وثق هاوٍ من منطقة جازان، يعشق جمع التراث والحفاظ عليه، أسلحة الحرب الفردية التي كانت تستخدم منذ 500 عام وحتى الآن في متحفه بمحافظة صامطة، والذي يضم مجموعة كبيرة من البنادق والسيوف والخناجر والرماح، إضافة إلى ملابس للحرب وأدوات للنداء إليها، وأدوات تحذير وتنبيه من اقتراب العدو، بما يعد شاهدا على حضارات وعصور سابقة.

ويمتلك العم محمد دغريري عدة بنادق أثرية قديمة، شارك بعضها في الحربين العالميتين الأولى والثانية، تعود صناعة إحداها إلى 150 عاما، وهي بندقية «الهطفا» الفرنسية، و«الشوزن» الإنجليزي، وبندقية «المرت»، وغيرها، وما يزال بعضها يعمل بحالة جيدة حتى اليوم، فيما تعرض الأخرى كأسلحة تراثية فقط.

وشدد العم دغريري على أن «قيمة البنادق النارية المعروضة تنبع من قيمتها كقطع تراثية فقط».

بنادق وسيف

بيّن العم دغريري أن عددا من البنادق النارية المعروضة في مجموعته، حصل عليها من بقايا أسلحة العثمانيين في المنطقة، وقال «أقدمها تعود إلى عام 819 للهجرة، إذ قبل هذا التاريخ كانت جازان تحت حكم الأدارسة، وهو ما يعرف بالمخلاف، ولم نكن حينها نعرف من الأسلحة سوى البيضاء»، قاصدا بذلك السيوف والجنابي والخناجر.

وعن مجموعة السيوف أوضح دغريري أن متحفه يعج بسيوف تاريخية وأثرية بعضها يعود للدولة السبأية التي امتدت حينها للمنطقة، وقال «بعض تلك السيوف تحمل نقشا بخط المسند السبئي، وقد تم العثور عليها في باطن الأرض على عمق مسافة تقدر بــ5 أمتار أثناء تنفيذ إحدى الشركات لمشروع بالمحافظة».

سيف الـ14 ألف ريال

يشير العم دغريري إلى أن «السيوف والقطع الحربية الأثرية لا تحمل تواريخ عادة، إلا البعض النادر منها، والتي تذكر عليها أسماء أصحابها على نطاق نادر».

وأضاف «اقتنيت سيفا أثريا يعود تاريخه إلى 500 سنة كتبت عليه أسماء الله الحسنى مع بيت من الشعر «يؤمل دنيا لتبقى له * * فمات المؤمل قبل الأمل» وقد اشتريته بمبلغ وصل إلى 14 ألف ريال من أحد هواة التراث في جدة».

الصفيح اليماني

يضم المتحف الزاخر بالأسلحة وأدوات الحرب، حواشي مصنوعة من صفيحة يمانية، وهي قطعة حادة أكبر من الجنبية وأصغر من السيف، وبيّن العم دغريري أن «هذه الحواشي المصنوعة من صفيح يماني تعد أبلغ من السيف، إضافة إلى جنابي أثرية مصنوعة من الفضة، وشلف وشفرات، وهي شبيهة بالسكين تشتهر بها المنطقة».

كما يستعرض كذلك -ضمن مجموعته الأثرية- سلاحا أثريا يعرف بالقاضوعة، وهي أداة للصيد البري معروفة في الحجاز بهذا الاسم، وتعد كسلاح أثري، إضافة إلى مجموعة من السيوف والرماح الحبشية، ووثائق ومخطوطات حكت عن غزوات وبطولات ومعارك أصحابها.

ملابس تراثية

لم يكتف دغريري بجمع أسلحة الحرب الفردية فقط، بل ضم إلى جوارها عددا من الملابس التراثية التي كان يتم ارتداؤها قبل الذهاب للمعارك، وقد صنع بعض منها من الجلود، بينما زينت أخرى بنقوش تدل على تراث الحقب الزمنية العائدة لها، إضافة إلى امتلاكه أدوات أخرى كالبوق المستخدم للتحذير من اقتراب الغزاة، أو الدعوة للمعارك والأحلاف وعقد الاجتماعات عن طريق النفخ فيه».

أٌقدم وأندر الأسلحة الحربية في المتحف

سيف يعود إلى 500 عام

بنادق الحربين العالميتين

بندقية الهطفا الفرنسية (150) سنة

بندقية الشوزن الإنجليزية

حواشي يمانية

سيوف ورماح حبشية

البوق وملابس الحرب