جذب شتاء تهامة جازان خاصة الدرب شمال المنطقة أصحاب المناحل الذين وجدوا في خبت منشبة وخبت القياس بالمحافظة، مكانًا ملائمًا لتغذية نحلهم بعد انتهائهم من موسم السدر في المناطق الجبلية.

وتتميز منطقة جازان بالنباتات المختلفة التي تزرع بعد هطول الأمطار الموسمية والتي تمتد على أكثر من 40 كيلو مترًا، إضافة إلى اعتدال الأجواء وجاذبيتها.

طرق بدائية

أشار المشرف على كرسي المهندس عبدالله بقشان لأبحاث النحل بجامعة الملك سعود والمشرف على معهد جمعية النحالين التعاونية بالباحة البرفيسور أحمد الخازم الغامدي، إلى أن عدد النحالين الموجودين في المملكة نحو 14 ألف نحال معظمهم يستخدمون الطرق البدائية في تربية النحل.

وأكد على جهود وزارة البيئة والمياه والزراعة بإقامة مشاريع نوعية لحرفة النحالين وتقديم دورات تدريبية لتأهيل الشباب من الجنسين في صناعة النحل ومنتجاته، وكذلك إقامة مشروع يهدف إلى تحسين سلالة النحل البلدي والحفاظ عليها وتطويرها، إضافة إلى مشروع تأهيل وتشغيل محطات النحل وتربية الملكات.

منطقة رعوية

دعا شيخ النحالين بجازان والرئيس التنفيذي لمهرجان العسل بالعيدابي سليمان الغزواني، وزارة الزراعة وجمعية النحالين إلى ضرورة متابعة التباعد بين المواقع، لتلافي الأمراض وكذلك لإيجاد منطقة رعوية كافية لكل منحل، إذ أن ما يتم بين النحالين يكون بالتراضي ويتباعدون بمسافات قد تكون صحيحة وقد لا تكون، مؤكدًا أن التباعد بمسافات الـ3 كيلو ضرورة ليتمكن النحل من الرعي في منطقة تكفل له التغذية الكاملة والصحيحة، إضافة لتلافي أن يكون هناك مرض في إحدى المناحل، وفي هذه الحالة يجب أن يشعر صاحب المنحل جميع النحالين المجاورين حتى يشترك الجميع في علاجها.

الاستعداد للسمرة

بين الغزواني أن تواجد النحالين في المناطق الرعوية في الدرب هو لإعادة نشاط النحل بعد موسم السدر حيث يضعف وتقل عدد العاملات والشغالات ويحتاج إلى مرعى ليتكاثر، وكذلك استعدادًا لموسم السمرة والذي تبقى عليه أقل من شهرين، حيث سيكون في 15 من شهر رجب، ويمتد من محافظة الدرب إلى العيدابي.

خضرة ممتدة

يقول المربي عبدالرحمن أحمد إنهم قدموا من السودة قبل شهر ونصف تقريبًا وذلك بعد انتهاء موسم السدر بالمرتفعات الجبلية، ناقلين منحلهم المكون من 500 خلية، مشيرًا إلى أن سبب قدومهم لخضرة الأرض بخبت القياس بمحافظة الدرب وامتداده وتوفر الأشجار المغذية للنحل بها، مثل العلاقي والقرمل والسمر. وأوضح أن هذه الفترة تكون بمثابة إعادة تكوين لنشاط النحل وحيويته بعد أن انتهاء فترة السدر وخلال هذه الفترة يترك جزء مما يتغذى عليه النحل لإطعام صغاره وإعادة تأهيل نفسه.

تباعد لـ3 كيلو

يرى المربي عيسى زعقان أن عدم تجاورهم وابتعاد كل منحل عن الآخر بمسافة 3 كيلو متر تقريبًا، أمر مهم بالنسبة للنحالين حتى لا يختلط النحل مع بعضه، وتتيح محافظة الدرب التباعد حيث امتداد الخضرة لأكثر من 40 كيلو مترًا في كل من خبت القياس وخبت منشبة، وكل نحال ملتزم بهذا الأمر.

عسل المراعي

أشار النحال يوسف راجح من محافظة رجال ألمع، إلى أنه استقر بخبت منشبة بالدرب منذ شهرين ويبقى بها إلى نهاية شهر 8 هجري ومن ثم ينتقلون إلى منطقة أخرى في مرتفعات جازان بحثًا عن موسم السدر، وهو مقصد كل النحالين لجودته وغلاء سعره حيث يبلغ سعر الكيلو 400 ريال، فيما يكون سعر ما ينتجه النحل حاليًا حين يتغذى على أشجار الدرب لا يتجاوز 150 ريالًا، ويباع شمع العسل بـ50 ريالًا تقريبًا لكل حافظة متوسطة الحجم.

هربًا من البرد

أوضح النحال عبدالعزيز العزي أن لديه ما يقارب 350 خلية، مشيرًا إلى أنه قادم من الجبل الأسود بجازان منذ ما يقارب الشهر، وتصادف وجوده في خبت منشبة حيث «موسم المحرق» الذي أثر على نشاط النحل، قائلاً: إن موسم المحرق هو الندى الواقع خلال فترة الصباح الباكر على الأشجار والذي يعوق النحل في التغذية ويستمر 45 يومًا، ويعد الآن في آواخره.

وبين أن الانتقال بحثًا عن التغذية للنحل تكون باستمرار وما حظيت به محافظة الدرب من خضرة دائمة في كل مناطقها المفتوحة أسهم في اجتذاب العديد من أصحاب المناحل بحثًا عن تغذية نحلهم وهروبًا من البرد في أعالي الجبال، وكذلك وجود بعض الحشرات الضارة للنحل أيام البرد.

ألف بيضة

أكد العزي أن النحلة تتكيف مع الأجواء الباردة والحارة حيث تقوم بإغلاق الخلية للمحافظة عليها في درجة حرارة معينة، وفي درجات الحرارة المرتفعة تقوم النحلة بالرفرفة بأجنحتها لتلطيف درجة الحرارة وتكييف الخلية، مبينًا أن من مهمة الملكة إدارة الخلية والبيض بعد التلقيح وتقوم بوضع ألف بيضة في اليوم، فيما تقوم الوصيفة بالاهتمام بالملكة وتنظيفها.

من أنواع العسل

01

السدر

02

الطلح

03

السلام

04

القتاد

05

المرارة

06

المراعي

07

المجرى «العسل الأبيض» وهو الأغلى وسعره بين 1000 و 1200 ريال