مستخدمات عبارات وأمثالا شعبية عدة، تبرر بعض الفتيات موضوع ارتباطهن كزوجات برجال يفوقونهن سنا حتى ليكادوا يكونون في سن آبائهن، معللات ذلك بأقوال من عيار «شايب يدلع، ولا شاب يلوع». وتبدو المحرضات عدة لارتباط الفتيات برجال في أعمار آبائهن، منها بحثهن عن الاستقرار المالي أو الإشباع العاطفي، أو غيرها من المحرضات التي تضعها الفتاة - أو الشاب في بعض الأحيان - حين يقررون الارتباط برجل أو امرأة تكبرهم سنا.

تقول أم عبدالرحمن لـ«الوطن» «خضت تجربة زواج ناجحة جدا مع رجل بعمر والدي.. أول الأسباب التي حتمت هذا الزواج هو القسمة والنصيب، وثانيا وجود نموذج ناجح أمامي حيث ولدت لأب وأم يتجاوز الفارق بينهما في السن الثلاثين عاما، ما جعلني لا أمانع بالزواج من رجل يكبرني بسنوات عدة».

وتابعت «حين تقدم زوجي بطلب الزواج مني، وهو يكبرني بأكثر من 25 عاما، نظرت للأمر من عدة زوايا، أولها الأخلاق والصحة العامة، وبطبيعة الحال المستوى المالي فليس منطقيا أن تتنازل في مسألة السن، وكذلك نمط المعيشة، فلا بد أن تعيش الزوجة في نفس المستوى المادي الذي كانت تعيش فيه في بيت ذويها».

وتابعت «وجدت الزوج الكبير في السن أكثر عقلانية وعاطفة من الأزواج الذين يكبرون زوجاتهم بأعوام قليلة فقط، أو في نفس العمر، وهذا لاحظته مع زوجات قريباتي وصديقاتهن، فالرجل الكبير مستعد لتقديم العاطفة أكثر، ولديه الحكمة في التعاطي مع المشكلات وحلها، بحكم سنّه والتجارب التي مرّ بها».

وأكدت «المسألة حرية شخصية، فمنهن من لا تمانع في الزواج من شخص كبير، وأخرى ترفض الفكرة تماما، كذلك تعتمد المسألة على عقلية الفتاة واقتناعها التام، وقبولها بالشخص كليا».

الرومانسية والمال

أوضحت المستشارة الأسرية الدكتورة زهرة المعبي أن «السائد في الزواج بشكل عام هو التكافؤ من ناحية العمر، وغير المتعارف هو وجود فرق كبير بين الزوجين يتجاوز العشرين عاما، سواء كان الطرف الأكبر الرجل أو المرأة».

وتابعت «الفتيات اللواتي يقررن الارتباط برجل كبير يرغبن في الحصول على الدلال منه، خاصة إذا كان الفارق كبيرا لأنهن يرين أن هذا الفارق مدعاة لمعاملة الرجل لهن برومانسية ودلال، وكذلك الرجل الذي يرغب في الارتباط بفتاة تصغره بأكثر من 20 عاما، فهو يريد أن يثبت لنفسه أنه لم يكبر وما زال مرغوبا عند الجنس الآخر، كما أن أحد أسباب رغبة الفتاة في الزواج برجل كبير هو تحقيق رغباتها، خاصة فيما يتعلق على سبيل المثال بالنواحي المالية كرغبتها في امتلاك بيت فاخر والعيش في مستوى مرموق والارتباط برجل ذي وجاهة اجتماعية ونحوه، وهذا الأمر ينطبق كذلك على الشاب الذي يرتبط بامرأة تكبره بكثير، وهنا لن يكون الهدف في الغالب تكوين أسرة بل هو مصلحة، ليكوّن نفسه، ومن ثم يتزوج بفتاة تقاربه في السن ويكونان الأسرة بالمفهوم الصحيح».

3 مبررات

عن الأسباب الاجتماعية للإقبال على مثل هذه الزيجات، قالت الأخصائية الاجتماعية منال الصومالي إن «الأسباب غالبا ما تنحصر في التالي، أولا الوجاهة الاجتماعية، ثانيا الارتياح المادي، ثالثا المنصب الذي يشغله الرجل، وفي بعض الأحيان تهدف الفتاة إلى الخروج من الظروف الاجتماعية والبيئة التي تعيش فيها».

مصلحة مبطنة

حول نجاح هذه الزيجات قالت المعبي «هذه الزيجات وإن نجحت فلا تقارن بنفس نجاح الزيجات التي يكون فيها الفارق العمري بين الزوجين مقبولا».

أشارت إلى أنه «حتى وإن نجح هذا الزواج فإنه يكون زواجا ناجحا أمام الناس، فالفتاة إن وجدت قصورا في جوانب معينة فإنها ستصمت لوجود مصلحة خلف هذا الزواج مثل المستوى المالي والعيش الرغد، ولذا أنصح الفتيات بالتفكير والتأني قبل الإقدام على هذه الخطوة، وأن يدرسن الإيجابيات والسلبيات على المدى البعيد ويأخذن به».

المدى البعيد

تشير منال الصومالي إلى أن «الفارق العمري الشاسع بين الزوجين لن تظهر نتائجه في السنة الأولى، بل ستظهر بعد 5 إلى 10 سنوات، كما أن هذه الزيجات لا يتم الحكم القطعي عليها بالفشل أو النجاح لأنها تتفاوت من حالة إلى أخرى».

وتابعت «قد يكون للفارق العمري أثر على العلاقة الخاصة بين الزوجين، وحتى بعد إنجاب الأبناء ومسألة التربية والتنشئة الاجتماعية ونحوها سيكون الحمل أكبر بمراحل على عاتق الطرف الأصغر سنا سواء المرأة أو الرجل».

حرية شخصية

يؤكد استشاري الطب النفسي الدكتور وليد السحيباني أن «اختيار مواصفات الزوجين غير خاضع لمعايير معينة، بل هي حرية شخصية تختلف حسب رغبة الشخص وأسبابه».

وبالنسبة لاختيار الأكبر سنا أكد السحيباني أن «رغبة بعض الفتيات في الارتباط بشخص كبير في السن أو رغبة بعض الرجال الكبار في العمر في الارتباط بفتيات أصغر منه بكثير لا يعد اضطرابا نفسيا بأي حال من الأحوال، بل هو أمر مبني على الرضا والقبول بين الطرفين».

مبررات للارتباط بالأكبر سنا

- البحث عن الوجاهة الاجتماعية

- الارتياح والاستقرار المادي

- المنصب الذي يشغله الأكبر

- الحرص على الدلال

- البحث عن العاطفة

- الاستفادة من حكمة الأكبر في التعامل مع المشاكل