قتل 3 جنود منشقين خلال عملية أمنية اليوم (الخميس 2011-09-08) في منطقة جبل الزاوية (شمال غرب سورية) غداة مقتل 31 شخصا بينهم 29 شخصا في حمص (وسط) في عمليات أمنية موازية، فيما دعا ناشطون إلى التظاهر غدا في يوم "جمعة الحماية الدولية".
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن "3 عسكريين منشقين قتلوا واعتقل اثنان آخران أثناء وجودهم في منزل شقيق الضابط المقدم المنشق حسين هرموش أثناء العملية الأمنية التي قامت بها القوات الأمنية مدعمة بقوات عسكرية في جبل الزاوية صباح اليوم".
وأفاد المرصد أن "قوات عسكرية وأمنية تضم 7 آليات عسكرية مدرعة و10 سيارات امن رباعية الدفع اقتحمت قرية ابلين صباح اليوم بحثا عن مطلوبين للسلطات الأمنية".
وأشار المرصد إلى "سماع صوت إطلاق رصاص كثيف ترافق مع عملية الاقتحام بالإضافة إلى صوت قصف الرشاشات الثقيلة".
وكان المقدم حسين هرموش أعلن في بداية يونيو انشقاقه هو وعناصره عن الجيش السوري عبر شريط فيديو بثته عدة مواقع الكترونية وقنوات فضائية بسبب "رفضه قتل المدنيين العزل"، معلنا تشكيل ما اسماه "الضباط الأحرار السوريون".
من جهتها، نقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري "أن قوة أمنية نفذت صباح اليوم عملية نوعية في قرية ابلين بجبل الزاوية ألقت خلالها القبض على عدد من أفراد المجموعات الإرهابية المسلحة التي روعت المواطنين وسقط عدد آخر من أفراد تلك المجموعات الإرهابية بين قتيل وجريح".
وأعلن المصدر أن "العملية أدت إلى استشهاد 3 من عناصر القوة الأمنية وجرح 3 آخرين"، مشيرا إلى أنه "تم العثور على كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر والبزات العسكرية".
يأتي ذلك فيما دعا ناشطون إلى التظاهر غدا الجمعة الذي أطلقوا عليه اسم "جمعة الحماية الدولية".
وطالب الناشطون على صفحة "الثورة السورية" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بحماية دولية ونشروا على صورة الدعوة "أين المجتمع الدولي مما يحصل؟".
وأضافوا "نطالب بدخول مراقبين دوليين، نطالب بدخول وسائل الإعلام، نطالب بحماية المدنيين".
وأوقعت أعمال العنف شبه اليومية في سورية بحسب حصيلة للأمم المتحدة 2200 قتيل منذ بدء التظاهرات في أواسط مارس، غالبيتهم من المدنيين. ويشدد النظام من جهته على أنه يواجه "عصابات إرهابية مسلحة".
ولزيادة الضغوط على سورية، أعلنت الأسرة الدولية أخيرا وخصوصا الولايات المتحدة وأوروبا فرض عقوبات تجارية صارمة جدا.
من جهته، أعرب البطريرك الماروني بشارة الراعي عن تفهمه لموقف الرئيس السوري بشار الأسد وفي الوقت نفسه عن "خشيته من مرحلة انتقالية في سورية" قد تشكل تهديدا لمسيحيي الشرق، وذلك خلال مؤتمر أساقفة فرنسا.
وقال "كنت آمل لو يعطى الأسد المزيد من الفرص لتنفيذ الإصلاحات السياسية التي بدأها"، مضيفا "في سورية، الرئيس ليس شخصا يمكنه أن يقرر الأمور لوحده. لديه حزب كبير حاكم هو حزب البعث. (الأسد) كشخص إنسان منفتح. تابع دراسته في أوروبا، وتربى على المفاهيم الغربية. لكن لا يمكنه القيام بمعجزات لوحده".
ميدانيا، تابعت الأجهزة الأمنية عملياتها. ففي حمص "اقتحمت قوات الأمن حي باب عمرو في إطار حملة مداهمات واعتقالات تنفذها في عدة أحياء منذ صباح اليوم وأسفرت عن اعتقال أكثر من 150 شخصا"، بحسب المرصد.
وأشار المرصد إلى "سماع صوت إطلاق رصاص كثيف في حي بابا عمرو بالتزامن مع حملة الاعتقالات".
ويأتي ذلك غداة عمليات أمنية في عدة مدن سورية أسفرت عن مقتل 31 شخصا بينهم 29 في حمص (وسط) وشخصين في سرمين الواقعة في ريف ادلب (شمال غرب) برصاص الأمن أثناء حملة أمنية كثيفة فيهما كما اقتحمت قوات أمنية وعسكرية بلدة النعيمة (50 كلم جنوب درعا) أسفرت عن سقوط جرحى، بحسب مصادر حقوقية.
وأكدت سانا أن 8 من رجال الشرطة وقوات الأمن قتلوا وأصيب العشرات برصاص "مجموعات إرهابية مسلحة" في مدينة حمص.
وأكدت الوكالة مقتل 5 من عناصر "المجموعات الإرهابية" الذين وصفتهم بأنهم "من المسلحين المطلوبين بارتكاب جرائم قتل وسلب واختطاف، بالإضافة إلى اعتقال عدد منهم".