عقدة الخواجة، مصطلح ظهر ليعبر عن حالة نفسية لكثير من الأفراد في المنطقة العربية، مصطلح مكون من كلمتين الأولى «عقدة» وتعني مشكلة نفسية، «والخواجة» تعني الشخص الأجنبي من خارج البلاد، خصوصًا خارج المنطقة العربية، ويقصد به غالبًا الشخص الأوروبي أو الأمريكي.

الركض وراء الثقافات الأجنبية والاعتماد على الأجنبي أو عقدة الخواجة كما يسميها البعض، سنظل نعاني من تبعاتها طالما ظللنا متمسكين بنظرية التفوق الغربي على حساب قدرات ابن الوطن، وهنالك إبداعات وإنجازات شبابية كثيرة متميزة، يذهب كثير منها أدراج الرياح نتيجة هذه العقدة في كثير من شبابنا.

ولا تزال عقدة الخواجة عند البعض هي عقدة الشعور بالضعف المعرفي والعقلي، وهو شعور مبني على أساس أن هذا الخواجة لديه من القدرات والمهارات الخارقة التي لا تتوفر لأحد غيره، وهذا بالطبع اعتقاد خاطئ، وقد آن الأوان لكي نتحرر منه نهائيًا وإلى الأبد.

وصورة الأجنبي ليست مقصورة على ذهنية الأفراد، بل إن هناك بعض الشركات والمؤسسات «القطاع الخاص» كانت تستفيد من الأجنبي في تسليمه مواضع القيادة والإدارة والاستشارة، ولكن مع مرور الوقت وتقدم بلادنا في مختلف مجالات التنمية، ابتعث عدد من أبناء الوطن وتعلموا ما كان يعلمه الأجنبي، كما استحدثت التخصصات التي تلبي احتياجات الوطن، وهذا مما ساهم في التقليل من وهج صورة الأجنبي، ذلك أن المواطن صار يوازي الأجنبي إن لم يتفوق عليه، فالمواطنون والمواطنات يواجهون المهانة والبهذلة من معظم الشركات والمؤسسات في القطاع الخاص، ولا يتعينون بسهولة، وإن تعينو وُجدت عناصر تطفيشية كثيرة تجعلهم يكرهون العمل ويزهدون فيه.

كذلك جامعاتنا تخرج كثيرًا من أبناء الوطن من الجنسين بمعنى أننا اكتفينا من الحاجة للأجنبي في جميع التخصصات العلمية والطبية والإدارية والمالية والهندسة، وغيرها مما يشغلها الأجنبي، ولدينا عدد كبير من العاطلين الذين يحملون جميع التخصصات من الجنسين، كما أن معادلة وجود أكثر من مليون أجنبي يعملون في الوطن مع وجود أكثر من مليون عاطل صعب حلها.

فلا بد من التركيز على إيجاد العلاج الحازم القوي للقضاء على هذه الظاهرة التي تشكل ظاهرة سلبية علي السعودة، واستمرار محاربة ابن البلد من قبل بعض الأجانب الناكرين للجميل، وملاك هذه المنشآت الذين همهم الكسب المادي بأي طريقة، بعيدًا عن خدمة الوطن والمواطن.