عقود طويلة مضت، تسيد فيها «الملف العلاقي الأخضر» المشهد داخل المؤسسات والجهات الحكومية.

والملف الأخضر، هو المقابل الرمزي لطلبات التوظيف والتقدم للدراسة، وإنهاء المعاملات في الجهات الحكومية وحتى الخاصة، وقد التصق بالجوانب الحياتية للمواطن السعودي، لكن العام الحالي 2020 أنهى العلاقة الوثيقة بين هذا الملف العلاقي (نسبة إلى أنه يعلق في أدراج المكاتب) الأخضر، والمواطن، والجهات الحكومية، بعد التحول الإلكتروني الملزم، واعتماد التعاملات الإلكترونية، وسط مؤشرات إيجابية تُحقق رؤية المملكة 2030، وتواكب التطوير العالمي، والتي أثبتت كفاءة التعامل الوطني وتميزه، وتفوق المملكة على كثير من الدول العالمية فيه، حتى أصبحت أنموذجا يحتذى به، بفضل حرص واهتمام ودعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وقائد رؤية التطوير والتغيير ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

رمز للمعاناة

لا تكاد تخلو منشأة من تواجد الملف الأخضر، الذي ارتبط بالمواطن ارتباطا وثيقا على مدى أكثر من 5 عقود، حتى بات مرادفا أو رمزا للمعاناة التي لا تنتهي، فقد ارتبط بالمواطن على مدى مراحل حياته منذ ولادته، ويستمر معه بالمراحل الدراسية، واستخراج الهوية الوطنية، ثم البحث عن الوظيفة، وعقد الزواج، وإضافة المواليد، والتي تتطلب تدوين الوثائق داخل هذا الملف، وتقديمه للجهات المختصة، والتي أصبحت متلازمة لا مفر منها سابقا.

وترادفت معاناة المواطن في مراحله المتعددة، مع مقولة «راجعنا بكرة»، التي غالبا ما كان يسمعها من الجهات المستقبلة لطلبه، والتي تطالبه باستكمال أوراقه الثبوتية، مع ما تكبده من مشاق السفر بين المناطق، لإنهاء رحلته بقبول نهائي لهذا الملف، وبدء مرحلة الانتظار ليعرف النتيجة، ما إن كانت برميه بالأرشيف، أو سلة المهملات، أو القبول وهو الأقل، وهو ما حدّ من عزيمة حاملي الملفات وطموحهم، نتيجة التعقيدات، والبطء في إنهاء المعاملات وغيره.

تحول إلى تراث

مع التطور الكبير، ودخول التقنية، وتطبيق التحول الإلكتروني، والمنصات الرقمية، تحوّل الملف الأخضر إلى تراث ماض، وسط تسابق الوزارات والجهات الحكومية وغيرها إلى تأسيس مواقع لها عبر الشبكة العنكبوتية، واستخدام الإنترنت بكل أعمالها الإدارية والوظيفية والمالية وغيرها، دون الحاجة إلى حمل الملف الأخضر ومراجعة الدوائر الإلكترونية، وحققت عدد من الوزارات إنجازات كبيرة، وتنافست في تحقيق جودة العمل والبيئة الرقمية والخدمات التقنية.

ووفر التحول الإلكتروني عناء المراجعات المستمرة، وتقاعس الموظفين في أداء أعمالهم وتأجيلها، والتي أصبحت تتم عن طريق المواقع الإلكترونية، وطوت معها الملف الأخضر في دائرة النسيان إلى الأبد.

كفاءات وطنية

أثبت التحول الإلكتروني والرقمي، كفاءة المملكة في مواكبة تطلعات العصر الحديث، وتفوقت معها على العديد من دول العالم، ورفعت إنتاجية وكفاءة القطاعين العام والخاص، إلى جانب البنية التحتية المتوفرة والتي عززت نجاح التحول الإلكتروني، وتمثلت أبرز البرامج الإلكترونية التي حققت نجاحا مبهرا في: برنامج «أبشر»، و«يسر»، ومنصة «التعليم عن بعد»، و«سهّل»، و«بلدي»، و«كلنا أمن»، و«هدف»، ومواقع التوظيف، وغيرها.

وأكد وكيل الدراسات العليا التربوية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة الدكتور صالح الغامدي لـ«الوطن»، أن «التحول الرقمي والإلكتروني لكل قطاعات الدولة خطوة جبارة واستباقية، ارتقت بالمملكة إلى مصاف الدول المتقدمة، وأثبتت تفوقها على عدد من الدول الأخرى»، مشيرا إلى أن تلك الخطوات سهلت التعاملات والمعاملات الإلكترونية، وجاءت ضمن خطط رؤية المملكة 2030، مبينا أن هذا التحول أنهى معاناة كثيرين، وأسهم في تعزيز التطور والازدهار، وارتفاع كفاءة الحوكمة الإلكترونية، ورفع الإنتاجية، وتطوير القطاع الحكومي والخاص، والتعايش مع طبيعة العصر الحديث، وأنهت ملفات التعقيدات الشائكة، وحققت التميز في الأداء والإنجاز، ورفعت مستوى أطياف المجتمع تعليميا وإداريا، وتطبيقا على أرض الواقع بالشكل الأمثل التي تناسب أهداف وتطلعات حكومتنا الرشيدة.

جودة تقنية

أوضح رئيس جامعة جازان الدكتور مرعي بن حسين القحطاني، أن جهات عدة واكبت التغيير والتحول بكفاءة، ضاربا مثلا بجامعة جازان، وقال «اعتمدت الجامعة على بنية تحتية شاملة، وجودة في الخدمة التقنية المقدمة، وأمن للمعلومات، عكست تميزها»، مشيرا إلى أن نجاح التعليم الإلكتروني بالجامعة أسهم في التحصيل العلمي للطلاب والطالبات إيجابيا، والوصول إلى التحول من النمط التقليدي للتعليم إلى النمط الرقمي، مؤكدا أن ما تحقق من نجاحات ومنجزات تعد من أهم قصص النجاح في تمكين الشباب السعودي، وأنه تم اعتماد التشغيل الذاتي عبر الكوادر الوطنية، والتي مكّنت الجامعة من أن تكون على قائمة مؤسسات الدولة في سرعة الاستجابة لعمليات تطوير وتحديث البرامج، والخدمات الإلكترونية، والمساهمة في دعم كفاءة الإنفاق، وتحفيز الابتكار والإبداع.

أبرز أهداف التحول الإلكتروني

مواكبة رؤية المملكة 2030

تعزيز التطور والازدهار

ارتفاع كفاءة الحوكمة الإلكترونية

رفع معدل الإنتاجية

التعايش مع طبيعة العصر الحديث

إنهاء معاناة المواطن والبطالة

التميز بالأداء والإنجاز

تحسين مستوى الفرد تعليميا ووظيفيا وإداريا

تمكين الشباب السعودي

أبرز البرامج الإلكترونية

أبشر

يسّر

سهّل

بلدي

كلنا أمن

هدف

مواقع وبرامج التوظيف