قال أحمد بن خالد: كنا يوما بدار صالح بن علي ببغداد، ومعنا جماعة من أصحابنا، فسقط على سطح البيت ديك طار من بيت دعبل، فلما رأيناه قلنا: هذا صيدنا، فأخذناه.

فقال صالح: ما نصنع به؟

قلنا: نذبحه، فذبحناه وشويناه.

وخرج دعبل فسأل عن الديك فعرف أنه سقط في دار صالح، فطلبه منا فجحدناه، وشربنا يومنا، فلما كان من الغد خرج دعبل، فصلى الغداة، ثم جلس في المسجد، وكان ذلك المسجد مجمع الناس، يجتمع فيه جماعة من العلماء، وينتابهم الناس. وقال:

أسر المؤذن صالح وضيوفه

أسر الكمى هفا خلال المأقط

بعثوا إليه بنيهم وبناتهم

من بين ناتفة وآخر سامط

يتنازعون كأنهم قد أوثقوا

خاقان أو هزموا قبائل ناعط

نهشوه فانتزعت له أسنانهم

وتهشمت أقفاؤهم بالحائط

فكتبها الناس عنه ومضوا، فقال لي أبي - وقد رجع إلى البيت - ويحكم! ضاقت عليكم المأكل فلم تجدوا شيئا تأكلونه سوى ديك دعبل، ثم أنشد الشعر وقال: لا تدع ديكا ولا دجاجة تقدر عليه إلا اشتريته، وبعثت به إليه وإلا وقعنا في لسانه، ففعلت ذلك!