تعد الطوافة أحد المهن التي تتميز بها المملكة العربية السعودية، ويمتهنها أبناء مكة المكرمة جيلاً بعد جيل حيث تقوم على خدمة حجاج بيت الله الحرام وتقديم ما يوفر لهم الراحة ويساعدهم على إتمام المناسك بكل يسر وسهولة.

تضم مهنة الطوافة مجموعة من الوظائف والعمليات التي يقوم بها المطوف، حيث يعد المطوف دليلاً للحاج في جميع مناسك الحج. وتنظيمًا لهذه المهنة تم تأسيس مؤسسات الطوافة وهي المؤسسات التي تقدم خدمات لحجاج بيت الله الحرام القادمين من الخارج بموجب الأمر السامي الكريم رقم 4/ص/13162 وتاريخ 13/06/1399 والخاص بالموافقة على إقامة مؤسسات تجريبية لرفع مستوى مهنة الطوافة وخدمات الحجاج وتقدم هذه المؤسسات مجموعة من الخدمات منها خدمات النقل، الإسكان، إعاشة، وخدمات الإرشاد والتوجيه.

إن تقديم ضيافة راقية وبأعلى المعايير للحجاج والمعتمرين والزوار هو الهدف الذي لن تحيد عنه بلاد الحرمين الشريفين، ويعمل لأجله الجميع في مختلف الجهات الحكومية والأهلية بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان.

(وضيف الرحمن أولًا) شعار تؤكده رؤية المملكة 2030 التي تستشرف عبرها المستقبل الأمثل في جميع المجالات ومنها خدمة أكرم الوفود الى الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة فوضعت لذلك البرامج والمبادرات المبدعة التي تعزز الواقع الأفضل وتبتكر القيم والخدمات الإضافية وتم اعتماد (برنامج خدمة ضيوف الرحمن) أحد برامج الرؤية والذي يهدف الى رفع مستوى وجودة الخدمات المقدمة لضيف الرحمن عبر إرساء ثقافة العمل على مدار العام بدلًا من العمل الموسمي وتقديم صناعة ضيافة عصرية بمعايير عالمية.

وها نحن نشهد بحمد الله تعالى خطوة أخرى بل قفزة كبيرة وواثقة ومباركة على طريق تمضي فيه المملكة بثبات وتقدم للعالم أجمع نموذجًا متفردًا في خدمة ملايين المسلمين في إطار مكاني وزماني يصعب على غيرها إدارته بهذه الكفاءة والاقتدار.. تلك الخطوة المتمثلة بإقرار (نظام مقدمي خدمة حجاج الخارج) والذي صدر بالمرسوم الملكي (م/111) وتاريخ 17/09/1440 والتي ترقبناها كثيرًا، ولم تكن لتحدث إلا في عهد ملك العزم والحزم، وضمن رؤية منفتحة على المستقبل يقف خلفها أمير الشباب محمد بن سلمان لتدخل خدمة ضيوف الرحمن مرحلة جديدة عناوينها الرئيسة: الكفاءة المؤسسية والقدرة التنظيمية والإدارة الفاعلة.

من شأن هذه النظام أن ينتج كيانات قوية إداريًا وماليًا، بحيث تعمل بأسلوب تجاري لتمضي في أداء أدوارها الفاعلة في خدمة ضيوف الرحمن وفق أطر جديدة تدعم التنافس وتحفز الجميع لتقديم أفضل ما يستحقه حجاج بيت الله الحرام، ولتتحول الخدمات التي يقدمونها الى صناعة متكاملة بمعايير عالمية، مع تمكين الشركات المقدمة للخدمات من اقتناص الفرص الاستثمارية الكبيرة التي يوفرها قطاع الحج في ظل الرعاية الكاملة والعناية والاهتمام والمتابعة التي تجدها مؤسسات الطوافة من الحكومة الرشيدة.

يقوم نظام مقدمي خدمة حجاج الخارج على مجموعة من المواد التنظيمية تنص على لزوم تحول كل مؤسسة من مؤسسات الطوافة والمكاتب الموحدة للأدلاء والوكلاء والزمازمة لشركة مساهمة مقفلة، حيث تكون ملكية هذه الشركات لأبناء المهنة من المطوفين حيث لا يجوز بيع أسهمهم إلا بعد خمس سنوات من وضع النظام.

ويفيد النظام على أن تحول مؤسسات الطوافة الى شركات مساهمة يتم من خلال عمليات التطوير الإستراتيجية حيت تتطلب عملية التحول الى إعادة الهيكلة التنظيمية للمؤسسات عن طريق إنشاء مكاتب للتحول المؤسسي، تطوير نظام الحوكمة، تأسيس إدارة خاصة بالشؤون المالية، تأسيس مكتب كفاءة الإنفاق بالإضافة الى إدارة المراجعة الداخلية.

وتعد مؤسسات الطوافة الواجهة التنظيمية الأولى لشؤون الحجاج على اختلاف أصولهم وثقافتهم والتي تسعى لتقديم خدمات متكاملة تهدف للارتقاء بالمسؤوليات الدينية والوطنية والتي تعطي انعكاسًا لصورة المملكة وقدرتها على تبني مسؤولية الأماكن المقدسة، حيث يهدف النظام بشكل رئيس إلى رفع مستوى وجودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن.

وهذه دعوة لوزارة الحج والعمرة ممثلة في مؤسسات الطوافة والتي تقع تحت إشرافها لتفتح صفحة جديدة وتبرم عقدًا مع الغد وفق مستهدفات رؤية المملكة للمستقبل.