تستضيف المملكة العربية السعودية في 5 يناير 2021، للمرة العاشرة، أعمال اجتماع الدورة الحادية والأربعين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، والتي ستعقد في محافظة العلا برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله-.

فعلى مدى الدورات الأربعين السابقة استضافت العاصمة «الرياض» 9 قمم خليجية بدءًا من الدورة الثانية، وحفلت تلك الدورات بالكثير من التطورات والمبادرات والقرارات التاريخية.

جغرافية مميزة

«العلا» هي إحدى محافظات منطقة المدينة المنورة التي تبعد عنها باتجاه الشمال 300 كم، وتقع في الجزء الشمالي الغربي من المملكة، وتشغل مساحة طولية تصل إلى 25 كم، وعرضها ما بين 3 إلى 5 كم، وتتمتع بموقع جغرافي تميز عن غيره من المواقع بتشكيلاته الجبلية المتنوعة وكثبانه الرملية الذهبية، وأشجار النخيل الباسقة التي ارتوت بماء العلا العذب المتدفق من عيونها الجوفية، وليلها الهادئ الذي كلما زادت عتمته أضحت السماء وكأنها سجادة كونية قد طرزت مكوناتها النجوم المتلألئة.

نبع الحضارات

العلا أشبه ما يكون بالمتحف النابض بالحياة منذ آلاف السنين، والذي يقوم على كوكبة من العجائب الطبيعية والبشرية التي تنتشر عبر أرجائه، وتعد زيارتها رحلة عبر الزمن للتعرف على المواقع التاريخية التي حُفظت على مرّ القرون، لما تحتضنه من معالم أثرية نحتتها يد الطبيعة وصنعتها إرادة الإنسان، والتي تزخر بإرث بشري يعود إلى 200 ألف عام لم يستكشف معظمه بعد، فإذا كانت المملكة تشكلّ ملتقى للحضارات القديمة، فإن العلا هي نبع تلك الحضارات.

وشكّل موقع «محافظة العلا» الإستراتيجي في سالف العصر جسراً حضارياً بين الشرق والغرب، بوصفها إحدى محطات قوافل «طريق البخور».. لتغير مفهوم الصحراء وتحولها إلى ملتقى للحوار الثقافي والحضاري والنهضة العمرانية.. أبهجت زوارها بمهرجانات وفعاليات محفوفة بالمتعة والإثارة.

مرآة العالم القديم

تعرف العلا بالآثار الموغلة في القدم كمدائن صالح التي تعود إلى 300 سنة قبل الميلاد، ووصفها المؤرخون بأنها مرآة حضارات العالم القديم في الجزيرة العربية التي ظلت أسرارها مستعصية على الكثير من الباحثين حتى وقتنا الحاضر.

ويوجد حول مدينة الحِجر أنقاض أكثر من 130 بئرا، وهذا دليل على تكيّف الأنباط بمهارة مع مناخ العلا القاحل. وتمتلئ الآبار بالمياه الجوفية والهطولات المطرية، مما يجعلها تخدم أيضًا كخزانات مياه.

وقد أظهرتْ الحفريات أنه تم استخدام قنوات المياه المرصوفة بالحجر والأنابيب الخزفية لنقل المياه بعيدًا عن الأفنية إلى الشوارع، وكذلك تلك المنحوتة فوق واجهات القبور لنقل مياه الأمطار بعيدًا عن الزخرفات المعقدة، مما يساعد على الحفاظ عليها.

مشروع التطوير

ومن المتوقع حسبما ذكرت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في تقرير لها أن يصل حجم الاستثمارات في مشروع تطوير العلا بحلول عام 2020 إلى 2.6 مليار ريال، وأن يتم استقبال 400 ألف سائح سنويًا، وتوفير أكثر من 4200 وظيفة لأبناء وفتيات الوطن، مع بناء 1878 غرفة فندقية في الموقع.

وهذا الإرث العظيم ما هو إلا جُملة من الثروات البيئية والطبيعية والتاريخية الموجودة في المملكة، والتي تُفسّر معالمها قصص وأحداث الحضارات القديمة على أرض الجزيرة العربية، وهي مقاربة دلالية لكلمة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- الذي قال: المملكة لم تستثمر سوى 10% من إمكانياتها، وكل خطط المملكة تتمحور حول: القوى والإمكانيات الوطنية، وليس لتكرار أي نموذج آخر في العالم.

قمم خليجية استضافتها الرياض

(1)

11 نوفمبر من العام 1981

الدورة الثانية

(2)

26 - 29 ديسمبر 1987م

الدورة الثامنة

(3)

20 ـ 22 ديسمبــر 1993

القمة الرابعة عشرة

(4)

27 نوفمبر 1999

الدورة العشرون

(5)

9 ديسمبر 2006م

الدورة السابعة والعشرون

(6)

19 ديسمبر 2011

الدورة الثانية والثلاثون

(7)

12 أكتوبر 2015

الدورة السادسة والثلاثون

(8)

9 ديسمبر 2018

الدورة التاسعة والثلاثون

(9)

10 ديسمبر 2019م

الدورة الأربعون

(10)

5 يناير 2021 تستضيف العلا الدورة الحادية والأربعون