بداية لمن لا يعرف ماهي الفزلكلوجية، فهي كلمة مركبة لعلم مستقل أقوم بتدريسه في جامعتي الخاصة، بعد أن حصلت على شهادتي من نفس جامعتي هذه، وأنا من اعتمد الشهادة لنفسي لأن جامعتي هي الوحيدة التي تدرس هذا التخصص، ويتكون من كلمتين وهي (فزلكة) والأخرى «زي باقي التخصصات نزود عليها (لوجيا) مدري ليه»؟ وبالعودة لموضوع العنصرية فكان هناك مقال بعنوان (أغلق أبواب الباص وانطلق)، وكان يتحدث عن مقطع فيديو ألماني قصير تم تصويره في أحد الباصات المتنقلة بين المدن بعد أن قام أحد العنصريين بسب أحد المهاجرين في هذا الباص وبعد أن دافع عنه أحد الركاب من العرق الألماني هاجم هذا العنصري حتى ابن عرقه ووطنه، وتهيأ لمضاربته فطلب منه أن ينزل من الباص ليتضاربوا بالأسفل، وبعد أن نزل العنصري قال الألماني لسائق الباص (أغلق أبواب الباص وانطلق) وتركوا العنصري هذا يقاتل نفسه وينهشها بعيدا عن تعطيل عجلة المضي قدما لهذا الباص ولحركة التنمية في ألمانيا بشكل عام.

فكان الحديث عن العنصرية ولماذا سميت بهذا الاسم، وبدأت «فزلكتي» ووجدنا هناك تعريفا يقول إنها (أن تنسب دونية لشخص أو مجموعة على أساس خصائص نمطية بلغة بيولوجية واجتماعية وثقافية، ضمن اللغة العنصرية يتم فهم هذه الصفات على أنها وضيعة وأنها غير متحولة وإنما جوهرية لتلك المجموعة) وهناك من قال..... والآخر قال..........

ولكن ببساطة أليست العنصرية بمعناها التجريدي تأتي من كلمة عنصر، والعنصر كما نعرف هو ما يتركب منه المركب، فمثلا الماء الذي نشرب منه يوميا أليس مركبا من عنصري الأكسجين والهيدروجين، لماذا لا نفصلهما عن بعضهما وننتظر أن نشرب الماء، أليس العنصر أداة أساسية في هذا المركب، ولولا هذا العنصر لما قام هذا المركب.

قد يكون هذا حال النسيج المجتمعي في أي مكان، فتجد بلدا متقدما اقتصاديا كألمانيا على سبيل المثال، كان مضربا للمثل في العنصرية الشنعاء وجرائم الإنسان ضد الإنسان، وتصنيف البشر على أساس عرقي وديني، وماذا حل ببعض العناصر حينما حاولت أن تحارب العناصر الأخرى والتي لا تعلم أنها أساس استقرارها سابقا، فهوت ألمانيا على يد هتلر، وبعد أن رجع البشر لعقولهم الخالية من أمراض العنصرية والتعنصر والانطواء على الذات على أساس ديني أو مذهبي، رجعت العناصر لبعضها، بل وفتحت ألمانيا الاستقبال لبقية العناصر من المهاجرين فأصبحت هناك مدن كاملة مركبّة من عدة جاليات من أنحاء العالم، وإن تابعت حال بعض المهاجرين هناك، تجد أنهم قد تحولت حياتهم جذريا بعد تبنيهم من قبل تلك الدولة، وأصبحت ابتكاراتهم واختراعاتهم تملأ العالم، وقد نحتاج أن نطبق التعايش بحب وسلام أكثر من إبداء (الآراء الفزلكلوجية في العنصرية).