حينما لا يدرك نجوم الشاشة حجم التأثير الذي يتركونه لدى الآخرين من خلال سلوكياتهم وتصرفاتهم ـ بل وحتى لباسهم ـ فنحن أمام مشكلة.. ولذلك كثيرا ما أتمنى أن يكتفي بعض هؤلاء بخروجهم المقنن عبر التلفزيون.. سيناريو معد سلفاً، أو محاور مكتوبة، أو شريط غير مرئي يتحرك على الشاشة.. ويقللوا من الخروج دون حاجة، كيلا تهتز الصورة الجميلة التي رسمها الناس لهم ـ لاحظوا أنني أقول بعض!

المشكلة اليوم أن المعادلة مقلوبة لدى الرياضيين بالذات.. فجزء من إبداعهم مرتبط بخروجهم أمام الناس مباشرة.. في الملعب وتحت الكشافات.. ولذلك فالصورة يتم رسمها على الطبيعة دون أي مؤثرات خارجية.. ولذلك يفترض أن يكون الرياضي حذرا للغاية، لأن سلوكياته تتم ترجمتها مباشرة!

العام الماضي، شاهدت حركة قام بها أحد اللاعبين بعد تسجيله هدفا في إحدى المباريات.. لم يتحدث عنها الإعلام.. آثرت السكوت، خاصة وأنها قد تكون خطأ عفويا، وقد يجد اللاعب من يناصحه من إدارة ناديه.. الأسبوع الماضي سجل نفس اللاعب هدفاً وانطلق نحو الجمهور، وفوجئت به يكرر الحركة ذاتها.. فعلمت يقيناً أن اللاعب غير مدرك لخطورة الرسالة التي قد تصل للمراهقين من خلال تكريس هذا الفعل المشين.

كان اللاعب ينطلق نحو الجمهور ثم يقوم بتجسيد مشهد تمثيلي للانتحار.. بحيث يصوب أصابعه نحو رأسه على شكل "مسدس"، ثم يطلق رصاصة، فيسقط على الأرض كأنه جثة هامدة، وسط تصفيق وصيحات محبي هذا النجم!

قد يقول قائل في هذه اللحظة إننا نبالغ في الأمر.. وإن المسألة كلها لا تعدو تعبيرا بريئا عن الفرح.. لكن هذا كله لا يبرر مثل هذه التصرفات.. نحن حازمون أمام سلوكيات أقل أثرا وخطراً في الملعب كـ"قصات الشعر" واستفزاز الجمهور وغيرها.. أليس من باب أولى منع مثل هذه السلوكيات الخطرة؟