فيما يشهد العالم ارتفاعا في أعداد السكان وكذلك استهلاكا كبيرا على الموارد الطبيعية والصناعية، سواء أكانت من طاقة أو ماء أو غذاء أو الهواء النظيف والمسطحات الخضراء، أكد خبراء ومختصون لـ«الوطن» أن السعودية ماضية في دعم رؤيتها 2030 لجعل مشروع «نيوم» أكثر المشاريع تقدما وتطورا في العالم، حيث إن فكرة المدن الذكية جاءت كحل مبتكر ومميز وهام للعديد من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والثقافية.

هجرة البشر

قال كبير مستشاري حاضنة تطوير الأعمال الدكتور عبدالناصر الصياح لـ«الوطن»، إن المدن الذكية نمط جديد من المدن الحديثة، حيث يعيش الآن أكثر من 50 % من سكان العالم في المدن التقليدية الحالية المعروفة، وبحلول 2050 سيعيش في المدن التقليدية أكثر من 70 % من السكان، وذلك نتيجة هجرة البشر من الريف إلى المدينة، موضحا أن المدن ستعاني مستقبلا من اكتظاظ شديد في السكان، بالإضافة إلى عوامل انتشار الأمراض العضوية والنفسية والاجتماعية، وذلك نتيجة تزايد الانبعاثات الكربونية وتزايد حجم وكمية المواصلات ووسائل النقل والمصانع والمخلفات الصناعية، وهذا سيزيد انتشار الأمراض الخطيرة مثل السرطان وأمراض القلب وغيرها.

حل مبتكر

أوضح الصياح أن فكرة المدن الذكية جاءت كحل مبتكر ومميز وهام للعديد من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والثقافية، نتيجة اعتمادها على تقنيات الذكاء الاصطناعي كما تعتمد فكرتها أساسا على تسيير جميع العمليات على تقنية المعلومات وتحديدا الذكاء الاصطناعي، سواء في إدارة البنية التحتية أو الفوقية، بالإضافة إلى تسهيل تقديم كافة الخدمات. ولفت إلى أن المدن الذكية تعالج مشكلات عديدة منها عمليات إدارة المخلفات البيئية وعمليات استهلاك الطاقة وتحسين جودة الإسكان والرعاية الصحية وسلاسة حركة المواصلات بكافة أشكالها البرية والبحرية، بالإضافة إلى أن المدن الذكية تقدم الخدمات الأمنية للمجتمع بشكل فعال لا سيما أن هناك تفاعلا كبيرا من الجمهور عبر المنصات التقنية، كما أن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على التحكم بالكهرباء والطاقة من خلال تدفق المعلومات وتحليلها بشكل سريع ومثالي وتوجيهها إلى أصحاب القرار. كما تساعد المدن الذكية على الاستخدام الأمثل للطاقة، ومن الأمثلة الحية سنغافورة التي لديها إمكانية تحكم كامل في حركة المرور وحوادث الطرق.

مشروع The Line

أكد مستشار حاضنة تطوير الأعمال أن المشروع الإستراتيجي للمملكة The Line الذي أطلقه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في نيوم، هو المشروع الأول من نوعه في العالم يستخدم الذكاء الاصطناعي بشكل متكامل لتسيير الحياة اليومية، سواء في التواصل أو الاتصال أو النقل أو من أجل تحسين جودة الحياة الذي هو هدف من أهداف رؤية 2030.

ثورة صناعية

أكد مستشار سوق الحوسبة السحابية والتقنيات الناشئة الدكتور عبدالعزيز بن محمد الباتلي لـ«الوطن»، أن الابتكار هو أساس وركيزة للتقدم التقني، والمحافظة على بيئة مؤنسنة تخدم الإنسان وتضمن استدامة التقدم التقني، والسعودية أثبتت أنها قوة ابتكارية جاعلة الإنسان محورا هاما من خلال مشروع «ذا لاين»، لافتا إلى أنه عندما نتحدث عن الثورة الصناعية الرابعة فإننا نعني صناعة المستقبل من خلال التحول الرقمي، وتذليل الصعاب التي تواجه التقنيات الناشئة والمتقدمة مثل الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والحوسبة الكمية والتوأم التقني وغيرها.

وأضاف أن «ذا لاين» كونها مدينة ذكية فتعتبر حاضنة لهذه التقنيات والطاقة المتجددة وبيئة خصبة لتطبيق الحلول والخدمات الناشئة والمتقدمة، والذي بدوره يعزز مفهوم الرقمنة الإبداعية والتفاعلية، ويطمس ما يفصل بين التقنيات المادية والرقمية والحيوية.

مهن جديدة

قال المستشار التقني أحمد المقاطي لـ«الوطن» إن المهن الإنشائية الذكية سيكون لها نصيب كبير في المشاريع الحيوية بالمملكة، وخاصة في المدن الذكية، وبالتأكيد ستكون هناك استثمارات عالمية في قطاع الإنشاءات الذكية، وستستقطب الشباب السعودي الذي يتمتع بكفاءة تقنية عالية، كما أن التعلم على الأنظمة الذكية سيساهم في خلق وظائف عديدة وجديدة في السعودية، مبيننا أن العديد من المهن سيتطلب تطويرا في المهارات بسبب التحولات الرقمية.

ولفت إلى أن تعلم الآلة داخلها التعلم العميق، حيث يكون لدى الآلي قدرة على استخدام الحواس المعروفة والتعرف على الأشخاص والأشياء المحيطة من خلال الكاميرات والأصوات والحساسات، ومن خلال ذلك يقوم بردة فعل مثل تقنية التعرف على وجه البشر، وبذلك يتمكن الإنسان من برمجة الآلة وفق جميع الاستخدامات، موضحا أن هناك منازل ذكية تتعرف على نسبة الأكسجين وزيادة عملية التهوية والتعرف على الحرارة وتبريدها، بالإضافة إلى التعامل مع الحالات الطارئة عن طريق التعرف والتتبع البشري لحواس الإنسان، وفي حال حصول أي اختلال أو مرض للإنسان ترسل إشعارات طارئة للجهات المختصة إلكترونيا.

ربط المدن

يمكن ربط المدن الذكية بالمشاريع الحيوية في المملكة، حيث إن أهم هدف لمشروع «نيوم» تعزيز رؤية المملكة وتوطين التقنية، وهناك مجالات تقنية كثيرة لا تستطيع المملكة جلبها، لأنه ليس لها سوق أو لا تتناسب مع أنظمة بعض المدن، وبسبب تلك الصعوبات قام ولي العهد بطرح فكرة مدينة ذا لاين بقوانينها الخاصة، وبدون وجود عوائق، وهذا سوف ينقل التجارب إلى المدن الأخرى تدريجيا، وستكون هناك بيئة اقتصادية لهذه التقنيات، ويكون عملا مربحا للشركات.

خطط إستراتيجية

أفاد المقاطي أن كثيرا من مدن العالم عندها خطط إستراتيجية حيث قامت الحكومة الكندية بعد رؤيتها مشروع نيوم بالاتفاق مع شركة «جوجل» لإنشاء مدينة ذكية في كندا على غرار نيوم، ولكن نيوم تعتبر ذات موقع إستراتيجي وهام وتبعد 4 ساعات فقط من 60 % من سكان الأرض، وقريبة من أهم الدول، كما أن تميز المناخ في نيوم سوف يعزز من منافستها للمشاريع المشابهة لها، وتقع على أهم ممر مائي تجاري، وبيولوجيا هي منطقة ذات تنوع نباتي وغذائي ضخم.

لماذا يعد تصميم مدينة The Line فريدا

* منصة للابتكار والأعمال التجارية

* مجتمعات «ذا لاين» ستضم أكثر من مليون شخص من جميع أنحاء العالم

* الطاقة النظيفة هي المشغلة لجميع المرافق بنسبة 100 %

* ستُبنى الأعمال والمجتمعات بشكل متصل من خلال الذكاء الاصطناعي والروبوتات

* يهدف التصميم إلى جعل المشي نمط حياة أساسيا

* كل مقيم سيكون متصلا رقميا أينما كان على امتداد مجتمعات «ذا لاين»