صباح الأحد من شتاء ديسمبر القارص في عام 1998 ميلادياً في منطقة عسير تحديداً تستيقظ والدتي استعداداً للذهاب لكليتها لأداء اختبارها النهائي لمادة «السيرة النبوية» وإذا بألم الطلق لا يتوقف.. تشعر بأنني سأكون بجانبها، تترك اختبارها وراء ظهرها، تذهب إلى المستشفى الصغير السيئ جداً، استوطنها الخوف من الولادة والخوف علي بسبب سمعة المستشفى السيئة، تذهب وهي صائمة.. يوم ولادتي كان يوافق حينئذ هجرياً الثاني من شهر رمضان المبارك.. الظروف سيئة، الجو لا يدفأ، الطلق لا يتوقف، التفكير متعب..

صوت بكائي في غرفة العمليات جعلها تشعر بأنها عادت للحياة.

تذهب لغرفة التنويم، يأخذونني منها.. لم تستطع النوم.. تتظاهر بأنها تريد إرضاعي لكي لا يأخذونني منها.

تغفو وتستيقظ خائفة من أن الممرضات أخذنني.. تعود لتغفو وعلى هذا الحال حتى عادت لبيت والديها الدافئ جدا...

في تلك الظروف وُلِدتُ «أنا»، وِلدت في ظروفٍ لا تليق بولادة ولكن، كل ما كان خيرةً لها ولي، فأنا اليوم وغداً وبعد غد قوية أستطيع تجاوز كل الظروف السيئة.