الانغلاق الفكري (ويعرف أيضًا بالجمود الفكري أو الدوجماتية) هو عبارة عن عدم تقبل الفرد لفكرة أو معلومة أو توجه لدى طرف آخر، ويكون عدم التقبل راجع إلى جهل وعناد وليس إلى معرفة، وهو نوع من أنواع الغباء وعدم توسيع المدارك والعلم والثقافة والقراءة وأساليب الحوار.

والمنغلق والجامد فكريا يؤمن في قرارات نفسه بأن فكرة الذي يمثله سينتصر في نهاية المطاف على أفكار الآخرين الذين يختلفون معه.

هذا الاعتقاد الراسخ لدى أصحاب الفكر المنغلق جعلهم داء خطيرا على الأمة، لأنه ليس لديهم استعداد للتطور والتعليم والاستفادة من الحداثة ومن بحار العلم والتطور والتغير والتجديد.

يتميز ديننا الحنيف بالسماحة ورفع الحرج عن أتباعه والوسطية، إلا أن ثمة من خالف وانحرف عن المنهج الصحيح وارتمى في أحضان الانغلاق الفكري والتطرف الديني.

والانغلاق الفكري الديني ينم عن ضعف في التنشئة الاجتماعية والنفسية والعقائدية والتربوية والفكرية نتاجها نشر ثقافة التعصب المقيت والإقصائية ورفض التعايش وعدم قبول الرأي الآخر كما يقود إلى مظاهر العنف في التعامل والخشونة في الأسلوب وإلى سوء الظن بالآخرين.

لذلك أولى خطوات علاج الانغلاق الفكري هي التشجيع علي الاطلاع والقراءة من مصادر متعددة، بحيث تتوسع مداركهم ويكون لديهم قابلية الاختلاف في الرؤى والأفكار فيما بينهم ومع الآخرين، فهذه الخطوة هي أفضل وسيلة نغير بها ثقافة الفرد والمجتمع من الانغلاق الفكري إلى الانفتاح وتقبل وتفهم الاختلاف بطريقة علمية عصرية.

إن الانغلاق الفكري هو أكبر ظلم يمارسه الإنسان ضد نفسه، حينما يَكتفي بتعلّم عادات ومعتقدات من سبقوه، ثم يحرم نفسُه فرصة القراءة والتعلم والبحث واكتشاف المزيد.