نقلت صحيفة (The Hill) الأمريكية استنكار وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، مايك بومبيو، نشر إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، تقريرا مغلوطا حول جريمة مقتل المواطن السعودي جمال خاشقجي، وقال إنهم استخدموا معلومات ما كان ليقف أمامها عندما كان رئيسا لجهاز الاستخبارات لأنها تفتقد للحقيقة.

وفي حديث لشبكة «فوكس نيوز» مساء الأحد، قال وزير الخارجية السابق إن إدارة بايدن لديها دوافع «سياسية» لإصدار التقرير، وأنها عازمة على توتير العلاقة الأمريكية السعودية حول هذه القضية.

وأضاف: «تعاملت إدارتنا مع مقتل جمال خاشقجي على محمل الجد، لقد تم محاسبة الأشخاص الذين فعلوا ذلك». وسبق أن تحدث بومبيو بأنه لا توجد أي معلومات تخالف الحقائق التي ذكرت في التحقيقات السابقة بالقضية، وذلك بعد الكشف عن الأطراف المتورطة فيها، والتي حققت فيها السعودية أيضًا بمجرد معرفتها بحدوث الجريمة في القنصلية السعودية بأسطنبول، مبينًا أن الإدارة الحالية تقوض كل ما بنته الإدارة السابقة.

أهداف سياسية

قال بومبيو: «إن نشر هذا التقرير كان متهورا، لقد كان إصداره لأسباب سياسية، رغم معرفة إدارة بايدن أن القضية انتهت، وصدرت فيها أحكام نهائية».

وأضاف: «أن ذلك كان يهدف إلى الإضرار بعلاقة الولايات المتحدة مع المملكة العربية السعودية من خلال استخدام المعلومات الاستخباراتية بطريقة لم أكن لأقف عندها كمدير سابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية أبدًا؛ لذلك يؤسفني أنهم اختاروا القيام بذلك.. لقد كانت حيلة سياسية».

وتابع الوزير السابق قائلًا: «يؤسفني أن هذه الإدارة تريد تطوير علاقة مع إيران وتدمير العلاقة مع السعودية؛ ولهذا استغلوا معلومات استخباراتية وورطوا جهاز الاستخبارات في هذا الأمر»، وتعتبر تصريحات بومبيو إلى حد بعيد أقوى انتقاد من قبل أي مسؤول سابق في إدارة ترامب حول هذه القضية.

قوة التأييد للموقف السعودي

أضعف التأييد الواسع للموقف السعودي ضد التقرير الأمريكي ما ترمي إليه السياسة الأمريكية، وظهر ذلك من خلال ردات الفعل على بعض القنوات الأمريكية مثل قناة «CNN» الأمريكية، التي أكدت أن كثيرًا من الدول العربية تدعم المملكة في موقفها، وكذلك فإن الشعب السعودي يقف خلف قيادته، ويثق فيما اتخذته من قرارات للتعامل مع قضية خاشقجي ومنع تكرار مثل هذه الحادثة، ولن يتأثر بمحاولات تسييس قضية خاشقجي، أو أي محاولات لإشغاله عن القيام بدوره في مساندة قيادة المملكة في جهودها لبناء مستقبل مزدهر لشعبها من خلال رؤية 2030.

ودعمت الكثير من الدول العربية والإسلامية الرد السعودي على تقرير الاستخبارات الأمريكية، منها مصر والكويت والبحرين والإمارات واليمن وفلسطين وجيبوتي وموريتانيا، مبينين دور المملكة في إرساء الأمن والسلام في المنطقة، وحرصها المستمر على ذلك.

استهداف فاشل

ذهب كثير من المحللين إلى أنه رغم تطبيق القانون ومحاكمة المتهمين في قضية خاشقجي، ورغم حضور ممثلين من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، بينهم ممثل لتركيا للمحاكمات في هذه القضية، إلا أن هناك استهدافًا من نوع آخر، وهو المشروع التنموي الاقتصادي الذي تتبناه السعودية ويكمن في رؤية 2030 الطموحة، والتي لن يكون تأثيرها الإيجابي على المملكة وحدها بل على دول المنطقة بالكامل.

ملخص تصريحات بومبيو

* السعودية حليف قوي لأمريكا ونشر التقرير كان متهورًا

* هناك دوافع سياسية وراء نشر التقرير

* الأطراف المتورطة في نفسها، والمعلومات الجديدة استنتاجات

* لا يجب الإضرار بعلاقة الولايات المتحدة مع السعودية

* المعلومات الاستخباراتية التي قدمت لم أكن لأتوقف عندها كمدير سابق لـ(CIA)