى المستهدفة ففي عام 2019 كان المستهدف بفحص 9789 من طلاب المدارس، حيث تم فحص 9143 طالبًا وطالبة، بنسبة تغطية بلغت 93.5 %، واستهداف 6669 من أهالي القرى، وفحص منهم 5998، بنسبة تغطية بلغت 89.9 %، وأسهمت جهود مراكز الرعاية الأولية بفحص 117.941 مراجعًا للمراكز الصحية خلال عام 2019، والتي لم تسجل بينها أي إصابات، وفي عام 2020، تم استهداف 10.652 طالبًا بالفحص، وفحص 9651 منهم، وبلغت نسبة التغطية 90.6 %، ولم تسجل أي إصابات.

‏مكافحة الناقل

قامت فرق المكافحة بعمل 179 زيارة ميدانية خلال عام 2019، واكتشفت خلالها وجود 8 مصادر مصابة بالقواقع، وتم تجميع 149 قوقعًا ناقلًا للبلهارسيا، فحصت بواسطة فاحص القواقع بالإدارة، وظهرت كلها خالية من السركاريا، وعلى مستوى إدارة مكافحة النواقل (الوحدة المركزية للإشراف على مكافحة القواقع)، قامت الفرق المركزية بعمل 107زيارات ميدانية خلال عام 2019، واكتشاف وجود 9 مصادر مصابة بالقواقع، وتم تجميع 129 قوقعًا ناقلًا للبلهارسيا، فحصت بواسطة فاحص القواقع، وكلها خالية من السركاريا.

‏4 محاور

أسهمت 4 محاور صحية منفذة لمكافحة الليشمانيا في منطقة جازان، وتمثلت المحاور في: المسح الوبائي ونظام التبليغ عن الحالات المصابة، ومكافحة الحيوانات الخازنة، ومكافحة حشرة ذبابة الرمل الناقلة للمرض، والتوعية الصحية، ولم تسجل منطقة جازان أي حالة لليشمانيا الحشوية خلال العام 2019م مقارنة بحالة واحدة خلال العام 2018م، وهناك انخفاض واضح خلال السنوات الماضية مقارنة بالسنوات قبل أكثر من 10 سنوات.

وأسهمت الخطط الصحية في انخفاض حالات اللشمانيا، من خلال 6 عوامل ممثلة في: الاهتمام بمكافحة البعوض على مستوى المنطقة بحملتي رش أثر متبقي، وحملات رش ضبابي ورذاذي متناهي الدقة عند اللزوم، وإمكانية توجيه الرش لمكافحة الذباب الرملي بالمبيدات ذات الأثر المتبقي، والرش الفراغي في القرى التي يسجل منها حالات، وقيام عناصر الفريق المركزي بتغطية القرى عالية الخطورة الوبائية وإجراء حملات رش فراغي متتابع مبني على كثافة الذباب الرملي، وتوزيع الناموسيات وتوعية السكان حول ضرورة استخدامها للحماية من الأمراض المنتقلة بالحشرات، وتكثيف حملات التوعية الصحية للتعريف بالمرض على مستوى مراكز الرعاية للكادر الصحي، وكذلك مستشفيات المناطق الهامة إضافة للمدارس في القرى المصابة، وتدريب عناصر الفرق الحشرية على التعامل مع الذباب الرملي ومكافحته.

برنامج وطني

‏عزز البرنامج الوطني لمكافحة حمى الضنك، في انخفاض وبائية حمى الضنك بمنطقة جازان بنسبة 49 % خلال العام الحالي 2020، مقارنة بما كانت عليه العام الماضي 2019، وذلك يعود بعد توفيق الله إلى التعاون والتنسيق والمشاركة الفعالة من الجهات الحكومية المختلفة، وتحديد نشاط ومهام كل جهة حسب الاستراتيجية الوطنية لمكافحة حمى الضنك.

توعية صحية

نفذت صحة جازان، العديد من المحاضرات والندوات لإثراء التوعية الصحية، وتثقيف المواطنين، وبلغت ‏المحاضرات والندوات في الأماكن العامة 1085، واستفاد منها 149.856 ألفًا، والزيارات المنزلية 25.744 ألفًا، واستفاد نحو 90.107 ألف مستفيد.

حملة مجتمعية

‏أعدت صحة جازان ممثلة في مركز نواقل الأمراض، تنفيذ حملة مجتمعية واسعة لمكافحة حمى الضنك، بمشاركة جميع فئات المجتمع، والتي تعتبر أكبر حملة على مستوى المملكة من ناحية الأهداف، والأعداد المستهدفة، والإعداد الجيد، وتدريب العاملين، ودشن نائب أمير جازان الحملة المجتمعية لمكافحة حمى الضنك في 1 مارس 2020.

وأثمرت الحملة في زيارة 31.559 ألف منزل، وشارك بها الفنيين، والمثقفين من صحة جازان، وأمانة المنطقة، والجامعة، وبعض الجمعيات التطوعية، وبلغ عدد الفرق المشاركة بالحملة 204 فرق، وعدد المستفيدين من المواطنين والمقيمين 85 ألفًا، ومجموع الحاويات ومصادر تكاثر البعوض المستكشفة 39612 موقعًا، ومجموع مواقع الإيجابية ليرقات البعوض 15277 ألف موقع إيجابي، ونسبة المواقع الإيجابية المستكشفة داخل المنازل 50.2 %، ونسبة المواقع المستكشفة خارج المنازل 34.5%.