جمعت المملكة خلال ترؤسها قمة مجلس التعاون الخليجي في دورتها العادية الـ41، والتي عقدت في العلا الثلاثاء الماضي على الوفاء للماضي، عبر إطلاق اسمي السلطان قابوس بن سعيد والشيخ صباح الأحمد رحمهما الله على الدورة، وعلى التطلع إلى المستقبل حيث وصف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بيان العلا الذي وقعه قادة مجلس دول التعاون الخليجي بأنه «لتأكيد التضامن والاستقرار»، كما جاء البيان نفسه مؤكدا على تعزيز أواصر الود والتآخي بين دول المجلس وشعوبها، بما يخدم آمالها وتطلعاتها.

كما شهدت القمة طي صفحة الخلافات بين الدول الأربع (السعودية والبحرين والإمارات ومصر) مع قطر، وعودة العلاقات الكاملة بين هذه الدول والدوحة.

توحيد الجهود

لخص ولي العهد حرص المملكة خاصة، ودول مجلس التعاون الخليجي عامة على توحيد الجهود، حيث قال في كلمته في افتتاح القمة «نحن أحوج ما نكون لتوحيد جهودنا للنهوض بمنطقتنا ومواجهة التحديات التي تحيط بنا، خصوصاً التهديدات التي يمثلها البرنامج النووي للنظام الإيراني وبرنامجه للصواريخ البالستية ومشاريعه التخريبية الهدامة».

وجاء اللقاء الذي عقده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في قاعة مرايا بالعلا مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، واستعراضهما العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وسبل تعزيز العمل الخليجي المشترك ليضع حجر أساس لعلاقات مستقبلية طبيعية تعزز وحدة الصف، وتعزز قوة المجلس بتعاضد جميع دوله وتفاهمها.

رأب الصدع

وجدت قمة العلا وما شهدته من رأب للصدع أصداء وترحيبا عالميين بمخرجاتها، وبتحقيق المصالحة، ووصف بيانها بأنه «يشكل إنجازاً كبيراً في رأب الصدع وعودة العلاقات الأخوية إلى مجراها الطبيعي، بما يعزز التضامن والاستقرار في منطقة الخليج العربي، ويخدم طموحات شعوبها بالنمو والازدهار، ويسهم في تعزيز التضامن العربي الشامل وجهود مواجهة التحديات المشتركة.

وكان وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان قد شدد على عودة العلاقات الكاملة بين الدول الأربع وقطر، وقال «تم بحكمة قيادات المجلس وأيضا الأشقاء في مصر طي كامل لنقاط الخلاف وعودة كاملة للعلاقات الدبلوماسية»، مشددا على أن قمة العلا‬ كان عنوانها «المصارحة والمصالحة»، معتبراً أن الإرادة السياسية القوية لقادة دول مجلس التعاون الخليجي لإنهاء هذا الخلاف هي الضمانة الكبرى لتنفيذ اتفاق العلا، الذي وصفه بأنه «خطوة مهمة جدا للاستقرار لدول الخليج العربي ومصر والمنطقة بشكل عام، ومن شأنه تقوية مواقف الدول الخليجية في مواجهة التحديات».

‏ورأى وزير الخارجية أن القمة أرسلت رسالة إلى العالم أجمع، مفادها أنه «مهما بلغت الخلافات في البيت الواحد، فإن حكمة قادة مجلس التعاون قادرة على تجاوز كل ذلك، والعبور بالمنطقة ودولها وشعوبها إلى بر الأمان».

بيان شامل

جاء البيان الختامي لقمة العلا ليؤكد على نهاية الخلاف الخليجي ووحدة الصف وتلاحمه، وعلى التضامن التام بين دول المجلس في عدم المساس بسيادة أي منها أو تهديد أمنها، أو استهداف اللحمة الوطنية لشعوبها ونسيجها الاجتماعي بأي شكل من الأشكال، ووقوفها التام في مواجهة ما يخل بالأمن الوطني والإقليمي لأي منها، وكذلك التزام كل منها بإنهاء كل الموضوعات ذات الصلة، انطلاقاً من حرصها على ديمومة ما تضمنه بيان العلا، وأن يتم من خلال المباحثات الثنائية تعزيز التعاون والتنسيق فيما بينها خاصة في مجالات مكافحة الإرهاب، والجرائم المنظمة بجميع صورها.

وشدد البيان على وقوف دول مجلس التعاون صفا واحدا في مواجهة أي تهديد تتعرض له أي منها، وثمّن دور الشيخ صباح الأحمد أمير الكويت الراحل في إعادة التلاحم الخليجي، وكذلك الإشادة بدور الولايات المتحدة الأمريكية لرأب الصدع.

التأكيد على روابط وعلاقات دول المجلس

توطيد العلاقات الخليجية وتغليب مصالحها العليا

تعزيز أواصر الود والتآخي بين شعوبها

ترسيخ مبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل

تحقيق أعلى أوجه التعاون في مختلف المجالات

التضامن في عدم المساس بسيادة دول الخليج

الوقوف ضد ما يخل بالأمن الوطني والإقليمي لدول الملجس

التكاتف في وجه أي تدخلات في الشؤون الداخلية لأي منها

تعزيز التعاون لمكافحة الكيانات والتيارات والتنظيمات الإرهابية