«مسن في مركز صحي يقول: والله يا دكتور لو تضرب بالجنبية في رجلي ما أحسها، احطها عند الدفاية واشم ريحة شواء ولا أحس، الين قالت لي العجوز رجلك احترقت».. مشهد يتكرر باستمرار في المراكز الصحية للرعاية الأولية، التي هي ليست أصلا محلا ولا حلا لهؤلاء الناس من المرضى. مرض القدم السكري هو أحد مضاعفات مرض «السكري» المتقدمة، التي تحدث عندما لا تتم السيطرة على «السكري» بشكل صحيح، وغالبا تكون بسبب إهمال المريض، وأحيانا بسبب عدم وجود طبيب مختص في المراكز الطرفية يعالج هذا المرض بشكل صحيح.

أولا: لا مناص من حمل يقع على عاتق وزارة الصحة، خصوصا العلاقات العامة والإعلام، من الاضطلاع بدور توعوي تجاه هذه المشكلة. يعني بصراحة الناس أصبحوا «استشاريين» في «كورونا»، فما فيها شي لو نزلتوا برشورات أو مقاطع فيديوية توعوية عن أمور أخرى مثل القدم السكري.. ترى حتى الناس ملت.

ثانيا: من الحتمي على وزارة الصحة الالتفات بجد إلى مرضى القدم السكري - اللي يلطعون - في مراكز السكري بالساعات من أجل أن يحصلوا على غيار على أرجلهم المسكينة، أو يجي واحد «من ورا الباب» يقول: روحوا المركز الصحي غيروا على أرجلكم عندهم!.

وهنا - لمن لا يعرف - تقبع الكارثة، فغيارات المراكز الصحية لا تتناسب مع القدم السكري، بل ربما تزيد الجرح جراحا، والممرض هناك ليس مختصا في هذا الشأن!، فإما أن يتم تأهيل عدد كبير من الممرضين أو حتى الصيادلة، ويبقون في مراكزهم الصحية، ويتم إمدادهم بالمواد اللازمة لإجراء غيارات القدم السكري: «نترات فضة Aquacel Ag hydrofibrs - Farmactive silver spray ونحوهما»، ولو في المراكز الصحية الكبيرة مبدئيا، وفي هذا تخفيف عبء على مراكز السكري، وتوزيع للجهد، وأسهل وصولا للمرضى، وتجنيب للازدحام وطول الانتظار.

أو الحل الثاني، إن لم يكن الأول ممكنا، أن يتم ضخ موظفين مدربين إلى مراكز السكري، لاستيعاب الكم الهائل من المرضى.

ختاما، لا أنسى جملة قالها أحد كبار السن، عندما جاءنا يطلب منا عمل غيار على قدمه السكري، فحاولت أن أشرح له عدم جدوى غيارات المركز الصحي، وبعد جهد جهيد قال: إذا ما بتغيرون لي يا ولدي والله لاروح البيت.. مركز السكري والله ما اروحه!!، فماذا تتوقعون أني عملت معه؟! أترك الجواب لوزارة الصحة، ودمتم بصحة.