تستبق إيران حلول الذكرى الأولى لمصرع جنرالها العسكري القوي قاسم سليمان في غارة أمريكية طالته في بغداد في الثالث من يناير 2020، بتصعيد ملحوظ عبر أذرعتها، يستهدف المصالح الأمريكية في أكثر من مكان، وهو ما انتبهت إليه وتحسبت له البعثة الدبلوماسية الأمريكية في بغداد، والتي سحبت عددا من موظفيها، وكذلك من الجنود الأمريكيين، كما أكد مسؤولان عراقيان كبيران الشهر الماضي، بسبب مخاوف أمنية.

وتعرضت السفارة الأمريكية في بغداد لهجوم صاروخي جديد قبل نحو أسبوعين من الذكرى السنوية لمقتل سليماني، تمثل بانفجار عدد من الصواريخ على مقربة منها في المنطقة الخضراء، وهو ما أدانته الخارجية الأمريكية، مؤكدة أن «الهجوم الأخير» نفذته ميليشيات مدعومة من إيران في بغداد.

أعمال إرهابية

شدد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو على أن إيران «تدار من شيء يشبه العصابة وليس حكومة»، في تعليق على ممارساتها الإرهابية التي تستهدف من خلالها الادعاء بأنها ما تزال تمتلك الكفاءة للترهيب وزعزعة الاستقرار في المنطقة، وتوسيع دائرة الاستهداف لتطارد المصالح الدولية في كل بقعة في العالم، مع تشديد دائم على محاولات التنصل من المسؤولية عن هذه الأعمال التي تنفذها أذرعتها، أو أجهزتها الاستخباراتية.

ومنذ ما يسمى بثورة الخميني 1979، وجهت إيران اهتمامها وسهلت تنفيذ الأعمال الإرهابية التي ضربت 35 دولة حول العالم حسب تأكيدات وزارة الخارجية الأمريكية، تباين تنفيذها بين التنفيذ الإيراني المباشر عبر الجيش والأجهزة الاستخباراتية، أو بوساطة وكلائها في العالم، ناهيك عن دعمها الدائم للإرهاب.

تصنيف أسود

في يناير 1984 صنفت إيران كدولة راعية للإرهاب، وفي أبريل 2019 صنف الحرس الثوري وفيلق القدس التابع له منظمة إرهابية، ما أكد أن طهران تستخدم الإرهاب أداة رئيسة لإدارة شؤون الدولة، واستغلت الغطاء الدبلوماسي لتنفيذ عمليات اغتيال وهجمات إرهابية، وكثيرا ما انكشفت لها مخططات إرهابية مثل مخطط تفجير عبوة ناسفة في تجمع سياسي للمعارضة الإيرانية خارج باريس في يوليو 2018، ومحاولة اغتيال معارض لها في الدنمارك في أكتوبر 2018، واغتيال صحفي منشق يعيش في تركيا في نوفمبر 2019.

لعب بأوراق الوكلاء

مع الحرص الإيراني على توجيه الرسائل الترهيبية، إلا أنها تحاول دوما التنصل من المسؤولية لإخفاء دورها في دعم أو تنفيذ الإرهاب، وغالبا ما لجأ للعب بأوراق وكلائها، بحيث يتلقون اللائمة، وتحصد هي الثمار.

وعدد تقرير أمريكي عددا من التنظيمات والأحزاب والجماعات المدعومة من إيران ماديا ولوجستيا، والمؤتمرة بأمر طهران، وتعد ذراعا طويلة لطهران، ومنها حزب الله اللبناني وحركة حماس والجهاد الإسلامي في الأراضي الفلسطينية، وكتائب حزب الله وعصائب أهل الحق في العراق، وكتائب الأشتر في البحرين.

ويتلقى تنظيم مثل حزب الله اللبناني ومنذ نحو 10 سنوات دعما ماليا مباشرا من طهران يعادل الـ700 مليون دولار سنويا، ما يؤكد استخدامه المباشر كوكيل من قبل طهران في تنفيذ عملياتها، حيث نفذ عمليات لصالحها في 5 قارات وفي دول عدة.

مأوى آمن

لا تمد إيران أذرعتها للخارج لتضرب بها في الأماكن الأخرى فقط، بل تفتحها كذلك لاحتواء واستقبال الإرهابيين من كل مكان، حيث تمنحهم ملاذا آمناً، ولذا كثيراً ما تم فضح إقامة عدد من قادة تنظيم القاعدة فيها، وعملوا على نقل الأموال وتجنيد المقاتلين بين جنوب آسيا وسورية.

ممارسات وتكتيكات

تبقي إيران المنطقة على شفير الهاوية، عبر الحرص الدائم على زعزعة استقرارها مستخدمة تكتيكات وممارسات غير تقليدية تنفذها عبر الشركاء والوكلاء، فهي مثلا تهدد وترشو المسؤولين، تسهل دخول المقاتلين، تجند الأطفال، تسيء استخدام شركات الطيران المدنية في أنشطة عسكرية، وتنشأ ميليشيات تأتمر بأمرها، كما فعلت بميليشيا فاطميون التي تضم شيعة أفغان (10 آلاف مقاتل حسب مركز مكافحة الإرهاب في ويست بوينت)، ولواء (زينبيون) من شيعة باكستان (12 ألف مقاتل)، وهما مجموعتان صنفتا داعمتين للإرهاب حسب الحكومة الأمريكية في 2019، حيث قاتلتا في سورية.

إرهاب عابر للحدود

تركز طهران إرهابها في محطيها الإقليمي، لكنها مع ذلك تتوسع به عالمياً، فنفذت عمليات في ألمانيا وهولندا وتركيا والبوسنة والهرسك وبلغاريا وفرنسا والنمسا واليونان وكينيا ونيجيريا وأمريكا والأوروغواي والأرجنتين والهند وتايلاند والفليبين، وغيرها.

عمليات إرهابية إيرانية

ألمانيا

2018: تفتيش منازل ومكاتب 10 أشخاص مشتبهين بانتمائهم لفيلق القدس.

2016: إدانة منتم لفيلق القدس بتهمة التجسس.

1992: حزب الله يغتال 4 معارضين أكراد إيرانيين في مقهى ببرلين

هولندا

2015: اغتيال معارض إيراني في ألميري 2015.

البوسنة والهرسك

2013: طرد دبلوماسيين إيرانيين يعملان ضابطي مخابرات للتجسس والإرهاب

تركيا

2012: ضبط محاولة هجوم على أهداف بواسطة 4 عناصر من فيلق القدس.

بلغاريا

2012: القبض على عميل إيراني يراقب معبدا يهوديا

فرنسا

1989: اغتيال رئيس الوزراء الإيراني الأسبق شاهبور بختيار في باريس.

1985 ـ 1986: حزب الله ينفذ هجمات بالقنابل تقتل 12 شخصا وتجرح 200 في باريس

النمسا

1989: اغتيال رئيس مجموعة كردية إيرانية منشقة واثنين آخرين في فيينا.

اليونان

1985: حزب الله يختطف طائرة مدنية ويقتل عنصرا في البحرية الأميركية

كينيا

2016: اعتقال إيرانيين اثنين وسائقهما الكيني بتهمة جمع معلومات لتنفيذ عمل إرهابي

2012: اعتقال عنصرين من فيلق القدس خططا لهجمات ضد مصالح غربية

نيجيريا

2013: اعتقال 3 عملاء إيرانيين، خططوا لتنفيذ هجمات على أهداف أميركية وإسرائيلية

2010: ضبط شحنة إيرانية تحتوي صواريخ وقاذفات وقنابل يدوية وذخيرة في طريقها لمتمردي جامبيا والسنغال

أمريكا

2018: اعتقال إيرانيين اثنين بتهمة التجسس لحساب إيران

2011: إحباط مخطط لفيلق القدس لتنفيذ عملية اغتيال السفير السعودي في واشنطن

1980: اغتيال الدبلوماسي الإيراني السابق علي طبطبائي.

الأوروغواي

2015: طرد دبلوماسي إيراني رفيع للتخطيط لهجوم قرب السفارة الإسرائيلية

الأرجنتين

1994: حزب الله ينفذ هجوما ضد مركز ثقافي يهودي في بوينس آيرس قتل 85 شخصا وأصاب 300 آخرين.

1992: تفجير سيارة مفخخة خارج السفارة الإسرائيلية في بوينس آيرس وقتل 29 شخصا وجرح 242.

الفليبين

2016: إحباط مخطط إيرانيا لاختطاف طائرة مدنية سعودية.

النيبال

2013: اعتقال إيراني بجواز سفر إسرائيلي مزور، لمراقبته السفارة الإسرائيلية في كاتماندو.

تايلاند

2012: اعتقال 3 من عناصر فيلق القدس للتخطيط لهجمات ضد دبلوماسيين إسرائيليين