أعادت الفعاليات والمهرجانات التي تقام بالمحافظات الجبلية في منطقة جازان «المثلة» التراثية للواجهة من جديد، حيث شرعت فتيات القطاع الجبلي في استغلال تلك الفعاليات لإبراز الموروثات الشعبية والحرف اليدوية والملبوسات القديمة للمرأة، ومنها «المثلة» التي تعد أبرز التراثيات وذات مردود مادي عال على صناعها من الحرفيات رغم عدم ارتدائها إلا من قبل كبيرات السن واكتفاء الأسر الجبلية بالحفاظ عليها كإحدى المقتنيات المهمة لديهم.

استخدام التقنية

فيما اندثرث عادة لبس «المثلة» التي كانت تتزين وتشتهر بها سيدات هروب والمرأة الجبلية في الماضي، ارتفعت أسعارها في الوقت الحالي، وتفنن حرفيات هروب في صناعتها وإضافة بعض قطع الزينة من الخرز والجلود إليها واستخدام التقنية الحديثة في تطريزها، ومحافظة 75 % من أسر محافظة هروب على تواجدها في بيوتهم واقتناها كتحفة فنية وإرث لا يمكن التنازل عنه، إلا أن لبس سيدات هروب والمرأة الجبلية لـ «المثلة» في الوقت الحاضر يسبب حرجًا لهن.

تفاوت الأسعار

بينت لـ«الوطن» الحرفية سعيدة صهلولي، أن «المثلة» تعتبر في الماضي موروثًا شعبيًا لدى كل سيدات هروب ، مشيرة إلى صناعتها من سعف النخيل أو ما يسمى « بالطفي» ، وتستغرق صناعتها من يومين إلى ثلاثة أيام، ويتراوح سعرها في وقتنا الحالي من 300 ريال إلى 1500 ريال حسب التطريز والصناعة والجودة، وأضافت صهلولي؛ أنها ما زالت تقوم بصناعة «المثلة» وأن الطلب عليها لا يتوقف.

عائد مادي

أشارت مالكة متحف أم يحيى التراثي بالصهاليل شوقة الصهلولي؛ إلى أن أبرز ما يلفت ويجذب انتباه السياح والزوار للمتاحف والمعارض الأزياء الشعبية للمرأة وأدوات الزينة والحلي القديمة التي كانت تستخدمها المرأة بالقطاع الجبلي، وأضافت بأن «المثلة» ما زالت تصنع كحرفة يدوية ذات دخل وعائد مادي جيد.

مواكبة العصر

قالت الإعلامية سعيدة هروبي، إن ستايل وبرستيج المرأة الجبلية الحالي تغير مع مواكبة العصر وتطور الموضة والأزياء للمرأة بشكل عام في وقتنا الحالي، وأضافت أن المرأة الجبلية تفضل اقتناء الأزياء والملبوسات التراثية القديمة منها «المثلة» دون لبسها أو استخدامها في المناسبات العائلية أو الأفراح، مشيرة إلى أن 85 % من كبيرات السن في هروب وبعض المحافظات الجبلية ما زلن يحافظن على لبس المثلة بشكل يومي ولا تشكل لديهن أي حرج أو عيب.

تحف تراثية

أوضحت مؤسسة ومديرة متحف بلغازي نورة الغزواني؛ أن أسباب اختفاء لبس «المظلة أو المثلة النسائية» هي عدم ممارسة المرأة أي أعمال شاقة مثل الرعي والاحتطاب وجلب المياه والحصاد، مضيفة أن المظلة تلبس فوق الرأس للحماية من الشمس وللزينة وهي متعددة الأنواع منها «المغبى» وهو المطرز بالخزف البحري والجلد والقماش الأبيض الذي يتراوح سعره من 500 ريال إلى 1200 ريال، وأصبحت المظلة في وقتنا الحالي تستخدم للعروض في المتاحف والمناسبات والفعاليات على مستوى المحافظات الجبلية وتزيين البيوت كتحف تراثية.

المثلة

موروث شعبي للمرأة بالقطاع الجبلي

تصنع من سعف النخيل أو ما يسمى «بالطفي»

تستغرق صناعتها من يومين إلى 3 أيام

يتراوح سعرها بين 300 إلى 1500 ريال