أثار ظهور المحامية الشابة (شيهانة العزاز) في جلسة اجتماع إستراتيجية صندوق الاستثمارات العامة مع ولي العهد محمد بن سلمان، حفظه الله، اهتمام أغلب السعوديين بالسيرة الذاتية لها، واستطاعوا في دقائق معرفة نوع الجوائز التي حصلت عليها، وجزء من حياتها العائلية، وسبب اختيارها لتخصص القانون الذي أبدعت فيه، وكان لذلك دور قوي في ظهورها المشرف لها وللسعوديين كافة. لكن هذه الاحتفالية بظهور شيهانة المميز، دفعني للكتابة عن بعض الحسابات في مواقع التواصل الاجتماعي، أو بعض التقارير السنوية التي تتناولها بعض المطبوعات الرسمية لدينا، خاصة المجلات النسائية، والتي تتناول باستمرار التركيز على (أول سعودية) أو على شخصية العام، وذلك من حيث ذكر أسماء سعوديات ناجحات ومتميزات في عملهن، من حيث أسبقيتهن في الظهور في محفلٍ رسمي داخلي أو خارجي، أو فوزها بجائزة علمية أو حقوقية، أو أولوية شخصية ما في تبنيها لفكرة أو مقترح معين تم تجسيده كمبادرة ناجحة للمجتمع خاصة في المجال الاجتماعي والخيري والتطوعي. هذه الأسماء الكثير منها لشخصيات نسائية معروفة كان لها الحظ في الظهور الإعلامي والنجاح في ذلك، ولها مساهمات مختلفة في قيادة وتنمية المجتمع، وشاركت بإنجازات لا يستهان بها، لكن هناك الكثير من الأسماء أيضا هضم حقها في منحها لقب (أول امرأة سعودية) أو شخصية العام في مجالات عدّة، وذلك لأسباب عديدة من أهمها (عدم المهارة في الظهور الإعلامي والتسويق لاسمها ومحدودية علاقاتها بالقائمين على مثل هذه الحسابات والجوائز، وعدم مهارتها في التركيز على ذلك بقدر اهتمامها بمحتوى الإنجاز الذي عملت عليه لسنوات طويلة من مشوارها العملي). لذلك أطالب وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بصفتها المسؤولة عن الكوادر العاملة في مختلف القطاعات الحكومية والخاصة أن تهتم بإعطاء كل ذي حقٍ حقه، خاصة أن السعي لهذا المسمى (تجاوز حدّه الموضوعي)! وذلك من خلال التعاون مع القطاعات المختلفة لإنشاء منصة إلكترونية تشرف عليها الوزارة تحت مظلتها ومسؤوليتها، تتضمن أيقونات تلك المنصة إدراج (سيرة ذاتية) لجميع من خدمن الوطن لسنوات طويلة في المجالات المختلفة، والسماح من خلالها لكل من تجد أن سيرتها حافلة بالعطاء ذي الأثر الإيجابي، وقدمت فعلا إنجازات تستحق لقب (أول امرأة سعودية) إدراجها في هذه المنصة ليتم بعد ذلك تصنيفها وفقا لمعايير مهنية معينة، وإعدادها في دليل إلكتروني (للاستفادة منه كمرجع هام للمهتمين بتاريخ المرأة السعودية داخليا وخارجيا)، لأنه سيسلط الضوء على جميع أسماء النساء السعوديات اللاتي قدمن إنجازات لا يستهان بها من سنوات طويلة، لكنها للأسف أُهملت بسبب عدم وجود مواقع التواصل الاجتماعي آنذاك، وعدم التعامل مع التوثيق الإلكتروني كمثل وقتنا الحاضر، والذي بقدر امتيازاته العملية إلا أنه لم يهتم بالماضي البعيد، والذي حفِلَ بأسماء سعوديات كثيرة تم تهميش توثيق عطاءاتهن في زمن صعب، ولم يحظين بهذا اللقب الذي أصبح متداولا بسهولة في المجالس العامة، وفي تلك الحسابات الإلكترونية !