إذا كان عام 2020 سيمثل العام الأسوأ في ذاكرة مئات الملايين من البشر، فهو بالنسبة لكرة القدم، العام الأكثر قسوة، ليس فقط بسبب الفراغ الغريب الذي عاشته طوال شهرين، حيث لم تكن هناك مباريات تُلعب في أي مكان، باستثناء بيلاروسيا، ولا بسبب مشاهد المدرجات الخالية في معظم المباريات المتبقية بعد استئناف النشاط، ولكن بسبب تلك الأسماء الكبيرة التي فقدتها اللعبة الجميلة، وربما يمكننا القول بأنه لم يسبق لعام آخر أن خطف كثيرا من شخصياتها المؤثرة كما فعل العام 2020.

عام مأساوي

اهتز عالم كرة القدم برحيل أسماء كبيرة تركت إرثا ملموسا، وكانت وراء بعض أكثر اللحظات التي لا تُنسى في تاريخ المونديال، وأدت وفاتهم خلال هذا العام المأساوي إلى خلق شعور بالفراغ لدى المشجعين حول العالم، بداية ببطل مونديال 1986 الأرجنتيني دييجو مارادونا أحد أفضل اللاعبين الذين وطئت أقدامهم الملاعب على الإطلاق، والذي توفي بنوبة قلبية في 25 نوفمبر عن عمر 60 عاما، وبعد بضعة أيام فقط، وتحديدا في 9 ديسمبر، استيقظ عالم كرة القدم مجددا على نبأ رحيل نجم كبير آخر، هو الإيطالي باولو روسي، الذي كان له تأثير مماثل على أحداث مونديال 1982، عندما قاد منتخب «الآزوري» للقب وأنهى البطولة كأفضل هداف ولاعب، وتوفي «بابليتو» عن 64 عاما.

حزن سعودي

خلال العام المنقضي ودع السعوديون 3 من أبرز نجومهم الكرويين في حقبات مختلفة، ففي السابع من يناير تلقت الأوساط الرياضية بحزن بالغ نبأ وفاة نجم وسط الهلال والاتحاد الدولي السابق خميس العويران، بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 46 عاما، وفي 7 فبراير غيّب الموت مهاجم النصر وأحد أساطير الكرة السعودية محمد سعد العبدلي عن عمر يناهز 74 عاما، وهو صاحب أول هدف سعودي في دورات الخليج، ويعد ثاني أفضل مهاجم في تاريخ ناديه بعد ماجد عبدالله. وفي ديسمبر أصيب الوسط الكروي السعودي بالحزن برحيل أمين دابو النجم الدولي السابق وأحد فرسان الزمن الجميل عن عمر يناهز 69 عاما، ويحمل دابو تاريخا من الإنجازات مع ناديه الأهلي، حيث حقق بقميصه 8 ألقاب محلية وخارجية.

ضحايا كورونا

تسبب فيروس كورونا الجديد خلال العام الماضي في خسارة الكرة العراقية أربعة من نجومها السابقين، وسجل يوم 12 يونيو أول حالة بوفاة المدافع علي هادي جراء الإصابة بالفيروس، قبل أن يتم الإعلان بعدها بأيام قليلة عن رحيل أحد أبرز لاعبي العصر الذهبي للكرة العراقية، المهاجم أحمد راضي، مسجل هدفها الوحيد في مونديال 1986 ضد بلجيكا. وفي سبتمبر عاد كورونا ليفجع العراقيين مجددا مع تلقي نبأ وفاة نجم دفاع أسود الرافدين ناظم شاكر وأحد رموزه في مونديال 1986، متأثرا بمضاعفات من جراء إصابته بالفيروس، وسجل الثاني من ديسمبر حالة الوفاة الرابعة وكانت لمدافع دولي سابق آخر هو كريم سلمان، الذي توفي عن 55 عاما متأثرا بإصابته بفيروس كورونا.

وداع رئاسي

ودعت الكرة التونسية في أغسطس أحد أبرز اللاعبين الذين أنجبتهم على مر تاريخها وهو حمادي العقربي، نجم فريق الصفاقسي ومنتخب «نسور قرطاج» الأسبق، والذي وافته المنية عن 69 عاما، بعد معاناة وصراع طويل مع المرض جعله يلازم إحدى المصحات الخاصة بصفاقس قبل وفاته بأربعة أيام، وكان النجم الراحل ضمن الجيل الذهبي لمنتخب تونس في مونديال الأرجنتين 1978 واحترف بعدها مع النصر السعودي. وحظي النجم الراحل بوداع رئاسي، حيث حرص الرئيس التونسي على تقديم واجب العزاء في منزله. وكانت الكرة المغربية قبلها ودعت في يوليو نجمها السابق حامد دحان أحد الأسماء التي مثلت المغرب لأول مرة في مونديال 1970 وتوفي عن عمر يناهز 76 سنة.

الأب الروحي

فقدت الرياضة البحرينية والخليجية والقارية أحد رموزها البارزة برحيل الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة في 12 مارس عن عمر يناهز 83 عاما. ويعد الفقيد الأب الروحي لدورات بطولة كأس الخليج حيث عاصر جميع النسخ منذ انطلاقتها الأولى في البحرين عام 1970 وحتى آخر نسخها عام 2019. وتقلد الشيخ عيسى مناصب قيادية في المؤسسة العامة للشباب والرياضة واللجنة الأولمبية البحرينية بجانب مناصب إقليمية وقارية، وكان يتكئ على تاريخ ناصع وخبرات عالية في مجالات الرياضة المختلفة. وفي الكويت ودع الرياضيون في يناير نجم ومدرب منتخبهم الأسبق، محمد المسعود، هداف دورة الخليج الأولى 1970، والمتوج مع «الأزرق» بلقبها مرتين عامي 1970 و1972.

رحيل إنجليزي

شهد العام وفاة اثنين من أبطال المنتخب الإنجليزي في كأس العالم، المدافع جاك تشارلتون ولاعب الوسط نوبي ستيلز، اللذين أسهما في نيل منتخب (الأسود الثلاثة) للقب صيف العام 1966. ويعد شارلتون أحد أكثر الشخصيات شعبية في كرة القدم الإنجليزية، وقد توفي في يوليو عن 85 عاما وشخصت حالته بأنه مصاب بسرطان الغدد الليمفاوية وكذلك الخرف، واشتهر كمدرب حينما قاد منتخب أيرلندا لتأهل تاريخي إلى يورو 1988. في المقابل، توفي ستيلز في أكتوبر عن عمر يناهز 78 عاما بعد صراع طويل مع المرض، وعانى اللاعب الذي اشتهر برقصه على أرض ويمبلي بعد التتويج بكأس العالم من مشاكل صحية، حيث كان يعاني من سرطان البروستاتا والخرف المتقدم.

مرارة ألمانية

توفي المدافع نورمان هنتر عن عمر يناهز 76 عاما بعد إصابته بـ Covid-19، وهو أحد أعضاء الفريق الإنجليزي الفائز بمونديال 1966 أيضا، وبينما ينظر الإنجليز إلى ذلك العام على أنه الذروة في تاريخهم الكروي العريض، فقد شكل دائما شيئا من المرارة بالنسبة لطرف النهائي الآخر منتخب ألمانيا الغربية وحارسها هانز تيلكوفسكي، الذي كان في وضع أفضل من أي شخص آخر في الملعب لرؤية تسديدة الإنجليزي جيف هيرست الشهيرة وهي ترتطم بالقائم السفلي، والتي أصبحت الهدف الأكثر إثارة للجدل في تاريخ البطولة، وتوفي حارس (المانشافت) في 5 يناير عن عمر 84 عاما، وفي اليوم التالي من وفاته، نعى هيرست الحارس الألماني، الذي أصبح صديقا له على مر السنين.

ثنائي هولندي

فقدت كرة القدم الهولندية في 24 يناير أحد أعظم اللاعبين موهبة في تاريخها، روب رينسنبرينك عن عمر يناهز 72 عاما، بعد 8 سنوات من تشخيص إصابته بمرض في العضلات، وبعد أربع سنوات من الخسارة أمام ألمانيا الغربية في نهائي 1974، كان رينسنبرينك على بعد بضعة سنتيمترات من التعويض قبل أن ترتد كرته من قائم مرمى الحارس الأرجنتيني في الثواني الأخيرة لنهائي 1978، لتمتد المباراة لأوقات إضافية وتخسر هولندا 1/3. وقال النجم الراحل ذات مرة «سأفكر في الأمر حتى يوم وفاتي» وجاء ذلك اليوم أخيرا، وفي 12 يوليو، ودعت هولندا أيضا رويم سوربيير مدافعها في ذات النهائيين الشهيرين، والفائز مع أياكس بثلاثية دوري أبطال أوروبا بعد أن توفي بسبب نزيف في المخ.

مرض وراثي

توفي النجم السنغالي بابا بوبا ديوب، الذي تسبب في واحدة من أكبر مفاجآت كأس العالم في عام 2002 بهدفه في مرمى فرنسا، وكان أحد نجوم الجيل الذهبي لأسود التيرانجا يبلغ من العمر 42 عاما فقط عندما توفي في نوفمبر الماضي بسبب مرض وراثي يصيب الأعصاب والعظام وأنسجة الجسم. وبحسب صحيفة (ليكيب) الفرنسية، وفي الشهر نفسه ودعت إنجلترا راي كليمنس، حارس مرماها السابق والفائز بخمسة ألقاب دوري وثلاثة كؤوس أوروبية مع ليفربول، عن عمر يناهز 72 عاما بعد إصابته بسرطان البروستاتا، ونجح في لعب 61 مباراة دولية مع إنجلترا خلال حقبة كان يتنافس فيها على مكانه أمام جوردون بانكس وبيتر شيلتون، أفضل حراس مرمى إنجلترا في كل العصور.

عمالقة تدريب

مدربون عمالقة وافتهم المنية في عام 2020، بعد أن تركوا أثرهم على اللعبة الجميلة، وكانوا من بين المؤثرين في مجتمع كرة القدم، وشهد مارس وفاة ميشيل هيدالجو، الرجل الذي قاد فرنسا للتتويج بيورو 1984 كأول لقب كبير في تاريخها، عن عمر 87 عاما في منزله بمرسيليا بعد معاناته لأعوام من المرض، وبعد شهر عادت فرنسا لتودع روبير هيربان الذي اشتهر بلقب «أبو الهول» ‏لندرة كلامه وجموده على دكة البدلاء، وأشرف هيربان ‏على النصر السعودي موسم 1985/1986 وقاده لتحقيق كأس الملك، فيما فقدت كرة القدم خلال شهر واحد (ديسمبر) الأرجنتيني أليخاندرو سابيلا الذي قاد منتخب بلاده لنهائي مونديال 2014، والفرنسي جيرارد هولييه، الذي قاد ليفربول إلى خمسة ألقاب كبرى.

أبرز الراحلين عربيا

الشيخ عيسى بن راشد

خميس العويران

محمد سعد العبدلي

أمين دابو

أحمد راضي

علي هادي

ناظم شاكر

كريم سلمان

حامد دحان

محمد المسعود

عالميا

دييجو مارادونا

باولو روسي

جاك تشارلتون

نوبي ستيلز

نورمان هنتر

هانز تيلكوفسكي

روب رينسنبرينك

رويم سوربيير

بابا بوبا ديوب

راي كليمنس

ميشيل هيدالجو

روبير هيربان

أليخاندرو سابيلا

جيرارد هولييه