على أعلى قمة جبل «ماغص» يربض «حصن ماغص» الأثري في مركز «الحقو»، التابع لمحافظة «بيش» في منطقة جازان، شاهدا على عصر مضى عرف فيه كثيرا من المعارك والغزاة، ومكابدا مخاطر العبث والتساقط والتآكل بسبب تقادم بنيانه وتأثيرات المناخ عليه، وعدم خضوعه للترميم.

ويطالب أهالي المحافظة بالعناية بالحصن بطريقة تحفظه من الانهيار، متكئين على أهميته التاريخية من جهة، وما يميز موقعه من جمال من جهة أخرى، خصوصا مع إنشاء مطل حول موقعه جعله وجهة تاريخية وسياحية خلابة مطلة على وديان ومزارع «الحقو» الخضراء.

جولة ميدانية

رصدت جولة ميدانية لـ«الوطن» عددا من المواقع الأثرية التي تؤكد تاريخ «الحقو» العتيق، حيث يقف «حصن ماغص» على أعلى قمة الجبل، وفي الجهة المقابلة له تقع قرية «الحقو» القديمة الأثرية وحصن «دريب» اللذين يعودان إلى ماض قديم وفترات زمنية مختلفة.

يتكون «حصن ماغص» من مبنى من دورين، يتكون كل دور من 4 غرف، وهو محاط بجدران منيعة كانت تستخدم في الدفاع عن القبائل من خطر الغزاة والمعارك التي كانت منتشرة في ذلك الوقت.

وقال الباحث معلم الجغرافيا حسين علي الحقوي لـ«الوطن»: «يمتاز حصن ماغص بتاريخ قديم، وقد تعاقب عليه عدد من الحضارات، وأرجح أنه بني قبل دولة الأدارسة وآل عايض»، موضحا أن بناءه حجري جميل (أثري)، ويقع على قمة جبلية شمال بلدة «الحقو» ترتفع عما يجاورها بنحو 800 متر، متفردة على مبتدأ السلاسل الجبلية، وتطل على المنطقة الزراعية التي تتوسط مجرى واديي «طفشة» و«قرى»، ويشغل الحصن كامل مساحة قمة هذا التل، تقريبا 40 * 50 مترا، ومحاط بجدران حجرية منيعة، وفيه كانت توجد حامية لإحدى الدول القديمة إلى أن وحد الملك عبدالعزيز المملكة، الذى معه ظهرت أول رئاسة لمركز الحقو في عهد الدولة السعودية.

إعادة تأهيل

لفت «الحقوي»: «للحصن مدخلان: الأول من الجهة الجنوبية في طريق قديم مرصوف بالحجارة، ومدرج يمكن للدواب الصعود عليه، والمدخل الثاني خلفي من الجهة الشمالية، يتصل بطريق للمشاة ومقبرة الحصن، وله باب صغير، بعرض متر ونصف المتر وارتفاع مترين، في منحدر من الحصن يصعب الدخول منه لغير المشاة، وفي داخل الحصن بنايتان كبيرتان مربعتان بارتفاع دورين، مقسمتان للسكن ولرئيس المركز والعساكر، وتجاورهما من الشرق بنايتان أصغر، لعلهما لتخزين المؤن من الطعام والمياه، وفي أقصى الشمال مبنى شبه دائري واسع فيه قبلة مثلثة للصلاة، ومنافذ صغيرة للمراقبة». وأكد «الحقوي» أن حالة الحصن جيدة، لكن أجزاء كبيرة منه تهدمت، وهو بحاجة ماسة وضرورية لطريقة مناسبة لإعادة تأهيله بأيد خبيرة من أجل حفظه من العبث الذي طاله في الفترة الأخيرة من بعض العابثين.

موقع إستراتيجي

بين «الحقوي» أن الحصن يتمتع بموقع إستراتيجي، حيث كان يتم التحصن فيه واستطلاع أي تحركات عدوانية تجاه المنطقة، في ظل كثرة الخلافات والنزاعات بين القبائل قبل توحيد المملكة على يد المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله، بالإضافة إلى أن في موقعه إطلالة جميلة ورائعة على المزارع والمسطحات الخضراء التي تحيط به من كل جانب على ضفاف الوادي، حيث أنشأت البلدية مطلا للسياح، يحتوي على جلسات للمتنزهين، لاستغلال المناظر الرائعة حول الحصن، وتم شق طريق لأعلى الجبل، لتسهيل وصول الزوار والمتنزهين إليه.

كما أشار إلى أنه على سلسلة التلال المواجهة للحصن من الجهة الجنوبية الشرقية يقع حصن «دريب» المهدم وقرية «الحقو» القديمة الأثرية، وهي قرية حجرية كبيرة مندثرة التي لا يظهر من آثارها أنها ذات أبراج سوى منارة دائرية، لكنها كثيرة المنازل، ويبدو أنها سابقة للعصر الإسلامي، حيث إن مقابرها باتجاهات متباينة، وفيها ثلاثة سدود حجرية، وهو نمط حميري قديم، وما زالت بها بقايا لسد «المفجرات» في منحدرها الشمالي، وفي الطرف الغربي موقع يسمى «المحطة» كانت تحط فيه القوافل وبه سوق تاريخية، ولهذه القرية بوابة عجيبة تسمى «المغلاق» من الجهة الغربية، وهي فتحة في خانق منحدر بين جبلين، كان تستخدم مدخلا حصينا للقرية، وتغلق وقت الخطر، حيث لا يستطيع أحد تجاوزها، وكان آخر عهد لسكان هذه القرية القديمة حتى وقت توحيد المملكة.

وأوضح «الحقوي» أن الحصن شهد كثيرا من الوقائع والمعارك التي حدثت في تاريخ الحقو قبل 250 سنة، منها واقعتا «وادي» و«قعاس».

تدخل البلدية

أوضح رئيس بلدية «الحقو»، يوسف ضيف الله، لـ«الوطن»:«البلدية شقت الطريق وصولا إلى قمة الجبل (حصن ماغص) بطريق مخدوم بالسفلتة والأرصفة والإنارة، وكذلك تمت إنارة وإنشاء مسطح أخضر علوي وآخر سفلي، ومواقف سيارات ودورة مياه ودرج يؤدي للحصن، وجلسات مطلة على الأراضي الزراعية ووادي طفشة، وأقامت جدرانا استنادية، للحد من ضرر الانهيارات الصخرية بالجبل، وسورا حديديا للمسطحات، لحماية المتنزهين من السقوط، وهي تتابع بشكل مستمر المواقع، وتقوم بصيانتها، لتكون مهيأة لاستقبال المتنزهين».

أبرز المواقع الأثرية

حصن ماغص

حصن دريب

قرية الحقو القديمة

مطالب الأهالي

ترميم الحصن

إعادة تأهيله

حفظه من العبث

حصن ماغص

مبنى من الحجارة

يقع فوق قمة تلة ترتفع 800 متر عن الأرض المحيطة بها

أنشئ لحماية القبائل وقوافل التجارة

يضم مبنى من دورين ومباني صغيرة ومسجدا

احتوى على مخازن للسلاح والمؤن وغرف للسكان