لا شك أن الشخصية التي تتعرض للتعنيف تكون عرضة لمجموعة من الآثار النفسية التي تظهر انعكاساتها السلبية خلال المستقبل، وتلقي بظلالها سواء على الفرد أو المجتمع، ومن هنا جاءت الخطوات العملية، التي اتخذتها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، للتصدي لما يشكله العنف من آثار نفسية تصل إلى مرحلة الإيذاء بحق الشخص.

قالت الباحثة الاجتماعية المختصة بالقضايا الأسرية هيفاء العبلاني: ظاهرة الإيذاء ليست وليدة اليوم، وأثبتت الدراسات العلمية أن ممارسي الإيذاء هم أنفسهم كانوا عرضة له سابقا، وأن التعامل مع العنف ومكافحته يمثل اتساقا مع الشريعة الإسلامية التي تنبذ العنف والإيذاء.

وأردفت الباحثة: يتماشى ذلك أيضا في الوقت الراهن مع التوجهات العالمية المنادية برعاية حقوق الإنسان.

سلوك خاطئ

أوضحت «العبلاني» أن الإيذاء يُعرف بأنه سلوك خاطئ يتسبب في إحداث ضرر نفسي أو جسدي أو مادي لفرد أو جماعة، وهو ناتج عن أعمال متعددة. كما أنه يعد أحد المشكلات الاجتماعية التي تهدد حياة الأسر ومستقبلها في المجتمعات. ولفتت إلى أن أنواع الإيذاء تكون غالبا موجهة للفئات الضعيفة: الأطفال والنساء وكبار السن.

أشكال الإيذاء

ذكرت الباحثة الأسرية: تتنوع أشكال الإيذاء بناء على الصورة والشكل الموجه لأحد أفراد الأسرة، وتشمل: الجسدي - الجنسي - النفسي - إهمال الأطفال - الاستغلال المادي، وعلى رأسها «الطفولة المربحة»، حيث يتم انتهاك براءتهم واحتياجهم لممارسة الحياة الطبيعية الملائمة لسنهم. وأردفت: الإيذاء النفسي أو العاطفي هو ممارسة متعمدة لأي سلوك عقلي مرضي، وينتج عنه ألم شديد عن طريق ممارسة التهديد أو الإهانة أو أي سلوك مؤذٍ آخر.

شخصية المعنّف

لفتت «العبلاني» إلى أن هناك مجموعة من العوامل التي تؤثر على شخصية المعنّف، حيث تجده في حالة انعزال تام عن محيطه، ويميل إلى العدوانية في سلوكه، بالإضافة إلى زعزعة ثقته في نفسه، حيث يصبح شخصا مضطربا عديم الثقة بقدراته.

حلول عملية

قالت: للحد من هذا الإيذاء لا بد من إشعار المعنّف بالاهتمام، والاطمئنان على مستواه الأكاديمي، وإشراكه في مختلف المناسبات، وتعزيز ثقته في نفسه، وإشعاره باهتمام الوالدين ونحوه، بالإضافة إلى دعوة الأسرة جميع أفرادها إلى التراحم فيما بينهم، وحثهم على تقوية ترابطهم وفق ما شجع عليه الإسلام.