فيما تحفظ الباحث السعودي في علم الصوت والموسيقى المهندس خليل المويل، إزاء ما أسماه، بتسمية ونسب تراث موسيقي محلي أحسائي إلى دول مجاورة، دعا الباحث في علم الصوت والموسيقى المهندس خليل المويل، إلى تدوين وحفظ التراث الموسيقي السعودي، حتى لا يندثر، وتفعيل دراسة ذلك التراث في المعاهد والأكاديميات المتخصصة بالموسيقى، وتحويل الفلكورات والأغاني المحلية المعروفة إلى عالمية، وذلك بالتعاون مع فرق موسيقية عالمية في عزفها بأساليب عالمية، وإحداث وظائف في أجهزة الدولة ذات الاختصاص للفنون الموسيقية في المختلفة على غرار الفرق الموسيقية في القطاعات العسكرية.

1000 عام

أشار المويل، الذي كان يتحدث أمس في أمسية موسيقية بعنوان: «مدارس الموسيقى في الشرق»، بتنظيم من قسم الموسيقى في جمعية الثقافة والفنون في الأحساء، إلى أن التدوين والحفظ للموسيقى الغربية، أسهم في حفظ معزوفات موسيقية لأكثر من 1000 عام حتى وقتنا الحالي، ويؤدونها كما كانت دون تغيير أو إضافات، موضحًا أن بعض المعزوفات العربية استمرت بالتلقين وليست بالتدوين، لافتًا إلى أن السعودية بحاجة إلى مركز متخصص، بتدريس علم الصوت والمقامات والنظريات الموسيقية بشكل علمي «أكاديمي»، يتولى تخريج مؤهلين «متخصصين» لتدوين التراث الموسيقي السعودي بشكل علمي، وتوزيعهم في جميع مناطق ومحافظات المملكة لتوثيق كل التراث المحلي. وأكد أن موسيقى التراث المحلي السعودي، صعبة، ويتطلب خبرات متقدمة، ومن الضروري نشر الثقافة الفنية لعلم الصوت والموسيقى للارتقاء بالذوق العام، مستشهدًا بمقولتين: إذا أردت أن تتعرف على أخلاق الشعوب استمع إلى موسيقاها، والموسيقى أسمى من أن تكون أداة للهو والسرور والتسلية.

اليونيسكو

أشاد بالتجربة السعودية في عمل حوارات موسيقية فنية بين الشعوب، من ناحية معرفة السلالم الموسيقية والمقامات المشتركة، وتأليف أعمال موسيقية تجمع المقامات العالمية المختلفة والشرقية العربية، وكذلك بخطوة صون التراث بتسجيل فن العرضة النجدية في اليونيسكو ضمن الفنون الأدائية، موضحًا أن الموسيقى، هي علم وفن لنشر الجانب الإنساني والروحي والفكري والفلسفي وليس مجرد نغم والحان عابرة، وأن الموسيقى والنسق الكوني واحد، ودقات القلب موسيقى تعزف بطريقة متناسقة كي تعيش، مشيرًا إلى أن الموسيقى التأملية، تجدها في الدعاء والابتهالات والقصائد الوجدانية وغيرها من النغم الروحي الذي يربطك بخالق الكون، متمثلا بأصوات الطبيعة الخلابة في أصوات العصافير وأمواج البحر وغيرهما.

الأساليب التغمية والألحان

أشار المويل، إلى أن طبيعة المكان مؤثرة على ساكنيه، وطبيعة الأحساء بعيونها ونخيلها والتمازج بين مكونات البيئة فيها، أثر بشكل كبير على الذوق العام للأحسائيين خصوصًا تذوقهم الفني، وأن الإنسان الأحسائي فنان بطبعة في شتى المجالات الفنية كالرسم والنحت والشعر والموسيقى. لذلك ترى الكثير من الأحسائيين متميزون في الفنون والأدب وينافسون على مستوى الوطن العربي والعالم، موضحًا أن الأحساء تملك تاريخًا وحضارة كبيرة في المجال الفني الموسيقي، ومن ضمنها الأساليب النغمية والألحان، التي امتزجت بطرق الأداء في المهن الحرفية، ويرددون القصائد المموسقة أثناء عملهم وبأشعار مخصصة للتحفيز والتشجيع والتسلية، فهناك البناؤون والفلاحون والحدادون والغواصون وغيرهم لديهم طرق أدائية، وتمتلك الأحساء أنواع وأشكال كثيرة من الفنون كالفجري والهيدة ودق الحب والعاشوري.