يشهد مستشفيا الشرائع والجموم العام بمكة المكرمة تعثرا، في ظل الاحتياج الذي تشهده المنظومة الصحية خصوصا مع وجود فيروس كورونا المستجد.

وتضاربت مواعيد الانتهاء من مشروعي المستشفيين خلال السنتين الماضيتين، وفق تأكيدات رسمية لم يتحقق منها شيء، حتى بات انتظارهما يؤرق الأهالي والسكان.

تمديد العقد

كان من المتوقع الانتهاء من مستشفى الشرائع العام أو ما يُعرف بمستشفى شرق مكة العام، في عام 1440، قبل أن تقوم وزارة الصحة بتمديد العقد حتى منتصف 2021، وهو ما أثار حفيظة أهالي الشرائع لتأخر تسليم المشاريع عن أوقاتها المناسبة.

وتحدث مجاهد مرزوق وعبدالله المقاطي لـ«الوطن» أن حي الشرائع يتكون من عدة مخططات وأحياء، وحاجة الأهالي لمشروع مثل هذا الصرح الطبي أصبحت ضرورة ملحة، خاصة في مثل هذه الظروف الصعبة والاستثنائية التي يمر بها العالم في ظل جائحة كورونا المستجد، وما يحتاجه السكان من رعاية صحية، وأضافا أن سكان الشرائع يتجاوز أعدادهم نحو 200 ألف نسمة، ووجود مرفق صحي بهذا الحجم يخفف من عناء الذهاب لمستشفيات العاصمة المقدسة التي هي الأخرى لا تقل ازدحاماً بالأهالي والحجاج والمعتمرين والزوار، بخاصة في أوقات المواسم، مضيفين أن تشغيل مستشفى الشرائع العام يخفف العبء عن المستشفيات الأخرى، ويزيد من الفعالية في تقديم الخدمات الصحية.

أعمال إنشائية

رصدت عدسة «الوطن» الأعمال الإنشائية الجارية حاليا في مشروع مستشفى الشرائع بمكة المكرمة، والذي يتكون بحسب تصريح سابق للمتحدث الرسمي للشؤون الصحية بمكة المكرمة حمد العتيبي والمنشور بـ «الوطن» في 20 مارس 2018، يتكون من مبنى رئيسي بـ6 أدوار، ومبان للخدمات والترفيه والإسكان، ويحتوي المستشفى على أقسام التنويم وقسم الأشعة والمختبر والتعقيم المركزي والصيدلية الداخلية وغرف عمليات ومبنى غسيل الكلى الذي يتكون من دورين، ومباني خدمات بالموقع العام الذي يحتوي على مبنى مولد الكهرباء والورشة ومبنى محطة المعدات الكهربائية والميكانيكية ومبنى الغاز الطبي والمولدات ومحطتي معالجة المياه والصرف الصحي.

وتبلغ الطاقة الاستيعابية للمشروع 500 سرير، وبتكلفة 625.350.321.18 بأرض مجمع الدوائر الحكومية بحي الشرائع المعتمد من قبل أمانة العاصمة المقدسة، وتم تسليم المشروع بتاريخ 24/‏1/‏1436 لإحدى الشركات المتخصصة في مجال المقاولات، وبإشراف أحد المكاتب الهندسية لينفذ خلال 48 شهرا.

تسليم وتعثر

في المقابل ما زال مستشفى الجموم العام يلازم مكانه، والذي يعد المشروع الأول والمهم لأهالي محافظة الجموم شمال مكة المكرمة، وبدء العمل فيه بتاريخ

4 / 1 / 2012، وكان المفترض تسليمه بتاريخ 30 / 6 / 2018.

وتعالت أصوات الأهالي في ظل استمرار هذا التأخير في التسليم والتعثر في المشروع، مناشدين الجهات ذات العلاقة بالنظر في إنجاز المرفق الصحي المهم للمحافظة وإغلاق ملف التعثر.

وقال محمد العتيبي ونادر نشاء، إن المشروع يخدم أهالي المحافظة والقرى التابعة لها بشكل كبير، ويخفف من عناء الذهاب لمستشفيات مكة المكرمة والتي تبعد بعشرات الكيلومترات عن الجموم، وهو ما يعرض الأهالي لخطر محدق لمرضاهم حتى يتم إيصالهم لأقرب المستشفيات، بخاصة للقرى التابعة للمحافظة والبعيدة عن مكة، والتي يصل بعضها إلى 100 كيلو، مشيرين إلى أن المشروع كلف مبالغ كبيرة، وأن المستشفى الحكومي سيوفر على الأهالي، خصوصاً كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، عناء الذهاب والتحويل إلى مستشفيات مكة المكرمة وأن القرى التي تتبع المحافظة كثيرة وفي حاجة ماسة لمستشفى حكومي يخدمها.

الاختبار والتشغيل

تبلغ قيمة مشروع مستشفى الجموم أكثر من 225 مليون ريال بمساحة إجمالية 98.202 م2، وبسعة 100 سرير ويتكون من مبنى رئيسي وغرف للعناية المركزة ومختبرات طبية وصيدلية داخلية وأقسام مستقلة للأطفال والنساء ومبنى خدمات وسكن للممرضات وسكن للعوائل وسكن للعازبين ومسجد ومبنى للترفيه ومستودع، وقد تم إنجاز ما نسبته 80 % وأن معظم الأعمال المتبقية هي أعمال الاختبار والتشغيل واستكمال ربط الشبكات والأنظمة، ولا يزال الوضع كما هو عليه.

بدورها طرحت «الوطن» استفسارها على الشؤون الصحية بمكة المكرمة عن مدى تشغيل المستشفيات وتحديد أوقات تسليم المشاريع، وتم الإرسال عبر الواتساب والاتصال بالمتحدث الرسمي حمد العتيبي من تاريخ 28 ديسمبر 2020، ولم يتم الرد حتى إعداد التقرير.