الحالمون لا يحبون الحياة فحسب، بل يحبون أن يصنعوها، وفي الوقت ذاته الحياة عنيدة نوعاً ما، ولن تجري على هواك حتى تبادلها العِناد.

الفارِغون والذين لا يملكون حُلماً يسعونَ من أجله، يرون الحياة مُجرد مقرّ مؤقت ولا فائدة من الاستثمار فيه، على عكس من يحملُ على كتِفيه أحلاماً يتمنى لو أنهُ يراها واقِعاً قبل أن يموت، وقد يتعرض الحالمون لبعض الكلام الذي لا يلقُون له بالاً في الحقيقة، وإنما هو أحد دوافع الاستمرار والإصرار الشرِس، مثل لا فائدة لما تطمح إليه، أو لستَ كفؤا لتقوم بهذا، أو أن تدخل بهذا المجال خير من هذا، وفي نهاية المطاف كل شخص فينا يعرف تماماً مصلحة نفسه، ولكنَّ الضعيف فينا هو من يستسلم لهذه الاقتراحات ويسلّم نفسه لهؤلاء، حتى يقوموا هم بتشكيل مستقبله وعمله ومسارِه كما يُحبون، وأكثر من يرتكب هذا الخطأ الذي يشمئز منه أصحاب الطموح، هم الفارغون والذين يخافون من التجربة، ولم يعرفوا قيمة الحُلم حتى هذا الوقت، وفي رأيي أنا أرى أن الإنسان الحالم والشغوف هو بالأصل يكافئ نفسه ويجعل لها قيمة راسخة في هذا المجتمع، يأبى الزمان بأن يمحوها.

وعندما تطرقتُ لمصطلح «التجربة» أنا هنا لأقول بأنها بحدِّ ذاتها مفتاح لموهبتك المدفونة ولعملك المستقبلي، الذي ستؤديه بكل حب، إذ كلّما أحسستَ بالفراغ اهرع وجرّب.

ومن إيجابيات أن تبقى مشغولاً بما تحب أن وقتك سيتنظم، بل وتحاول أن تستثمر كل ساعة تمر في يومك.

وفي طريقك هذا، لا بد من أن يصادفك الفشل، لأن طريق الحلم لا يساوي شيئاً من دون تدخّل الفشل، الذي سيصنع منك إنساناً أكثر خبرة وإمكانية، وإيّاك أن يتقدم بك العمر دون حلمٍ وطموح، امسِك بيدك اليمنى عبادتك وبيدك اليسرى طموحك واشدُدّ عليهما، ولا تجعل للفراغ حيّزاً بين يديك، فإن الفراغ مُدمّر.