أثلج صدري ذلك التصريح القوي لسمو أمير منطقة عسير وهو يقول إنه سيقف بكل حزم في وجه لصوص الأراضي من أعداء التنمية الذين يعارضون في كل زاوية من هذه الأرض الواسعة مشاريع الدولة التي لم تجد مكاناً مع هذا الجشع المخيف، ولم يعد من وسيلة إلا أن نربط هذه المشاريع إلى – بالون – يعوم في الفضاء بعد أن استولى أعداء التنمية على الأرض. وأرجو ألا يجادل أحد على جهادي فيما تعلمون وما لا تعلمون حول عسير ومشاريع التنمية. وهنا سأكون واضحاً وأنا أقول بالحرف الممتلئ إن في – عسير – ووحدها وبالتحديد من يصادر حق الأجيال القادمة في مشاريع التعليم والإسكان والصحة وبقية الخدمات، وإن فيها بعضاً من المواطنين الذين وصل بهم الطمع والجشع إلى أن يعتقد أحدهم أن له – أباً عن جد – كل المساحة التي تقبع تحت ظلال السحابة، لأن بيت جده القديم ومزرعته لهما من الحقوق ما تحت منابت المطر. وكنت نهاية الشهر الماضي بصحبة وزير يدعوني ليشرح لي بالحرف أن – عسير – هي المنطقة الوحيدة التي لم يوقع فيها مشروع واحد، وأن ملياراتها المعتمدة مازالت على – الرف – لأن الوزارة عجزت أن تضع يدها على كل المساحات الهائلة المخصصة لمشاريعها في عسير لمعارضة أعداء التنمية ومعاريضهم الزائفة بامتلاك هذه – القفار – التي يعلم كل – أربعيني – في العمر أنها كانت قفراً خالياً بلا مالك أو قيمة حتى بدء الطفرة الأخيرة. واسمحوا لي إن قلت إنني مقتنع ومستسلم لحجة معالي الوزير بعد ثلاث ساعات من النقاش ومن كانت لديه قطعة أرض – مخبأة – لشيء من مشاريعه الملياردية فمعاليه على استعداد لأن يوقع المشروع من الغد. أعرف جيداً وجيداً أن ما لا يقل عن 30 مشروعاً لعسير مازالت تحوم في السماء منذ سنوات لأن أعداء التنمية ولصوص الأراضي لم يتركوا لها فرصة الهبوط للأرض.

أعرف بعيني المجردة أن القفار الشاسعة ما بين – مربع – أبها وطريق الملك عبدالله إلى خميس مشيط وإلى ضفاف المدينة العسكرية حتى المحالة وعقبة شعار باتت اليوم أكبر منطقة عشوائية في المملكة بملايين الأمتار المسورة بأساليب عشوائية لحساب بضعة أفراد يصادرون حق الأجيال كلها في كل شيء: في سرير محترم لمشفى جديد. في شقة من مشاريع الإسكان. في طريق يختصر المسافة. في قطعة أرض لمخطط محترم بين هذه العشوائيات. في كلية تقنية أو صحية تأخذ أولادنا من تحت الهناجر المستأجرة. في مدينة صناعية لمشروع وظيفة مستقبلية.. هؤلاء ليسوا مجرد أعداء تنمية فحسب، بل قتلة لمستقبل هذه المنطقة، وهم ـ على مسؤوليتي ـ سبب جوهري لأن تمر هذه الطفرة الهائلة دون أن يكون لعسير نصيبها كما لغيرها. شكراً سمو الأمير.. وقواك الله.