التطور في بلادنا يتجه لكل شيء، استثمار هنا وتطوير هناك، وتجاوز للتحديات وهزيمة للمستحيل، ورهان أن كل شيء ممكن في ظل قيادة واعية، واقتصاد متين وموارد بشرية قادرة على الإنجاز والابتكار.

والجميل في هذا التطور أنه يستثمر في المستقبل برؤى الحاضر الجميل، متكئا على إرث الماضي التليد، فيتم البناء كما يجب وكما نتمنى.

وكما كلنا ابتهج لمشاريع نيوم وذا لاين والقدية، وما صحبها من أفكار أذهلت العالم كله، وجعلتنا نصب أعين المستثمرين والطامحين في تقديم منتجات مختلفة تفوق الحاضر وتسبق المستقبل، ها نحن نتجه للداخل ونعيد ترتيب ركائز مدننا ونخرج أجمل كنوزها، ونعيد تأهيلها لتواكب ما حولها وتركض إليه. ها هي الرياض عاصمة بلادنا ومنها ترسم القرارات وخطط التنمية محليا وإقليميا، تستعد لمرحلة جديدة في مخططها التنموي ورحلتها الحضرية لتكون جوهرة المدن العالمية، فمن خلال مشاركته في الدورة الرابعة لمبادرة مستقبل الاستثمار، وفي جلسة حوارية بعنوان «مستقبل الرياض»، قال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد «إن المملكة العربية السعودية ستعلن عن إستراتيجية لتطوير مدينة الرياض كجزء من خططها لتنويع مصادر الدخل ونمو الاقتصاد، حيث إن كل الخصائص التي تمتلكها الرياض تعطي ممكّنات لخلق وظائف ونمو في الاقتصاد واستثمارات، بالإضافة إلى العديد من الفرص، لذلك نستهدف أن تكون الرياض من أكبر عشر مدن اقتصادية في العالم، وهي اليوم من أكبر أربعين اقتصادا في العالم، ونستهدف في الرياض أن نصل من 7.5 ملايين نسمة إلى ما بين 15 و20 مليون نسمة في 2030 كعدد للسكان فيها».

وذكر سموه أن مما يميز الرياض أنها تشكل ما يقارب %50 من الاقتصاد غير النفطي في السعودية، وتكلفة خلق الوظيفة فيها أقل %30 من بقية مدن السعودية، وتكلفة تطوير البُنى التحتية والتطوير العقاري فيها أقل بـ %29 من بقية مدن السعودية، والبنية التحتية في الرياض رائعة جداً بسبب ما قام به الملك سلمان فيما يزيد عن 55 سنة بإدارة مدينة الرياض والتخطيط لها.

عندما نسمع كلام سموه ونستشف الرؤى التي تنتظر مدينتنا الرياض، نفرح ونستبشر خيرا ونتفاءل بمستقبل يدهشنا ويسعدنا.. ونتصفح معا مدينتنا ونتذكر كيف كانت وكيف أصبحت الآن وماذا ينتظرها غدا، وكيف أن رحلة التطوير بدأت منذ زمن من خلال فكر وقلب سلمان، وما هيئة تطوير مدينة الرياض قبل إلا شاهد عيان على مخطط تنموي نفذ مع الأمانات والبلديات، ما مكنها من أن تضيء وتكون محط الأنظار، وها هي اليوم تفوز بالهيئة الملكية لتطوير الرياض كأسلوب إدارة وفق رؤية ملكية وإشراف من المجدد محمد بن سلمان.

الرياض تتجاوز بتخطيطها أنها مجرد مشاريع ومبان، لتصل بنا لحضارة إنسان ومكان يحتفي بساكنيه وزائريه.

نريد لرياضنا أن تكون مختصر المدن وجمال الأماكن، والخيار الأول للحياة الهادئة الآمنة المطمئنة، نريد الرياض مكانا لسعادة طفل وفرح شاب وتميز امرأة وعزيمة رجل.

نريدها ثقافة ممتدة وعلما يسع كل شيء وفنونا تبهج كل أحد، واقتصادا يغني أهله ويبشر بالخير الوفير، ترفيهاً يسعد محبيه وراغبيه، ومعمارا يسعد ناظريه.

فلسفة نماء المدن، علم جديد في العمران والتنمية، ومن خلاله تتأسس المدن على أسس صحيحة وبنية تحتية تسمح بالحياة المتجددة لعقود طويلة من الزمن.

ليس أجمل من الحياة في مدينة نحبها وتحبنا، تهتم بنا ونخاف عليها، ونجد فيها كل حاجتنا ونتلمس فيها كل طموحاتنا وأحلامنا.

ما يبهج أن إعلان سموه عما ينتظر الرياض سيواكبه تطور آخر ستفوز به مدن أخرى في كل منطقة من مناطق مملكتنا الحبيبة، لنثبت أن قيادتنا ترى كل مدننا بنظرة حب ورخاء ونماء واعتزاز وافتخار.