تبدو الصحراء المخضرة ظاهرة خيالية للبصر، الرمل والأخضر، وغصن بني كبير مغروس في صحراء رملية..

إن التشجير بِمعناه المتعارف عليه هو إنشاء غابة من الأشجار في منطقة لم تكن غابة قبل ذلك، ولكن هل التحويل البيئي للظواهر الطبيعية سهل إلى هذا الحد؟ في الحقيقة التطور الزراعي والكيميائي بات كاليد العاملة لمزارع مخضرم عاش بين الخضرة أعوامًا كثيرة، لذلك الخبرة أصبحت موجودة مع وجود هذه الإمكانيات، ولكن البدء في تغيير الفضاء الصحراوي إلى ورد أخضر يحتاج إلى أهداف تخدم البيئة ذاتها، مع مراعاة ما سيعيش منه لعقود طويلة.

من الأشجار التي تعمر في البيئة الصحراوية المعتدلة هي شجرة البُطم، تتكاثر بالبذور، مناسبة في المناطق الباردة والمتوسطة غير الحارة، ولكنها للأسف مهددة بالانقراض.

أما عن البيئة القاسية فتعيش فيها شجرة العوسج، تتأقلم وتنمو في مختلف أنواع التربة، وهي مناسبة لمعظم مناطق المملكة.

والكثير من الأنواع الضائعة في الصحراء، منها شجر الغضى واللوز وشجرة المظ والصبار وأشجار الثعب والتنعيم.

قامت وزارة البيئة والمياه والزراعة بتقديم خدمة «تشجير» ضمن برنامج «الرياض الخضراء» في بداية عام 2020، وهو نظام يتيح طلب أشجار لدعم الجهود البيئية في الغطاء النباتي والمشاركة في حملات التشجير، كما يتيح اِمكانية تقديم الدعم المالي لِصندوق الغطاء النباتي.

إذن الخطة التشجيرية يجب أن تهتم أيضًا إلى جانب الحفاظ على الأشجار التي تعيش في المملكة العربية السعودية والتي تُهدد بالانقراض، لأنها من تراث الماضي، وهي من الشخصية المستقبلية للسعودية الجديدة.

مُراعاة الطبيعة أمر يخدم المناخ الجوي أيضًا إما بفائدة أو بمضرة، فيجب التنبيه على أن بعض الأشجار قد تؤثر على الاحتباس الكربوني في الغلاف الجوي وقد تؤثر سلبًا على النظام البيئي للتربة المزروعة.

موجز القول، هو أن الصحراء لا يمكن أن تطمس وتتحول إلى غابات وحدائق، ولكن يمكن أن تُلون بالأخضر الذي يفيد البيئة وينفع البصر، ويخدم التطور العمراني، سواء بين المدن السكانية أو في الصحراء الخالية.