منذ عام 1984 ورائعة عبد اللطيف البناي تصدح في كل أرجاء الخليج، ونستمتع بها أثناء انعقاد القمة الخليجية، وكأس الخليج، ونرددها جميعنا في كل مكان والتي يقول فيها:

مصيرنا واحد وشعبنا واحد.. يعيش يعيش .. فليعيش.. الله وأكبر يا خليج ضمنا.. الله وأكبر يا خليج ضمنا

أنا الخليجي أنا الخليجي.. وأفتخر إني خليجي وأفتخر إني خليجي أنا الخليجي أنا الخليجي.. والخليج كله طريقي والخليج كله طريقي، خليجنا واحد، وشعبنا واحد، يعيش يعيش، الله أكبر ياخليجنا الله أكبر

كلمات جميلة تحمل كثيرًا من المعاني السامية، والمشاعر الإنسانية، والرقي في التعامل، فما يربط للآليء الخليج ببعضها ليست حدود مشتركة فقط، ولا وقفات رجولية سطرها التاريخ بمداد من ذهب، فهناك كثير من الوشائج التي تجمعنا ببعض، ولعل التاريخ الشاهد الأول على وقفات الرجال مع أمثالهم من الرجال من قبل تأسيس المملكة، مملكتنا الغالية التي أعطت، وظلت طوال الدهر تعطي بكرم وأريحية يصحبها الحب والتقدير.

حين كنت صغيرة في مدينة رأس تنورة جاورنا عدد من الأسر الفاضلة والتي كانت تربطنا بهم علاقات رائعة أحببناهم وأحبونا، فقد كان منهم الكويتي والقطري والإماراتي والبحريني، ولم نعرف بجنسياتهم إلا فيما بعد، كنا نحسبهم سعوديين مثلنا.

وفي عام 1990 حين دارت رحى الحرب في الكويت كنت قد بدأت لتوي العمل كمعلمة في مدينة أم الساهك ولفت نظري وجود كثير من الطالبات الكويتيات الهواجر والعوازم، وما أدهشني حقًا عمق العلاقة بينهن وبين طالباتنا السعوديات، فمنهن بنت العم، وبنت الخالة، والكنة، علاقات لم تمنعها الحدود ولا بعد المسافة.

خليجنا واحد، حقيقة سطرها التاريخ وعاشها الناس وكونوا حيوات كثيرة على هذا الأساس فحين نسافر إلى الكويت أو دبي أو المنامة أو الدوحة لا نشعر بأننا سياح، ولا بغصة الغربة، فالمكان بلدي والناس أهلي وأصحابي.