قال لي: كيف الصحة؟

قلت: الحمد لله أنا بصحة جيدة.

قال: ما عن صحتك أسألك!

قلت: عن ماذا تسأل؟ تقصد كورونا؟! الحمد لله أن الأعداد في انخفاض مستمر.

قال: لا.. أسألك عن صحة منطقة، بل أربع مناطق وليست منطقة واحدة. عدد سكانها أكثر من ستة ملايين، وفيها عشرات المدن ومئات القرى، وبها جامعات وأربعة مطارات أحدها مطار دولي.

قلت: يا أخي من فضل الله كل مناطق المملكة متقدمة في كثير من المجالات.

قال: ما اختلفنا.

قلت: أين تقع هذه المنطقة أو المناطق كما ذكرت؟

قال: منطقة حدودية سياحية جبلية وساحلية. كانت منطقة طاردة أكثر منها جاذبة.

قلت: ما زالت بعض المناطق طاردة في أهم الاحتياجات! فماذا تتكلم عنه؟!

قال: أتكلم عن المنطقة الجنوبية بمناطقها الأربع.

قلت: الحمد لله، الصحة متقدمة ومتميزة في جميع التخصصات والمستشفيات، والدليل على ذلك حصول صحة عسير على المركز الأول على مستوى المملكة، في تقرير عيادات "تطمن"، والنجاح في تقليص قوائم الانتظار، وتشغيل مراكز مناوبة على مدار الساعة، ودعم العديد من المستشفيات بالتجهيزات والقوى العاملة، مما مكنها من إنجاز الكثير من العمليات المهمة، وغيرها من الإنجازات.

قال: ما زالت تعتبر المنطقة الجنوبية في مجال المستشفيات التخصصية طاردة لأهلها جاذبة لغيرهم، بل ومن خارج المملكة أيضا، نظرا لاكتمال فروع الوزارات ووجود الجامعات، كذلك وجود المدن التجارية والاقتصادية والسياحية، إلا أنها تبقى طاردة.

قلت: كيف؟!

قال: المنطقة الجنوبية لا يوجد بها فرع لمستشفى الملك فيصل التخصصي، أسوة بالفروع الأخرى بينما يوجد في جدة فرع، والعمل جار على تحويل مستشفى الميقات إلى فرع للمستشفى التخصصي بالمدينة المنورة. كما أنه لا يوجد مستشفى لقوى الأمن أسوة بمنطقة الرياض، والمنطقة الغربية والمنطقة الشرقية، ولا لمستشفى الأمل أسوة بالمناطق التي ذكرتها لك. إضافة إلى عدم وجود فروع لقطاعات الخدمات الصحية الأخرى.

ثم تساءل قائلا: وكيف يتم التعامل مع الحالات المستعصية، مثل الأورام السرطانية وجراحة القلب العاجلة للكبار والصغار؟!

قلت: يتم تحويلها إلى المراكز المتخصصة في الرياض وجدة.

قال: وهل يتم التحويل والنقل مباشرة؟

قلت: لا، عن طريق نظام الإحالة، وقد يتم استقبال المريض، أو الاعتذار له لعدم وجود سرير، أو يعطى موعد حسب الإمكانية وحالة المريض.

قال: قد تكون هناك مضاعفات على المريض!

قلت: نعم أحيانا.. وأحيانا قد لا تكون مقاعد الطيران متاحة، مما يجعل المريض ومرافقيه يضطرون إلى استخدام وسائل النقل الجماعي، بمسافة تزيد علي ألف كيلو، وأكثر من 12 ساعة، ولك أن تتخيل حالة مريض للتو أنهى جرعة كيميائية أو إشعاعية، ثم يضطر إلى العودة لأهله برا.

قال: وما الحل؟!

قلت: السرعة في إنشاء فرع لمستشفى الملك فيصل التخصصي، في المنطقة الجنوبية يخدم المناطق الأربع عسير ونجران والباحة وجازان، ويتفرغ المستشفى الرئيسي بالرياض لعمل أبحاث ومتابعة الحالات الحرجة، تلافيا لهدر المال والوقت، سواء في مجال الفحوصات المتكررة هنا وهناك، وتذاكر سفر للمريض والمرافق، والتي تمثل رقما قياسيا في مطالبة الخطوط السعودية سنويا لتذاكر المرضى، التي تبلغ مطالبها للصحة مئات الملايين.

واتفقنا أخيرا على أن العلاج الأمثل هو عند الأمير تركي بن طلال آل سعود، والذي يولي المنطقة كل اهتمام، شهد بذلك القاصي والداني.