عكست نتائج قمة العلا، التي عقدت الأسبوع الماضي، حكمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في ضرورة المحافظة على استقرار دول المجلس ونبذ الخلافات وحلها في إطار البيت الخليجي، وعكس البيان الختامي الذي وقعه الجميع دون أي تحفظ مدى الاستجابة والحرص على التضامن الخليجي الذي عكسته الدعوة لعقد القمة، وتحويلها إلى مناسبة خاصة لرأب الصدع، وفتح باب المصالحة الذي رافقته وتلته خطوات عملية في إطار عودة العلاقات بين الدول الأربعة وقطر إلى شكلها الطبيعي، منها فتح المعابر الجوية والبرية والبحرية، وبدء تحرك المواطنين من الطرفين بين الحدود بكثير من الارتياح كما كان يحدث سابقا، إضافة لخطوات أخرى يتم الإعداد لها والعمل عليها تدريجيا لتؤكد عودة الأمور إلى نصابها الصحيح.

وعكست استجابة وتوافق جميع دول مجلس التعاون الخليجي مع دعوة خادم الحرمين الشريفين للتضامن ولم الشمل، استشعارهم جميعا لحرصه الشديد في الحفاظ على تماسك المنظومة الخليجية التي تم عقد قمتها الـ41 في محافظة العُلا، رغما عن تعقيدات أزمة 2017 وتشابكاتها إلا أن أمن ووحدة دول مجلس التعاون الخليجي يكبر أمام أية خلافات، وهو المنطلق الذي على أساسه انطلقت الاتصالات والمشاورات المتعلقة بحلها على مدار جولات عديدة، بدأت منذ أواخر العام 2019 وتوّجت بإتمام المصالحة في قمة العُلا الخليجية.

الجهود الكبيرة

تضمنت القمة النهوض بالتعاون فيما بينها لمواجهة مشاريع التخريب في المنطقة وفي مقدمتها المشروع النووي الإيراني.

في حين حمل إعلان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن توجيه خادم الحرمين الشريفين بإطلاق اسم الراحلين السلطان قابوس والشيخ صباح الأحمد على قمة العُلا تقدير المملكة للجهود الكبيرة والأدوار البارزة للراحلين في تعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك.

وتمت الإشادة بجهود رأب الصدع التي بذلتها دولة الكويت.

التضامن الخليجي

نجحت قيادة المملكة وبذلت الجهود لعقد هذه القمة، وما يؤكد ذلك هو توقيع الدول الخليجية على بيان العُلا دون تسجيل أي ملحوظات أو تحفظات، وقد تم ذلك في إطار تعزيز التضامن الخليجي ولم الشمل وتوحيد الصف والنهوض بالتعاون إلى مجالات أرحب.

وتؤكد السعودية نهجها الذي بدأته منذ اليوم الأول لتجدد الأزمة الطارئة مع قطر في العام 2017 وقبلها في العام 2013، والمتمثل بإيمانها بأهمية الحل السياسي بوصفه السبيل لتجاوز كل المشكلات وتلافي كل التحديات والتغلب على كافة المشاغل الأمنية التي تهدد دول المجلس.

أبرز مخرجات قمة العلا:

- الاتفاق على استئناف العلاقات الدبلوماسية مع قطر

- فتح جميع المنافذ البرية والبحرية والجوية