يراقب العالم المشهد الأمريكي، وتنصيب الرئيس الجديد لأمريكا جو بايدن الذي سيجري في ظل ترتيبات أمنية مشددة، جاءت على خلفية اقتحام أنصار الرئيس «ترمب»، المنتهية ولايته، مبنى الكونجرس في مشهد فوضوي، احتجاجا على فوز «بايدن» في انتخابات الرئاسة.

أمريكا تهم العالم جميعا لا لشيء سوى لأنها الدولة الأولى في العالم من ناحية النفوذ السياسي والقوة العسكرية، والاقتصاد القوي، والتطور العلمي والتكنولوجي.

نعم.. أمريكا تعاني داخليا وخارجيا، ولكنها - في نظري - قادرة على تجاوز مخاضها الديمقراطي الصعب، الذي أصيبت به منذ تولي «ترمب» رئاسة الولايات المتحدة خلال السنوات الأربع الماضية.

«ترمب» كان الرئيس المناسب للمرحلة، استطاع أن يصلح ما أفسدته سياسة سلفه الرمادية والمترددة، فأعاد لأمريكا نفوذها وقوتها وحضورها، ولم يتقاعس في الحفاظ على المصالح القومية لأمريكا، حيث ضرب بيد من حديد كل من حاول المساس بالنفوذ الأمريكي، وسبق ذلك إلغاء لكل الالتزامات والاتفاقيات الأمريكية التي ترى «أمريكا - ترمب» أنها قد تتسبب في كسر النفوذ الأمريكي على العالم.

كان لا يملك اللياقة السياسية التي تمكنه من إبقاء أمريكا في المنطقة الرمادية، بل كان يتنقل بسياسة أمريكا بين بياض وسواد دون أدنى محاباة، هكذا كانت سياسته بعد سياسة «أمريكا - أوباما»، التي كانت تخبئ وجهها خلف أكثر من قناع!!.

دول العالم، بعد سياسة «ترمب» الواضحة والمباشرة، تترقب وترصد وتتساءل: كيف ستكون السياسة الأمريكية الجديدة مع «بايدن»؟!!.

يعتبر الرئيس الجديد، جو بايدن، رجل خبرة في المجال السياسي، وأحد رموز الحزب الديمقراطي، على خلفية تجربته السياسية التي تتجاوز خمسين عاما.

يقينا، سوف تكون سياسته أكثر اتزانا من سياسة سلفه في جميع الملفات، وسوف تعمل على تكريس التفوق للنفوذ الأمريكي، ومواجهة النفوذ الروسي والصيني في العالم بلياقة سياسية تعي حجم التحديات، وتقدر دور حلفاء أمريكا، لإبقاء معادلة تفوق النفوذ الأمريكي في العالم.

«البراجماتية» هي بيت القصيد في كل العلاقات السياسية، ويعرف «بايدن» أن المعطيات القائمة والمتغيرات الجديدة وحجم التحديات الحقيقية لأمريكا توجب على سياسته التعقل في التعاطي مع كل الملفات الشائكة، التي تتاجر بها اللوبيات داخل الكونجرس، لإحراج أمريكا.

أمريكا تخضع في الأخير لمصالحها القومية، تلك هي كل الحكاية، وإن تغير أداء رواتها!!.