أرجو من الناشر أن يسمح لي بالبوح الصريح لأنه ما يصح إلا الصحيح، ويسمح أن أستعير مطلع بيت من رائعة الأطلال، وهو أعطني حريتي أطلق يديا، وخير يا طير، هو العنوان الذي لاح في مخيلتي، عندما أردت كتابة هذا المقال، ووجدته الأكثر ملائمة وتماهيًا مع الأحداث، والحملة التي شنها البيت الأبيض، أبو فكر أسود على المملكة، وعلى سياستها.

أعلم علم اليقين مكانة مملكتنا الغالية، وهي فوق هام السحب، ولا يمكن أن تتنازل عن تلك المكانة، سواء في قلوب الأصدقاء، أو في نفوس الأعداء الحاسدة المريضة.

نعم أعلم، ولقد ازددت يقينًا، أنها تعلو وترتقي أكثر، مما يثير ضغينة أبو «عين الرضا عن كل عيب كليلة. ولكن عين السخط تبدي المساويا». وهذا ما جعل البيت الأبيض والكونجرس يقومان بتلك الحملة غير المنصفة، والسؤال: لماذا؟، والكتاب يُقرأ من عنوانه، فكيف لهذا البلد بقادته خادم الحرمين الشريفين وعضده ولي العهد، الأمير المبدع يقومون بتلك الاجراءات التي همها أن يعتمد الوطن على نفسه بقادته وشعبه وإمكانياته، لقد كانت رؤية ولي العهد 20–30 غصة في حلق السياسين هناك، وبالذات من يسمون الديمقراطيين، وهي صفة بعيدة عنهم بعد السما، فلا ديمقراطية ولا هم يتمقرطون.

كيف لهذا الشاب أن يقوم بتلك الإصلاحات، أي إبداع هذا، فلو استمرت هذه الخطط، فهذا معناه أنه باي باي أمريكا، لأنهم يرون أنه يجب أن تكون الدول تحت إبطهم غير النظيف، والمملكة بوزنها العالمي والإقليمي والخليجي إذا وصلت هذا الهدف، كيف يعملون على كبح نجاحها؟.

كنا نأمل أن يغبطونا، ولا يحسدونا، أو يحقدون علينا، وقد قال الشاعر «لله در الحسد ما أعدله. بدأ بصاحبه فقتله»، لماذا كل هذ السعر والهيلمة «والزيطة والزمبليطة»، الاستخبارات، والكونجرس، خاصة الست بيلسوي التي لا يرضيها إلا محاولة إيذاء المملكة، واتباع تقارير عمياء لا تسمن ولا تغني من جوع.. الله الله يا مملكتي الكبيرة، هكذا أثرت حمق الكارهين، وأظهرت الحقائق، وربما ما خفي كان أعظم، تقارير بنيت على عسى وربما، ولو جاز لنا أن نعتبر تلك الكلمات ذات قيمة، لقلنا ربما وعسى ولعل، كانت نتائج الانتخابات الأمريكية بما شابها غير، ولكان كثير ممن هم في مواقعهم في أماكن أخرى، لكن هم تبنوا عسى ولعل دون قيد أو شرط، وكأنها «جاك يا مهنا ما تمنى»، ولم يقصر، فخامة الرئيس، فسيقت التصريحات، وتبعتها قرارات لم تراع الحيدة، ولا الاحترام المتبادل بين الدول، وبالذات الحليفة منذ عشرات الأجيال، وطبعًا تبع ذلك تصريحات الشاطر بلنكن، ورئيسة مجلس النواب بلوسي الظريفة التي لا تمل من التصريحات، وخذ وهات.

لقد فعلت المملكة كل إجراء قانوني وشرعي مع من ارتكب تلك الجريمة، وصدرت القرارات من القضاء المستقل بصددهم، وتبع ذلك إجراءات تزيد من شفافية تلك المؤسسات، للقيام بعملها بكفاءة أكثر، أين أنتم يا فخامة الرئيس من كوريا الشمالية والصين وإيران ومانيمار والحوثيين وميليشيات أحزاب الله، كل هذه الدول والأحزاب مع ظلمها واستبدادها لا تستحق لفتة؟.

المهم المملكة، فهي مربط الفرس لإظهار أن أمريكا عينها حمرا، وتبدأ بالحليف قبل العدو، وطبعًا في ظنهم وفكرهم، ما يقوله المثل الشعبي «من يقول للغولة عينك حمراء»، لا يا فخامتك، فعيون الغولة الحمراء ليست تنطلي على مملكة الخير وقادتها.

لقد ردت المملكة على لسان وزير خارجيتها، ردًًا حاسمًا وواضحًا، أننا لا نقبل هذا الهراء، مع كل مبادئ الاحترام للعلاقات التي كانت تربط المملكة مع أمريكا، ومع قادتها عبر التاريخ.

المملكة تبقي رافعة الرأس، «ويا جبل ما يهزك ريح» وقد أيدت الدول الصديقة بيان المملكة.

أخيرًا يا فخامة الرئيس، أينكم، من معتقل جوانتانامو، هل نامت عنه استخباراتكم، والكونجرس وإداراتكم غير المعنية.

هذا المعتقل الذي أنشئ في خليج جوانتانامو عام 2002، وأقمتوه في خارج حدود أمريكا، يعني «برا وبعيد» حتى تتنصل أمريكا من النقد، هذا المعتقل لا تنطبق عليه أي من قوانين حقوق الإنسان؟، حتى أن منظمة العفو الدولية، قالت عنه إنه يمثل همجية هذا العصر، فكل فنون التعذيب والبلطجة تمارس فيه، وعلى عينك يا تاجر.

وأخيرًا: خير يا طير؟، فأخباركم هي فالكم ولا تعنينا بشيء.